مواضيع اليوم

بني إسرائيل واليهود - الجزء الأول (حلقة 7)

مصعب المشرّف

2010-04-14 08:27:39

0

بني إسرائيل و اليهود
في القرآن الكريم


الجزء الأول

الحلقة (7) والأخيرة

 

دخــــول بني إسرائيل مـصـــر

دخول إسرائيل (يعقوب عليه السلام) وبنيه مصر

بعد أن مكن الله عز وجل ليوسف عليه السلام في مصر أرسل يستدعي والده إسرائيل عليه السلام وإخوته (بني إسرائيل) للقدوم إلى مصر والعيش بها بعد أن ذاقوا الأمرين من مجاعة وقحط أصاب بادية فلسطين . وكان ملك مصر وقتها هو (الريان ) وهو في الأصل من أبناء العماليق الذين قدموا مصر من فلسطين قد قرب إليه يوسف عليه السلام لما توسم فيه من العلم والخير وآمن برسالته ودخل في دين الإسلام الذي أرسل به إبراهيم عليه السلام والذي وكان إسرائيل عليه السلام وبنيه لايزالون على هديه.
وشارك الملك وكبار رجال دولته يوسف عليه السلام في استقبال والده وأهله وكان عددهم على أرجح الروايات (70) شخصا هم جميع بني إسرائيل من الأبناء وأبناء وبنات الأبناء كما جاء معهم أتباعهم من العبيد.
والأرجح أن ملك مصر الريان قد أقطعهم أرضا في منطقة (بلبيس) الحالية شرق مصر ليقيموا بها ، حيث واصلوا ممارسة مهنتهم التي إعتادوا عليها وبرعوا بها وهي رعي الأبقار والأغنام والماعز بشكل أساسي.
وقد جمع يعقوب عليه السلام أبنائه حوله عندما أحس بقرب انتقاله إلى جوار ربه فأخذ عليهم العهد بعبادة الله عز وجل والتمسك بدين الحنيفية السمحاء . وفي ذلك يقول الله عز وجل من الآية 133 في سورة البقرة: "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون".
وبعد انتقال يعقوب عليه السلام إلى حوار ربه استأذن يوسف عليه السلام الملك الريان في السفر به إلى فلسطين لدفنه حسب وصيته في داخل مغارة عفرون .... المغارة التي سبق وأن تم دفن إبراهيم وإسحاق وسارة بها ، والتي كان إبراهيم عليه السلام قد إشتراها من صاحبها الفلسطيني "عفرون" بأربعمائة مثقال من الذهب.
..................
عاد يوسف إلى مصر ومضت الحياة ودخل العديد من اهل مصر الأصليين (القبط) في دين إبراهيم عليه السلام . وتحقق لبني إسرائيل خير وفير في مصر وصلح حالهم ... ثم انتقل يوسف عليه السلام إلى جوار ربه ودفن في منطقة بلبيس.
كان يوسف عليه السلام يستذكر نبوة جده أبراهيم عليه السلام بمبعث موسى عليه السلام وخروج بني إسرائيل من مصر فأوصى بنيه وأهله أن يحملوه معهم عند خروجهم من مصر ويدفنوه مع أبيه واجداده في مغارة عفرون التي سبق واشتراها ابراهيم عليه السلام لتكون مدفنا له ولزوجته سارة حسب ما تم الإشارة إليه آنفا.. وهكذا ظل من جاء من ذرية إسرائيل يوصي أبنائه بتنفيذ وصية يوسف عليه السلام ويحدثونهم بنبوة جدهم إبراهيم الخليل عليه السلام حتى كان ليوسف عليه السلام أخيرا ما أراد حيث حمل رفاته موسى عليه السلام ساعة خروجه ببني إسرائيل واليهود من مصر ونفذ بذلك ماكان من وصيته بدفنه مع آبائه في فلسطين.
..................
بعد وفاة يوسف عليه السلام وبمرور السنوات تكاثر بني إسرائيل وتغيرت الأحوال وانتقل الملك إلى آخرين غيروا من دين يوسف عليه السلام حتى جاء عهد "الفراعنة" وورث الجكم من بينهم "رمسيس الثاني" على ارجح الأحوال . فنصبه الكهنة من أهل النفاق والمصالح إله على الخلق من قبط مصر فاستعبد بني إسرائيل وسخرهم في الأعمال الوضيعة التي كان يترفع قبط مصر من القيام بها .
.................
لاحظ أنه وحتى هذه اللحظة لم يبرز على وجه الأرض ولم يسطر في صفحات التاريخ شي إسمه اليهودية أو اليهود .
وهذه حقيقة مهمة قد تكون خافية على معظم الناس .. بل حتى على العرب أنفسهم لسبب أن اليهود الصهاينة قد أفلحوا في إضفاء التعتيم عليها.
.........................
ويقال أن الكهنة قد همسوا لفرعون أنهم يرون في كتبهم وطلاسمهم أنه سيولد في بني إسرائيل صبي يكون السبب في هلاكه وزوال ملك عائلته ......
وحقيقة الأمر أن هذه لم تكن من بنات النجوم والسحر وكشف الغيب كما ادعى أولئك المشعوذون ؛ بل كان ذلك مما تواتر عن الخليل إبراهيم عليه السلام الذي أخبر بنيه أنه سيكون من نسل إسحاق نبي يهلك على يده أكثر ملوك مصر جبروتا وعتوا..... قيل فكان بني يعقوب عليه السلام بعد دخولهم مصر يتداولون نبوة جدهم إبراهيم عليه السلام ثم توارثها بنيهم وأحفادهم وكانوا على الأرجح يشيعونها وسط قبط مصر لاسيما بعد استعباد فراعنة مصر لهم .... وعموما فإن الإرهاصات بزوال نظام حكم ونشوء آخر عادة ما تكون معالمها واضحة لدى كل مراقب ومطلع حكيم .
