قامت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مؤخرا بنشر حلقات من فصول كتاب عبد الله حسين،ملك الأردن (فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن خطر) والتي حصلت على حقوق نشرها بالعربية من الكتاب الذي يصدر باللغتين الإنجليزية والعربية عن «دار الساقي» في لندن. والكتاب يتضمن معلومات عن مسيرة مؤلفه الملك عبد الله حسين من الطفولة وفترة الدراسة ومصاحبته لوالده الراحل الملك حسين طلال، حتى وراثته عرش الأردن.
في الفقرات التالية أقدم قراءتي لإحدى الأفكار الهامة التي وردت في مقدمة ذلك الكتاب حيث يدعونا مؤلف الكتاب فيما قد يمثل مقترح مشروع سياسي إلى أن (طبقا لكلمات المؤلف)"نفكر في عالم تضافرت فيه بفاعلية الخبرة الإدارية لدى الإسرائيليين، مع الكفاءة المهنية لدى الأردنيين، وريادة اللبنانيين، والمستويات العلمية لدى الفلسطينيين. إنني أرى في تضافر القوى بين هؤلاء الشركاء المحتملين نواة تجمع اقتصادي أشبه ما يكون بتجمع دول «بينيلوكس» بين بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ في الشرق الأوسط. كل هذا يمكن تحقيقه."!
تقدم رؤية المؤلف تصور جديد لمنطقة الشرق الأوسط ، وتلك الرؤية لا يمكن قبولها عبر شعوب المنطقة التي من المستحيل أن تقبل إدارة الإسرائيليين لإمكانياتها ، وتظهر الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية أن الشعوب العربية قد انتفضت من اجل استعادة حقوقها وجعلها مصدر شرعية الأنظمة والسياسات في المنطقة.أما بالنسبة للمشروع الذي عبر المؤلف عن تطلعه إلى استنساخه في منطقة الشرق الأوسط فهو قائم بين دول تتبنى نظام الملكية الدستورية حيث تعبر السياسات عن إرادة الشعوب في ذلك الجزء من أوروبا، ويتطلب استنساخ ذلك المشروع الحصول على المشروعية السياسية القائمة على إرادة الشعوب في المنطقة المراد نقل المشروع إليها ، وبما يتضمن تبني نظام الملكية الدستورية في الأردن.
الرؤى والتطلعات الشعبية في المنطقة العربية في المرحلة الحالية التي يمكن وصفها بأنها مرحلة الانتفاضة العربية الكبرى عبرت عنها كلمات غسان بن جدو التي قال فيها " قبل الثورة التونسية كنت احلم بان يصلي أحفادي بالمسجد الأقصى وبعد الثورة التونسية بدأت احلم بان يصلي أبنائي بالمسجد الأقصى وبعد الثورة المصرية بدأت احلم أن أصلي أنا بالمسجد الأقصى". وبعد أن أصبح من المرجح أن تمتد هذه الثورة الشعبية إلى بقية البلاد العربية ، نرى أن تلك الشراكة التي دعا إليها مؤلف الكتاب هي شراكة غير واقعية ولا يمكن أن تتحقق لأنها تقف على النقيض من إرادة الشعوب العربية التي لن يكون من الممكن الاستمرار في تجاهلها.
التعليقات (0)