يبدو أن الشارع المغربي غير مهتم بما ستؤول إليه مشاورات بنكيران و رئيس حزب الأحرار مزوار لتشكيل الصيغة الثانية من الحكومة، رمضان و أجواء العطلة و تداعيات ملف العفو الملكي غيبت خبر المشاورات و تكهنات التوزير عن الصدارة، لكن و مع القادم من الأيام و بانتهاء عطلة العيد ستعاود المواقع الاخبارية و الاغعلامية رصد تحركات زعماء الأغلبية و مواقفهم ازاء حقائب التوزير و خطاب التشكيلة الثانية.
بالعودة إلى خلاصات التصريحات السابقة، يبدو أن زعيم حزب التجمع البديل الجديد لا يرغب في أن يكون معوضا فقظ لحزب الاتسقلال الخارج من الحكومة، و بذلك هو يرفع من مطالبه لسقف أعلى تتغير من خلاله حصة كل حزب من التشكيلة و طبيعة الحقائب كذلك، الشيء الذي قد يؤثر على باقي الأحزاب خصوصا حزب التقدم و الاشتراكية و الحركة الشعبية، موقف الأحرار هذا دفع بالحزبين الأخيرين إلى بعث رسائل مزعجة لبنيكران مفادها أن أي تغيير لن يكون على حسابيهما و أن كل الاحتمالات مفتوحة بما فيها الذهاب إلى انتخابات مبكرة. فهل نحن بصدد لتغيير جذري يطال حصص كل حزب و طبيعة الحقائب؟ يبدو لي أن مزوار يحاور من موقع قوة فهل سيستسلم الرجل العدالي لضغوط الرجل الأزرق؟
بالمقابل بنيكران يتعرض لضغط آخر، فالتحالف مع عدو سابق لطالما اتهم هو حزبه من طرف أعضاء من حزب العدالة و التنمية بكونه حزب ضالع في الفساد، قد لا يستصيغه بعض أعضاء و حزبيي المصباح و كذلك الموالين و المتعاطفين معهم، فهل سيكون لهذا التحالف ردات و توابع سلبية داخلية في حزب المصباح ؟ سمعنا عن استقالة عدالي شاب يكنى بقناص تارجيست...
أحلاهما مر، و قد يرى الرجل بنيكران في مرارة الاستقالة و اللجوء الى انتخابت مبكرة حدا و حلا آخر كي ينجي نفسه من اغراءات البقاء سيدا و رئيسا لحكومة المغرب و ضغوط و إكراهات الحلفاء، تبقى الكلمة في ذلك للقصر، هل لظروف مواتية لاجراء انتخابات برلمانية و جماعية قد تكون مكلفة للخزينة، خصوصا مع الوضعية الاقتصادية لتي يعيشها المغرب، و بالمناسبة نشير إلى رسالة الملك الهامسة لبنكيران حين ذكره بأنه ورث تركة اقتصادية سليمة خلفتها الحكومات السابقة، إنه رد الملك على آهات الحكومة الالية و شكواها من الوضعية الاقتصادية الكارثية التي ورثتها حسب ماتقول.
خلاصة القول و كملاحظة، فقد لا تنتهي ولاية بنكيران في رئاسة الحكومة إلا و هو متحالف أو عازم أو بيت نية التحالف مع كل مكونات و أحزاب المشهد السياسي دون مراعاة لمبادئه و لأحاديثه قبيل و إبان حملته الانتخابية، فحكومته اليوم تضم حزبه و التقدم الاشتراكي و الحركة و أمس كانت تستوعب الاستقلال كثاني شريك،و قد كان الرئيس يتمنى دخول الاتحاد الاشتراكي، فلم يكن له ذلك فخسر أحد أطراف الكتلة كما خسر اليوم حزب الاستقلال، و لتعويضه هاهو يتجه للأحرار قطب المعارضة المحتملة و يبادل رسائل ايجابية للدستوري وهذا ما يزعج الحركيين و التقدميين مما جعلهم يبثون رسائل مبطنة للرئيس بنكيران، نذكر و أنه عند ميلاد حزب العدالة لم يكن في الوجود وعاء حزب ينعت بالأصالة ، لكن كل مكونات و أعضاء و أعيان هذا الحزب كانوا سلع و مواد باقي الدكاكين الحزبية، الخلاصة أن بنكيران تحالف مع رموز و جاء بهم و هم عنوان لماض طالما كان يريد أن يغيره أو يصلحه.
التعليقات (0)