بنطلون الفنانة

بنطلون الفنانة

البنطلون محافظاً على صدارته بلا منازع,  ففي السابق كانت أولى جولاته شريط الدعوة ومنابر الدعاة فأصبح حديث المجتمع لا يكاد يخلو مسجد من الملصقات ولا يكاد يخلو منزل من شريط صحوي من ضمن مواضيعه البنطلون ؟ واصل البنطلون العظيم السير في درب الشهرة فأخذ مساحة أخرى غير مساحة الدعوة فقد نزل على الفن الغنائي نزولاً أحدث ضجة بالوسط الغنائي والإنتاجي فأصبح لون ومقاس البنطلون يحدد مدى نجاح الفيديو كليب , تنوعت العروض وتنوعت الأشكال والأصناف حتى أًصبح من النادر مشاهدة فيديو كليب غنائي بدون بنطلونات شفافة وضيقة , مساحة أتاحت للبنطلون أن يتجه نحو مزيداً من الشهرة والتحليق بسماء الموضة فدخل باب الدراما والكوميديا من أوسع الأبواب فالمسلسلات الخليجية والعربية لا تخلو من البنطلون الذي أصبح يحدد مدى نجاح الممثلة في المسلسل ومدى قبولها عند أصحاب العيون الزائغة , مع تقدم البنطلون ظهرت موضة بنطلونيه أخرى في المسلسلات الخليجية خصوصاً والعربية عموماً وهي البنطلون القطن ! فجميع الممثلات يرتدين ذلك النوع من البنطلونات لأسباب تجارية فالإعلان التجاري يبحث عن أي وسيلة لتسويق المنتجات والأزياء تجد ضالتها التسويقية في المسلسلات , لكن لماذا يعمد بعض المخرجين على التركيز على نوع معين من الأزياء خاصة البنطلون القطني المولد للحرارة ؟؟!

أظن أن بعض المخرجين خاصة المتطفلين على صنعة الإخراج يفكر بطريقة تختلف كلياً عن طريقة تفكير المراهق الذي يشاهد ممثلة مرتدية بنطلون قطني, فالمخرج خيالة واسع فهو يركز على البنطلون لأنه [البنطلون ] حلق عالياً بسماء الشهرة والواجب عدم إهماله وكلما كان مقاس البنطلون ضيق كلما كان ملهماً للمخرج وللممثلة الباحثة عن أضيق بنطلون في العالم لتستجمع قواها العقلية لتبدع وتحلق بسماء العيون الزائغة !!

الفن ترياق التخلف مذيب جلطات التطرف والجهل يؤدي رسالة, لكنه تحول لعروض أغراء وتسويق بقصد أو عن غير قصد ,الناس منقسمون حول البنطلون فسطاط لا يرى فيه شيئاً وفسطاط يرى فيه كل العهر والفسق سواءً كان ذلك البنطلون في الفن أو في غيره , ومع ذلك يبقى بنطلون الفنانة أهم من بنطلون فتاة تسير بالشارع فبنطلونها الذي أحتل مساحة دعوية كبيرة لا شيء فيه إذا ما قارناه ببنطلون فنانة بمسلسل خليجي نائمة بوضعيه مغرية !!