بني عباد .
كثيرا ما تعود ذاكرتي بالتفكر في تمحيص دقيق للقبائل العربية القريشية الكبرى في شرق الأردن وعلى رأسها مرجعيتي ومحببتي الغالية وسندي قبيلة آل عباد ، التي تتمركز حاليا في ضواحي العاصمة عمان والبعض من مناطق البلقاء ، حيث تتمتع هذه القبيلة بسمعة طيبة حسنة في كافة اعمالها الاجتماعية والوظيفية والسياسية والوطنية وهي تعد من ثاني اكبر القبائل ذات اللحمة والدم الواحد في شرق الاردن الحديث الديموغرافية .
وان كل من فيها انحدر من جد واحد وام واحدة ليس كغيرها من القبائل التي اتحدت بتحالفاتها الزائفة تحت مسمى واحد من اجل الانتخابات مثلا او بهدف الضغط على النظام الحاكم ليرضى عنهم او من باب الكذب على الهمل الاغبياء من اجل بسط السيطرة عليهم او الصيت الزائف .
اما وبحسب معاصرتي لكبارهم وللمصادر العلمية والشخصية والمكتبية ، ولتاريخهم العسكري ايضا منذ اكثر من 300 عام فإنني وقد خرجت بخلاصة ان بذرة هذه القبيلة القريشية هي نن بذرة نبوية حقيقية بحتة وهي اثبت من غيرها في كافة مواصفاتها وصفات افرادها الحسنة ، كما تنحدر هذه القبيلة من صلب الحارث ابن عباد احد قادة قبائل قريش ما قبل التاريخ الاسلامي ، اي ( الهجري ) ، بحوالي سبعين عاما وهو اول من حاول الإصلاح لجب الفتنة واراقة الدماء بين الجيشين العملاقين بني تغلب وبني بكر اثناء حرب البسوس الدامية .
وعند اشتعال نيران المعارك الدامية ما بين عمومة القوم بسبب مقتل الملك كليب والتي قادها الاف الجنرالات وملايين العسكر والتي استمرت لدهور طويلة ، فقد قرر ابن عباد الهجرة بكافة جيوشه واملاكه المتنقلة الى غرب الحجاز كون الحروب غزت كافة انحاء نجد والحجاز والربع الخالي والعراق وامتدت حتى دويلات البحر الاحمر وبحر الخليج وعمان واليمن والترك وقزوين وشمال افريقيا والمغرب العربي وفلسطين وسوريا الخضراء .
وقد ثبت ان قبيلة ابن عباد ابي جبير فعليا ارست قواعدها بأحمالها على ارض فلسطين كونها حينذاك لم يكن شرق النهر مأهولا بالأهالي سوى بقلة من اللصوص والمطاريد الفارين من تلك الحروب ففضلوا السكن بالكهوف والأودية والأدغال التي يصعب على العسكر العثماني او المارة كشفهم .
اما وخشيتي بالإطالة عليكم بصدد سرد تلك الوقائع وحتى هذا اليوم فإنني سأختصر الشرح الى نهاية القرن السابع او الثامن الميلادي فقط .
اما وفي منتصف ذلك القرن لقد قامت الدولة العثمانية على استغلال نهر اوردون ( الغور ) لزراعة وري الاراضي المحيطة فيه فقررت استيعاب الكثير من المهاجرين الأفارقة ونفوس كثر من بلاد المغرب العربي لغاية احياء ما يسمى بالديموغرافيا من اجل أبعاد كثيرة ، فحاول الجيل الجديد من بني عباد من بسط سيطرتهم على رقعة شرق النهر بالطرق السلمية وجعلها كيانا سياسيا كما هو تابعا للامبراطورية العثمانية فرفض بلاط الاستانة ذلك حيث قام الحكام الاداريين والضباط بزرع فتنة مابين ال عباد والعشائر البدوية المتنقلة الاخرى كأهل الجبل شرقا مثل ( السردية ) و ( عنزه ) ، حيث حصلت مابينهم عدة معارك طاحنة واستمرت تلك الصراعات الساخنة والباردة تاره حتى تدخل الجيش العثماني بالطرق الدبلوماسية احيانا والقوة تاره لغاية اخمادها دون فائدة بسبب التحالفات والتكتلات التي كانت هي الأفلح حينها بهدف اضعاف جميع الاطراف المتقاتلة الى ان استمرت الحروب على هذا الحال حتى عام 1917 اي حتى منتصف الحرب العالمية الأولى .
وبعيدا عن المدح الذي لايسمح لي بذلك منهجي المهني ، إلا انني اود ان اعلمكم من ان هذه القبيلة هي الوحيدة في الاردن لا تحب سوى الوطن وكل من دخل فيها وقصدها وهي قبيلة معروفة بشيبها وشبابها ونسائها بأنها لن تنحني يوما لسيد ما مهما كان نوعه لأن الساده الأشراف كبني عباد لا ينحنون لأحد سوى للخالق تعالى ، والى هذا القدر كفاية .
بقلم / عادل القرعان .
وكالة ايلاف / لندن .
كاتب سياسي .
هاتف 0799334050
التعليقات (0)