وقد بدأت إرهاصات مولد هذا النبي في بني إسرائيل تتضح شيئا فشيئا حين أوصلهم جبروت رمسيس الثاني وظلمه إلى نقطة اللاعودة .. ثم ازداد غي رمسيس الثاني فأمر بأن يقتل كل مولود ذكر لبني إسرائيل حتى لا تتحقق هذه النبوة .. فكان الجواسيس والعيون تراقب نساء بني إسرائيل فكل من تظهر عليها دلائل الحمل يتم تقييد إسمها وعنوان مسكنها ، ورصد نمو الجنين في بطنها لمعرفة ميعاد مولده. فيذهب إليه المفتشون فإذا وجدوا المولود أنثى تركوها وإذا وجدوه ذكرا أمروا الذباحين المرافقين لهم فذبحوه في مكانه.
وظل الحال على هذا المنوال وكان من ابتلاء بني إسرائل أن هذا الفرعون (رمسيس الثاني) امتد به العمر إلى أرذله . فقد كان عمره حين غرق 95 سنة.
وحين كثر الذبح في مواليد بني إسرائيل انتبه البعض من مستشاري فرعون إلى خطورة الموقف على مصالح الدولة . فقالوا له : إنك لو استمريت في قتل أولادهم الذكور على هذا النحو فسينقرضون . ولن نجد من يقوم بما يؤدون لنا من أعمال شاقة ووضيعة . فاستقر الرأي بينه وبينهم أن يذبحوا المواليد الذكور سنة ويتركونهم سنة .... فكان هارون عليه السلام من بين المواليد الذكور الذين تمت ولادتهم في السنة التي لا يذبحون فيها فتركوه ....
وحين حملت ام هارون بنبي الله موسى وكليمه عليه السلام أدركت بإلهام من الله عز وجل ؛ أو بما كان يوحى لها في روعها بعد أن حملت به (وفق النص القرآني الواضح) انه سيكون ذكرا وبالتالي ستلده في السنة التي يذبح فيها كل مولود ذكر . فأخفت حملها عن الجواسيس والعيون من بني إسرائيل المتعاونين مع زبانية فرعون مصر ثم ولدته في الخفاء بمساعدة إبنتها ........ لكنها بعد ولادته احتارت كيف تخقيه فأوحى لها الله في روعها وتفكيرها ان تضعه في تابوت صغير وتربطه بحبل إلى جذع شجرة وتخفيه وسط نبات البردي والسعدة على ضفة النيل ... فكانت بعد ذلك تتنكر وتتسلل ليلا ‘لى حيث مكان التابوت ؛ فتسحب الحبل من الماء وترضعه وتصلح من شأنه وتغسله ثم تعيده إلى التابوت ....
وحين شاءت إرادة الله عز وجل أغفلت أم موسى أن تحكم ربط الحبل إلى جذع الشجرة . فانحل وأخذ التابوت طريقه في النيل فعثرت عليه جواري السيدة (آسيا) رضي الله عنها زوجة رمسيس الثاني. وحين أعطينه لسيدتهن وكشفت الغطاء عنه عرفت انه من بني إسرائيل لأنه كان "مختونا" ولم يكن على وجه الأرض آنذاك من يختن أولاده سوى بني إسرائيل لأنها سنة توارثوها من إبراهيم الخليل عليه السلام وكذلك كانت تفعل العرب المستعربة من بني إسماعيل عليه السلام.
ومن بين ما حبا به الله عز وجل رسوله وكليمه موسى عليه السلام من نعم ، ان كل من كان يراه كان يحبه . فأحبته زوجة رمسيس الثاني وبنته وجواريهم حبا عظيما. وحين جاء رمسيس الثاني ليجلس مع زوجته طلبت منه ان يترك لها المولود ليكون غرة عين لهما لأنهما كانا لا يعيش لهما ولد ذكر . فأعرض عنها رمسيس الثاني وقال لها : لاحاجة لي به ..... ولكنه في النهاية وتحت إلحاح زوجته آسيا وإبنته المدللة وافق على أن يعيش موسى عليه السلام في قصره ويتربى كأحد ابناء زوجته وليس كإبن له .... لأنه كما ذكرنا اعرض عنه بوجهه وقال لزوجته : لاحاجة لي به .... ومن ثم ينتفي زعم البعض بأن لرمسيس الثاني حق الأبوة بالتبني لموسى عليه السلام لأن التبني يكون على الخيار وحده وقد امتنع عنه فرعون ابتداء.
وهكذا بمولد موسى عليه السلام بدات صفحة جديدة في تاريخ مصر وبني إسرائيل .. وكما كان ليوسف عليه السلام دوره في إدخال ابيه إسرائيل وإخوته جميعا إلى مصر قيض الله عز وجل لموسى عليه السلام مهمة إخراجهم من مصر وكان بين دخول بني إسرائيل مصر وخروجهم منها قرابة 400 سنة.
ولا يفوتنا هنا أن نرصد لمجرد التذكير فقط أنه لا ذكر ولا وجود لما يطلق عليه الشعب اليهودي حتى هذه اللحظة التي سبقت مبعث موسى عليه السلام وخروجه من مصر إلى بادية فلسطين ثم عودته إلى مصر مرة أخرى لتحقيق أمر الله عز وجل "بإخراج بني إسرائيل" من مصر بسبب إستعباد فرعون لهم ........

