انتصار معنوي حققه حزب العدالة و التنمية في الإنتخابات الجزئية التي مرت مؤخرا في كل من طنجة و مراكش، و في ظل نسبة الإقبال الضعيفة ( تحدثت مواقع أخبارية عن نسبة 3 في المئة إلى حدود 12 زوالا في مراكش و 18 في المئة كنسبة عامة إلى حدود الخامسة من عشية الخميس في طنجة )، يحق للمبعضين لهذا الفوز القول أن وسط نكوص الناس عن الخروج للتصويت استطاع الحزب بكتلته المنظمة حصد المقاعد الثلاثة من الأربعة،. و هم بذلك يرون أن الحزب خسر بنسبة الإقبال وعزوف الناخب، هذا العزوف و إن صح فهو يسري على الأحزاب المتناطحة معا، خاصة حزب الأصالة الذي أقر مسؤوله إلياس العماري بالخسارة بعد توقعات بإمكانية الفوز .
انتصار استثمره العداليون، هم محل الثقة، ثقة المواطن المغربي ، في ظل الأوضاع الإقتصادية والعجز الحكومي بل التخبط الحكومي، يرى العداليون أن لهم القدرة على كسب ثقة الشارع و المحافظة على هذا الكسب الشرعي، ولعلي أرى أن فوزهم هذا جاء لرفع همة مناضليهم و شبيبتهم لا أكثر، فهؤلاء في حيص بيص ، كيف لهم أن يدافعوا عن عمل حكومة صورية ورئيس حكومة صوري بات و كما تتهكم قناة نسمة يبحث عن صلاحياته المبهمة.
حكومة بن كيران المتعددة الأجناس، تعيش على وقع التغيير الحاصل في حزب الإستقلال، فالزعيم المشاكس سليل الطبقات الشعبية كما يصف نفسه، أحدث انقلابا مدويا في أيقونة الأحزاب العائلية، هذه القوة المستمدة من هذا التغيير العظيم حفز الشباط على الحديث عن تعديل حكومي ، خاصة و أن وزراء حزب ممن يحسبون على تيار عباس و أسرة الفاسي.
ليس التعديل فقط بل الحديث عن حلفاء جدد و عن حكومة إنقاذ و هو بذلك يرسل رسائل تحذير للرجل صاحب الوزارة ، قد تغيرت المعادلة، و الإبل على غير موردها، و لعل الرجل الوردي بات يعرف الكثير عن الإبل فحليفه الرشيد قدم له العمل الجليل، بأن وصل بصوت مناضلي الحزب من أهل العمامات الزرق. حسنة لابد وأن ترد بمثلها، هكذا تحدث شباط عن غياب تمثيل الصحراء في حكومة بن كيران، الأخير و رفيقه التقدمي نفيا خبر أي تعديل، لكن ماذا إن فرض الشباط شروطه و أتى بقومه إلى الحكومة ؟ و المعلوم أن الرجل لا يملك رؤيا سياسية و اضحة و لا رصيد معرفي و أكاديمي و ليس برجل دولة، إنما هي سلطة المال و كاريزما اكتسبها من لعبة السلطة و دهاليز الحكم، و كذلك رفقته.
وسط هذا الركام الحكومي، بات الخبر هو الحكومة بعينها، لا عملها و حسنياتها، والظاهر أن بعضا من أصحاب المصباح، بهتت شعلتهم فلا نرى لهم نورا و لا حتى سنا برق لحظي، لاشيء يقدم، والحكومة الفعلية بطاقمها هي من تملك الزمام و هي من تدشن و تمثل... بهذا تحدثنا قناة الأولى في أول نشرتها و بهذا تحدثت صحف ومنابر، فقط وزراء كالوفا أكسبوا الحكومة بعض التتبع، فالأخير بزلاته و خرجاته حرك الٌأقلام و الألسنة بين منتقد ومعارض و داعم و منافح ليصبح نجم الحكومة. و السخرية أنها حكومة برمز المصباح و عملها عمل الكواكب في ليلة ظلماء.
التعليقات (0)