بني إسرائيل واليهود
في القرآن الكريم
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
(أم تقولون إنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هــودا أو نصارى قل ءأنتم أعلم أم الله ......) (140) البقرة.
يعقوب عليه السلام هو إسرائيل . والأسباط هم بني إسرائيل.
أما اليهـــود فهم عامة من آمن برسالة موسى عليه السلام (الذين هادوا مع موسى عليه السلام إلى الله) ... وقد كانوا ولا يزالون من الناحية العرقية ينحدرون من عدة أجناس مختلفة وشذاذ آفاق مقيمة في مصر كعمال أو أرقاء..... وبالتالي فلا علاقة عرقية لليهود ببني إسرائيل أو سام بن نوح عليه السلام.
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
الجزء الأول
ما بين يعقوب وموسى عليهما السلام
(الحلقة 4)
بشرى النبوة ليعقوب عليه السلام
واصل يعقوب عليه السلام المسير طوال الليل حتى أدركه في الثلث الأخير التعب والإرهاق فتوسد حجرا ونام فرأى في منامه عامود من نور يهبط من السماء إلى الحجر الذي يتوسده والملائكة تهبط من السماء على هذا العامود إلى الأرض ثم تتسلقه تارة أخرى فتعود إلى السماء . وإن هي إلا لحظات حتى خاطبه الله عز وجل أنه اختاره نبيا وأن هذا المكان الذي يضع عليه رأسه سيكون مسجدا لله وعندما استيقظ يعقوب من منامه تذكر الرؤيا وأدرك أنها الحق من عند ربه فمسح الحجر بدهن كعلامة يتعرف بها على هذا الموقع بدقة ثم واصل سيره نحو أرض خاله .. وكان هذا الموقع فيما بعد هو (بيت آيل) بمعنى (بيت الله) الذي بناه يعقوب عليه السلام بأمر من الله عز وجل . وهو اليوم بيت المقدس.
.............................
كان خال يعقوب إسمه (لابان بن بتوابيل) وهو على غير دين الإسلام (دين إبراهيم وإسحق وإسماعيل ويعقوب والأسباط والنبيين من بعدهم) بل كان وقومه يعبدون الأصنام والكواكب . وكان صاحب جاه وثروة وله العـديد من الأبناء وبنتين إسم الكبرى (ليا) وكانت عمشاء دميمة. وإسم الصغرى (راحيل) وكانت حسناء.
وينحدرلابان وقومه من نسل ناحور بن تارح .. وناحور هذا هو شقيق إبراهيم عليه السلام وعم إسحق عليه السلام.
إذن كان لابان وقومه في الواقع من اقارب إبراهيم الخليل ويعرفون قدر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق لما أشتهر به هذا البيت الإيراهيمي من البركة والسمعة الكريمة والإجلال . ولأجل ذلك كان لهم الشرف من قبل بتزويج إبنتهم (وفقا بنت بتوابيل) إلى إسحاق عليه السلام والذي كان عمره حين تزوجها 40 سنة.
كان لابان وتأثرا بحب شقيقته لإبنها يعقوب يحبه هو الآخر كثيرا. ففرح به واستقبله بالترحاب والسرور وأقام له مأدبة عظيمة احتفالا بمقدمه . ثم عرض عليه أن يزوجه إحدى بناته على أن يرعى له يعقوب أغنامه مدة سبع سنين فلما انقضى الأجل أولم لابان ودعا الناس وأعلن زفاف إبنته إلى يعقوب فزفها إليه ليلا ودخل بها يعقوب على أنها (راحيل) ففوجيء عند طلوع الشمس بأنها الدميمة العمشاء (ليا) فذهب إلى خاله وعاتبه وقال:
- لم غدرت بي وكنت قد خطبت إليك (راحيل) ؟
فاعتذر له خاله بأنه ليس من شرعتهم تزويج الصغيرة قبل الكبيرة . ولكنه استدرك بقوله ليعقوب أنه إذا كان راغبا في الزواج من راحيل فلا مانع شرط أن يعمل لديه سبع سنوات أخرى في رعي الأغنام فوافق يعقوب عليه السلام ...... هذا وكان في ذلك الزمان لا يحرم على الرجل أن يجمع بين الأختين.
