بنات العرب … اللفظه في حد ذاتها تشكل مشكله لأن البنت في المجتمع العربي الذكوري ..المحافظ .. القبلي المتدين … الي أخره مشكله
فالبنت في حد ذاتها مشكله لنفسها ولأهلها طبقا لمعطيات مجتمعاتنا الدينيه والثقافيه والموروثيه ... وما سأكتبه اليوم هو قاعده وكل قاعده لها شواذ وشواذ هذه القاعده اما يكن بالسلب أو بالايجاب
وتبدأ مشكله البنت عندما يهبها الله الروح وهي جنين في بطن أمها حال قيام أبويها بعمل أشعه تليفزيونيه لتحديد نوع الجنين
فان أظهرت الأشعه "أنثي" فهنا تكون بدايه المأساه فغالبيه الأسر تفضل انجاب البنين عن البنات لألف سبب وسبب خاص بهم وبتكوينهم وتفكيرهم وثقافتهم وأيضا المجتمع المحيط بهم .. وخاصه اذا كانت سوابق الانجاب بنات فهنا تصيب الهموم كل الأسره وربما يصب الزوج وأسرته جام غضبهم علي الزوجه لكونها "حبلت" في أنثي وكأنها هي المسؤوله عن تحديد نوع جنينها
وقد أثبتت الأبحاث الطبيه أن الجنين يتأثر بالوسط المحيط بالأم وبالحاله المزاجيه لها مما يؤثر سلبا علي الأنثي وهي مازالت في بطن أمها
ثم بعد ذلك عندما تولد فهي تستقبل استقبال فاتر وربما تنصب "محزنه" في البيت وبالتالي فالرضيعه ترضع من دموع أمها وليس من ثديها
ورويدا رويدا تكبر الطفله بدون الاهتمام والرعايه النفسيه الكافيه التي تحتاجها الطفله في هذه المرحله العمريه لتنشأ سويه نفسيا وخاصه ان كان في البيت طفل ولد وهو من يستأثر بكل الرعايه والاهتمام والتدليل بل وتظهر التفرقه واضحه جليه بين الاثنين
فالولد مسموح له بكل شيئ والبنت غير مسموح لها بشيئ....هو يخرج ليلعب مع أقرانه خارج المنزل وهي ممنوع … هو لا ينظف أي شيئ بل ويتلف كل شيئ في المنزل وهي تنظف كل شيئ وتساعد أمها لتتدرب أن تكون ست بيت … هو يلبس ما يشاء وهي لابد أن تستتر وتختفي خلف ملابس تسربلها
بل بعض الأسر تعطي للولد حق الوصايه علي شقيقاته البنات حتي لو كان أصغرهم لأنه ببساطه رجل البيت بعد والده...بل أيضا بعض الامهات يزرعن في وجدان بناتهن بأنهن مسببات مشاكل للأسره فهن يحتجن للتعليم والتربيه والانفاق وربنا يستر وييجي "ابن الحلال" ليتعطف ويتكرم ويتزوجها ليريح الأسره من همومها ومشاكلها
بل وتبدأ بعض الأمهات تثقيف بناتهن بمجرد وصولهن سن البلوغ ثقافه فحواها أنها كلها "عوره" وأن عمرها كله مرتبط "ببكارتها" ليس فقط غشاء ولكن بكاره تكلم ومشي وجلوس وقيام.. وان ..وان ..الي أخره
بالرغم أن الأمور ممكن أن تكون أبسط من ذلك بكثير وأن زرع القيم الدينيه لدي الفتاه منذ الصغر هو السبيل الوحيد لحمايتها والحفاظ عليها .. كل ذلك بخلاف أن أي خطأ بسيط ممكن أن تخطئه الفتاه يقابله عقاب شديد من الأسره كلها ويقابل ذلك التغاضي عن أخطاء الولد والتعامي عنها
مما يشعر الفتاه أنها مراقبه من كل الأسره بل وأنها مضطهده من الجميع وخاصه في مرحله المراهقه والتي تحدث فيها تغيرات فسيولوجيه وهرمونيه وسيكلوجيه لدي الفتاه ..
بل نري بعض الفتيات يتعثرن في مشيتهن في الشارع من كل ما تراه في المنزل ومدي الرعب الذي تشعر به حال خروجها الي الشارع
هذه الفتاه تعاني من الاضطهاد في المنزل وعندما تخرج الي الشارع تسمع المعاكسات بكلمات خادشه لحيائها بل وتجرحها من شباب تربوا مثلما تربي أخوها ...اضطهاد في الشارع أيضا بل وفي كل مكان تذهب اليه
هذه الفتاه هي حطام نفسي لمن نقول عنها أنها نصف المجتمع وهي لن تكون أداه بنيان في هذا المجتمع بل هي معول هدم لأنها تشعر بالقهر الشديد من كل هذا المجتمع بدون استثناء وتشعر برغبه عارمه في الانتقام وتحطيم كل شيئ
هذه الفتاه عندما تبلغ "العشرين" من العمر تصبح عاله علي الأسره فالبيت كله قلق ينتظر "ابن الحلال" الذي سوف يأخذها منهم ويريحهم وهذا الابن الحلال لابد أن يكون بمواصفات الاسره وشروطها وليس هي
والكثير من الفتيات يحلمن بهذا الابن حلال ليس لأن لهن أحلام البنات في الحب والرومانسيه ولكن للخروج من سجن وعبوديه الأسره
وعندما يأتي الابن الحلال ويلبي كل الاشتراطات وأعتقد أن أهمها علي الاطلاق هو "مؤخر الصداق" المغالي فيه وحتي لايفكر أن يعيد الفتاه مره أخري الي المنزل
ثم بعد أن ينتهي كل شيئ وينتهي الفرح وتذهب معه الي بيته مطلوب منها أن ترضخ له تماما وأن تعطيه جسدها بدون قيد ولا شرط وفي أي وقت هذا الجسد الذي ربي فيها أهلها منذ الصغر أنه قدس الأقداس لايجوز المساس به اطلاقا يصبح "مستباحا" كليا بورقه الزواج ولا تملك أن تأبي أو ترفض أو حتي تبدي رأيا لأنه حكم الشرع والدين وهي التي تركت سجن الأسره لتدخل سجن الزوج مع فارق واحد هو استباحتهاكليه
لتبدأ دوره جديده وتنجب ربما ذكور وربما اناث وتكرر نفس نموذج أمها.... ثم بعد ذلك نطلب منها الكثير والكثير فهي عبده وخادمه وعشيقه وأم ومعلمه ومربيه "مجانا" الي أن "تموت" وهنا فقط نعلن أن العزاء في المرحومه قاصر علي تشييع الجنازه
التعليقات (0)