يصنع بنكيران و وزراءه مشهد سياسيا خاصا، صخب إعلامي وحديث منابر بين داعم و ساخط و ممهل، ضجة أكبر بكثير مما أحدثته حكومة الرجل، الذي لم تفلح خرجاته بنكهاتها المتعددة في طمأنة الشارع المغربي، و كيف له أن يطمئن و مؤشرات عيشه في عسر و أفق مظلم يشوب مستقبله من شتى النواحي.
سابقا تحدثت عن الإكراهات و المعوقات التي ستتقدم طريق المسكين، فما كان لعناصر حملته الخمس أن تتحقق و لا يبدو لي أنها ستتحقق آنيا ولا في المستقبل القريب، فما الذي جعل الرجل يتأبط مالا يستطيع فعله، حماسة زائدة، لنقارن بينه و بين الرئيس مرسي، الأخير مازال يصر على مشروعه المسمى بالنهضة، نهضة مصر، في حين غاب حديث الحملة الإنتخابية و ما وعد به بن كيران المغاربة.
هل لنا أن نتساءل؟ هل كان يعلم بن كيران حقيقة ما ينتظره؟ هل عمل هو و فريقه على دراسة الوضع الإقتصادي الذي يعرفه المغرب و أعد له ما استطاع من قوة؟ أم أن الرجل استغل الربيع العربي و حصائد الإسلاميين في دول أخرى ليقفز إلى الواجهة و يفوز بكرسي الرئاسة، و الجميل أن يكون الرجل استقدم إلى حيث يوارى الثرى، في خيمة قتل المنصور أبو مسلم الخرساني لما بدا منه التغول و إدراك السلطان، و على سجاد أحمر قد يقتل بنكيران ( المنصور) مشروعه وطموحه السياسي( أبو مسلم)، و في قاعة الإنتظار و على وقع السكتة القلبية خرج اليوسفي من الساحة السياسية وغاصت خيل حزبه في مستنقع السلطة.
يحق لمن يتفائل كما الريسوني أن يقول لا تعجلوا الرجل حتى تظهر وتكمل صنائع يده، ولا تلزموه ببرهان معجل كما فعلت اليهود مع نبيها، ، لننتظر سنة أو سنوات حتى يكمل عمل الرجل و رفقته، و الخوف أن تكون السبع سنوات العجاف، و المطر قد احتبست مزنه و الناس على وقع غلاء الأسعار، فهل هذه بوادر إنفراج...؟
نعم، لا ضير في مهلة إضافية، فلعل الرجل يمتلك مشروعا جانبته الظروف في الإفصاح عنه تماما،أو حاربه من لا يريد تطبيقه، من قام و اعتذر لهم، و هو بخوفه و كثرة دفاعه عنهم يبدو أضعف مما كان أيام كان يعارض. هذا حال السياسة.
مهلة و إن طالت، فإنها تحمل في ثناياها غضب يزداد و احتقان شعبي و تذمر قد يتدحرج في سكون، و العقبى لمن يدرك، فإما تعجيل بتهدئة الشارع و تنفيس الوضع المعاشي الصعب أو انتقال إلى مرحلة أخطر تكون بداية خروج عارم لطالبي الخبز.
التعليقات (0)