وبعد انقضاء السبع سنوات تزوج يعقوب من راحيل ثم ظل يعمل في خدمة خاله لابان مدة ست سنوات أخرى فأكمل بذلك مدة 20 سنة في خدمة خاله.
مـولد (الأسباط) أبناء إسرائيل عليه السلام:
جميع أبناء إسرائيل (يعقوب) عليه السلام (عدا بنيامين) تم ولادتهم في أرض الكلدانيين بقرية حران الواقعة حاليا جنوب تركيا شمال الحدود السياسية مع سوريا .
وقد رزق يعقوب عليه السلام (إسرائيل فيما بعد) خلال تلك الفترة بعدة أبناء من زوجته الأولى (ليا) التي ولدت له أولا خلال مقامه في أرض حران مع خاله كل من : روبيل / شمعون / لاوي / يهوذا
أما زوجته الأخرى راحـيـل فقد كانت عاقرا لا تلد فغارت من شقيقتها ليا وكانت لها جارية أهداها لها والدها لابان يوم زفافها لتخدمها إسمها (بلها) فوهبتها لزوجها يعقوب عليه السلام فولدت له جاريته بلها ولدين هما : دان و نيفتالي.
فغارت الزوجة الأخرى لــيــا فوهبت يعقوب عليه السلام جاريتها (زلفــا) فولدت له زلفا ولدين هما : جــاد و أشـير.
ثم حملت لـيــا أثناء هذه الفترة فولدت الخامس ثم السادس لها فأسمتهما : إيساخر و زابلون وأخير ولدت بنتا سمتها (دينا) .. وبهذا أصبح ليعقوب عليه السلام من زوجته الدميمة ليا سبعة أبناء ؛ ستة أولاد وبنت واحدة.
ثم ما لبث الله عز وجل أن استجاب لدعاء (راحيل) فرزقها من يعقوب عليه السلام بغلام سمته يوسف وهو نبي الله عليه السلام .
حتى هذه الفترة كان قد مضى وصار ليعقوب عليه السلام 20 عاما كاملة في خدمة خاله ووالد زوجتيه (لابان) فإستأذن يعقوب عليه السلام خاله في مفارقته والعودة إلى ديار أبيه إسحاق في أرض الفلسطينيين فوافق الخال وقال له:
- "أنني قد بورك لي في أموالي وسعيتي وثروتي بسببك ولأجل ذلك أريد أن أكافئك فأسألني منها ما شئت لتأخذه معك هدية مني".
فطلب منه يعقوب عليه السلام أن يعطيه شيء من الأغنام والماعز وبعض الأموال والأتباع من العبيد .
فوعده خاله لابان أن يعطيه كل حَـمَـلْ يولد من غنمه هذه السنة أيقع (خالط لونه لون آخر) وكل حمل ملمع أبيض بسواد ، وكل أملح ببياض ، وكل أجلح أبيض من الماعز . والأجلح في اللغة هو الماعز أو الضان الذي لا قرون له . ونطلق عليه في لهجتنا العامية مسمى "بـعــــام". وهو من الحالات النادرة جدا وغير المرغوبة نظرا لأنها لا تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة أمثالها أو أعدائها وبالتالي تتعرض للجراح أو القـتـل عند مناطحتها لغيرها.
وافق يعقوب عليه السلام على هذا الشرط . ولكن أبناء خاله لابان عندما علموا بذلك قاموا بفرز كل تيوس (ذكور) الأغنام والماعز التي على هذه الصفات من بقية القطيع وساروا بها مسافة ثلاثة ايام حتى لا تحمل الإناث فتلد على شاكلة الآباء.