لاحظ أن الأمر من الله عز وجل واضح هنا ولا لبس فيه وهو :"إخراج بني إسرائيل" ولم يقل "إخراج اليهود"...... وفي ذلك واحد من عدة أدلة قاطعة بأن اليهودي شيء وبني إسرائيل شيء آخر...... أو بما معناه أن بني إسرائيل هم عرق ونسب بالضرورة . في حين أن اليهود ليسوا سوى أتباع موسى عليه السلام ممن آمنوا بالتوراة دون إشتراط إنحدارهم من نسب بعينه أو إنتمائهم لعرق محدد...... وهو ما ينفي بالتالي مزاعم اليهود بالإنتماء إلى السامية جملة وتفصيلا .... لأن الإنتماء للسامية يقتضي إنحدار الفرد والشعب في مجموعه من صلب سام بن نوح عليه السلام ..... وحيث العرب المستعربة وحدهم هم المنحدرين من نسل سام وفق ما هو موثق بشأن إنحدارهم من نسل إسماعيل عليه السلام ......
أما بني إسرائيل فهم وإن كانوا أيضا من نسل سام بن نوح . إلاّ أنهم ووفق النص القرآني "أمة قد خلت" . وحيث يقول الله عز وجل في سورة البقرة:
[(أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (134)].
والثابت أنه ليس لأحفاد ونسل بني إسرائيل وجود موثق الآن على وجه الأرض مثلما هو الحال بالنسبة للعرب المستعربة أو آل البيت عليهم السلام.
وربما كان السبب في إنقراض بني إسرائيل هو ما تعرضوا له من مؤامرات وإغتيالات على الدوام من جانب اليهود الذين إستعانوا في تصفيتهم بالحكام من الرومان والفرس والبابليين..... وحيث لا غرابة في ذلك بوصف أن اليهود ووفق النص القرآني هم قتلة الأنبياء والرسل لتعارض تعاليم وتوجهات هؤلاء المعصومون مع ضلال عامة اليهود وميلهم الفطري لإرتكاب المذابح والمجازر وظلم الآخر وسرقة الأرض وتعلقهم الإستثنائي بالدنيا وملذاتها.


نـهاية الجزء الأول

الجزء القادم إنشاء الله:

بني إسرائيل في مصر وقصة الخروج منها

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات