زي كانت مدينة بنغازي سباقة لكل التحركات والثورات والأنشطة السياسية في ليبيا . لقد كانت دائما قبلة المهاجرين من غرب وجنوب ليبيا الذين إنصهروا مع سكلنها الأصليين فكونوا لحمة واحدة تنبض قلويهم بحب مدينتهم والدود عي حياضها. لفد كانت بنغازي مهد الجهاد الليبي لأكثر من عشرين عاما بزعامة عمر المختار ضد الغزو الأيطالي مما جعل من ليبيا منارة للجهاد والكفاح يقتدى بهما العالم العربي ضد الاستعمارالغربي الذي غزا العالم العربي بعد إنهيار الخلافة العثمانية . وكانت بنغازي مسرحا للحرب العالمية الثانية بين جيوش المحور والحلفاء وفيها تقرر مصير الحرب التي دمرت بنغازي وجعلت منها خرابا ولكنها إستردت أنفاسها وعادت ألى مكانتها القيادية في ليبيا . وكان لنشاط سكانها الدور الأساسي والكأس المعلي في الأعداد لأستقلال ليبيا والمحافظة عليه تحت تاج الملك محمد إدريس المهدي السنوسي . وفي 17 فبرايرسنة 2011 كانت الشرارة التي أشعلت ثورة الشعب الليبي ضد الطاغية المقبور ، وكانت مهد مجلسه الأنتقالي وحكومته الأنتقالية حتى تحررت العاصمة طرابلس . وفي الأسبوع الماضي ثارت ينغازي على الكتائب المسلحة التي نشرت الأرهاب والدمار في المدينة وفي كل أرجاء ليبيا ، وهاحمت مقارها وسلمتها الى قوات الجيش والشرطة . كان هذا الحدث مبعث ترحيب وتأييد كاملين ودعم من المواطنين في مدن ليبيا وقراها .فقد نشرت هذه الكتائب المسلحة التي تحسب نفسها على الثوار القتل والتشريد والخراب والدمار والأرهاب في كل أرجاء ليبيا . وطالبت جماهير الشعب تكرارا ومرارا المجلس الأنتقالي والحكومة المؤقتة بانهاء هذه الكتائب المسلحة وتسليم اسلحتها إلى قوات الجيش والشرطة وضم من يريد منهم فرادى الأنضمام إلى الجيش والشرطة لتدريبهم للأنضمام إلى القوات المسلحة وفق اللوائح والقوانين . ولكن المجلس الانتقالي والحكومة المؤقتة تغاضى عن هذا ، وإستمر الحال وأزدادت هذه الكتائب تسليحا وقوة وأصبحت تحكم ليبيا اليوم بدلا من المجلس الوطني الذي إنتخبه الشعب . وقد أقامت هذه الكتائب المسلحة الحواجز في الطرق ومراكز سلطة في المدن والقرى وعطلت تأسيس الجيش والشرطة وخلا لها الجو لتبيض وتصفر على مرأى من السلطة الرسمية . وأهينت الشرطة وقوات الجيش فقد أصبحت أسماء بدون مسمى ولم يعد أحد ينفذ أوامرها. وقيام سكان بنغازي بالتظاهرومهاجمة هذه الكتائب في عقر دارها وتسليم مقارها وأسلحتهم لقوات الجيش والشرطة كان الحل الصائب الذي طالمنا نادينا به منذ الايام الأولى لتحرير البلاد . وبدلا من أن يقوم المجلس الأنتقالي والحكومة المؤقتة بحل هذه الكتائب في مهد ها ساعدا على إستمرارها بالاعتراف ببعضها التي تظاهرت صوريا بأنها وضعت نفسها تحت تصرف الجيش الليبي . بل أكثر من هذا كلفت هذه الكتائب بدور حفظ الأمن وأرسلت إلى مناطق الصراع بدلا من قوات الأمن والجيش الرسمية . ورغم قيام سكان بنغازي بتطهير بنغازي من هذ الكتائب المسلحة دون تمييز فقد كان رد فعل الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني ضعيفا بتفريقها بين الكتائب المسلحة المستقلة وتلك التي وضعت نفسها إسميا تحت إمرة الجيش والشرطة وهذا شئ خاطئ معناه الألتفاف على قرار سكان بنغازي بانهاء وجود الكتائب المسلحة دون تمييز. وإستمرار الوضع كما هو. بل أكثر من هذا نفت بعض المصادر الرسمية بأن الكتائب التي إستهدفها الشعب في بنغازي هي من قامت بمهاجة القنصلية الأمريكية وقتل السفير الأمريكي صديق الليبيين دون توضيح ونكران هذه الكتائب قيام أفرادها بهذ ه الجريمة يحتاج ألى تحقيق عاجل . ولم تقل هذه السلطات من هي الجهات التي أقترفت الجريمة وأسماء مقترفها وأكتفت بالقول بأنها من عمل عناصر أجنبية لدر الرماد في العيون . أما تلك الكتائب التي أطلقت الرصاص على المواطنين وقتل وجرح العشرات منهم فهؤلاء مجرمين يجب الكشف على أسمائهم ومن أمرهم بأطلاق الرصاص أو منع المتظاهرين من مهاجمة الكتائب المسلحة ومحاكمة كل من تتبث إدانته ، وتنفيذ الأحكام في مبادين المدن الليبية ليكونوا قدوة لغيرهم الأن ومستقبلا . إن التعدي المسلح على جماهير الشعب صاحبة الحق في السلطة يعتير جريمة عظمى عقوبتها الأعدام . إن الوضع لا يسمح بالأنتظار ومن واجب المؤتمر الوطني والحكومة أصدار قرار عاجل بانهاء كل الكتائب المسلحة جميعها المستقلة والتي وضعت نفسها تحت سلطة الحكومة وتقديم من يريد من أفرادها فرادى ألى قوات الجيش لقبوله للتدريب والأنضمام ألى الجيش أو الشرطة حسب مؤهلاته وقدرته ، وعلى هذه الكتائب المسلحة تسليم سلاحها وإخلاء مقارها الحكومية من مكاتب وبيوت تابعة للحكومة أو رجال العهد السابق خلال 48 ساعة ومن يرفض يعتبر مخالفا لأوامر الدولة ووجبت متابعته والقبض عليه وتقديمه للمحاكمة . ويعتبر عدم تنفيد أوامر السلطة جريمة غير قابلة للعفو مستقبلا طال الزمن أو قصر . أن الموضوع لا يحتلج الى مزيد من النقاش والتاجيل من الحكومة وأنصاف الحلول ، وإذا تأخر تنفيذ هذه الطلبات فعلى الشعب فرضها بالتظاهر في كل انحاء ليبيا وتنفيذ هذه الأوامر بالقوة كما حصل في بنغازي . والعقاب والقصاص لمن يقف في طريق جماهير الشعب الغاضبة .
.
التعليقات (0)