وحين تبين ليعقوب عليه السلام صنيعهم ومقصدهم أتى بفروع لينة بيضاء من شجر اللوز واللب فكان يقشرها وينصبها أسفل الماء الذي تشرب منه الأغنام فتنظر إليها وتفزع فتتحرك الأجنة داخل أرحامها فتصبح ألوانها كما تراها أمهاتها . وعلى ذلك ولدت الأغنام والماعز جميعها حملان على شاكلة الصفات التي إشترطها لابان على ابن شقيقته يعقوب عليه السلام ، فلم يجد خاله بدا من الوفاء له بالشروط التي اتفقا عليها . ولكن أخوان زوجتيه أضمروا له الحقد والغيرة . وبدأوا يحرضون عليه ابيهم ، على الرغم من أنهم هم الذين بدأوا التنكر حين أبعدوا التيوس الجلح وما خالطها بياض عن الإناث.
وإزاء ذلك وبعد أن أصبح ليعقوب ثروة وافرة من الأغنام والأموال والعبيد بدأ الصفو بينه وبين خاله يتغير كأنه يتهمه فأوحى الله عز وجل ليعقوب عليه السلام أن يترك أرض حران ويعود إلى أرض أبيه وقومه فصدع يعقوب عليه السلام لأمر ربه وتحرك ليلا في غفلة من خاله لابان وأبنائه بعد أن جمع ما خف من أموال وساق معه زوجتيه وأولاده وعبيده وجواريه معه وظل نشطا في المسير طوال الليل حتى جاوز حدود الأرض التي تقع ضمن ممتلكات وسلطات خاله لابان وقومه. وعندها لحق بهم لابان وقومه فاجتمع بيعقوب عليه السلام ولامه على هذه الطريقة التي لجأ إليها في مفارقته بدون علمه . ودون أن يتركه يودع بناته وأحفاده بما يليق وانتهى العتاب والملام أخيرا بتواثق لابان ويعقوب عليه السلام عند رابية عرفت بإسم (جلعـاد) على المسالمة وعدم التعدي والتجاوز بينهما فلا يتجاوز يعقوب عليه السلام هذه الرابية إلى أرض خاله ولا يتجاوز خاله وقومه هذه الرابية إلى أرض يعقوب وأن لا يهين يعقوب عليه السلام بنات خاله ولا يتزوج عليهن . وعلى ذلك ذبحوا الذبائح وأكلوا جميعا زاد بعضهم البعض ثم تفرقوا فعاد لابان وقومه إلى حران وواصل يعقوب عليه السلام مسيرته جنوبا نحو أرض ساعـيـر في فلسطين حيث يقيم والده إسحق وقومه.
سبب تسمية يعقوب عليه السلام بإسرائيل
يحكى أن يعقوب عليه السلام حين قفل عائداً من أرض حران (أرض أخواله) إلى أرض ابيه إسحق عليه السلام بصحبة زوجتيه وأولاده وأتباعه وثرواته وقبل الفجر بقليل اعترض طريقه ملاك على هيئة رجل فطلب منه يعقوب أن يتنحى عن طريقه فلم يستجب (الرجل) لطلب يعقوب فنزل إليه يعقوب يصارعه (على عادة ذلك الزمان) إذا أراد الإنسان أن يذب عن عرضه . فتصارعا ساعة فصرع يعقوب عليه السلام (الرجل) ولكن (الرجل) ضرب يعقوب عليه السلام أثناء المصارعة في فخذه ضربة شديدة أصبح يعقوب يعرج بسببها حتى وفاته .... وحين أسفر الصبح أفاق (الرجل) من إغمائه وكان يعقوب إلى جانبه يرمقه بحذر فسأل (الرجل) يعقوب عليه السلام قائلا :
- ما إسمك؟
فأجابه يعقوب:
- إسمي يعقوب.
فقال له الرجل :
- لا ينبغي أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل .
فسأل يعقوب الرجل قائلا:
- ومن أنت وما إسمك؟
فلم يجبه الرجل وإنما اختفى من أمامه . فعرف يعقوب عليه السلام أن هذا (الرجل) إنما كان ملاكا مرسلا من السماء لأن رؤية الأنبياء في منامهم ومحياهم حق وأن مخاطبة الملائكة لهم حق. ومن يومها تسمى يعقوب عليه السلام بإسم (إسرائيل).
(يتبع إنشاء الله)
التعليقات (0)