مواضيع اليوم

بنات الافكار

مجدي المصري

2010-06-22 10:39:09

0

بنات الأفكار ..
معطيات ومفردات كثيره تتصارع وتتقاتل وتتناحر في ساحه الفكر و جاده العقل .. تُقبل ثم تُرفض وتعود فتُقبل ولكنها تتأفف من أن تجتمع علي وساده الفكر كل شارده أو وارده من الأفكار و..الأفكار ..
أحيانا تتراقص بنات الأفكار رقصات إبداعيه إيقاعيه علي مسرح الفكر الإبداعي في تتابع هادر علي الصفحات تخط أسطرا كثيره متواليه كسلسله من الأفكار لا فصام لحلقاتها ..
وأحيانا أخري يضني الفكر ويضن ببناته ويحجبهن خلف ساتر من اللاءات الحاجبه ..
ليحار المرء ويجد نفسه بين شقي رحي .. فهل يأذن لبنات أفكاره بالسفور أم يحجبهن وينقبهن .. وما بين السفور والنقاب لبنات الأفكار من بون شاسع من الحل والتحريم .. وما بينهما من إباحه تفرضها الضروره وتمنعها الإستطاعه .. ليبقي الفكر حائرا بين جنبات العقل وجنبات النقل .. وتبقي الشوارد الفكريه هائمه بين كريات الدم في شرايين العقل بلا جامع ولا جامح ..
ويبقي العقل شاردا متوجسا من حدوث تجمع لتلك الشوارد علي حين غره أو حدوث تجلط فكري مباغت لا تحمد عقباه ينتهي بغيبوبه فكريه تستدعي وضع الفكر قيد الإنعاش والإفاقه والتي لو حدثت تلك الإفاقه وخرج الفكر من الغيبوبه الفكريه .. فهو بلا شك سينزع حجاب ونقاب بنات أفكاره عُنوه ويأمرهن بالسفور بل وحتي الفجور ..
لتخرج بنات الأفكار في أبهي زينتهن تشتم منهن روئح الفكر الفواحه .. ولكن إن سرن بمفردهن في طرقات الأفكار ظانات .. وبعض الظن إثم .. أنهن حُرات .. سيتحرش بهن المتحرشون وسيضايقهن الجاهلون .. وربما يتعرضن للإغتصاب في وضح النهار في قلب شارع الأفكار الذي يعج بالأفكار الماره هائمه علي وجوهها بغير وجهه محدده .. ولن تجدن فكرا يزود عنهن أو يحمي عرضهن ..
ليتمزق ستر بنات الأفكار وتنتهك حرمتهن وحريتهن في مشهد يدمي العقول المفكره ليكن عبره لكل بنات الأفكار .. الا يتجرئن يوما وينزعن عنهن حجبهن ويسرن سافرات حاسرات كاشفات ما يظهر للعميان بأنه عورات الفكر ..
أما صاحب العقل والفكر "أبو تلك البنات" فيقعد ملوما مزموما محسورا يلعق جراحه في محاوله يائسه لوقف نزيف الفكر المتدفق من بنات أفكاره علي قارعه الفكر .. ولا يجرؤ أن يتقدم أو يجأر بالشكوي ممن إغتصبو بنات أفكاره وفضوا بكارتهن وهتكو سترهن ..
فالشكوي لن تؤدي إلا الي تفشي أخبار هذا الإغتصاب بين العوام والهوام علي السواء ..
أما العداله التي ينشدها فهي معصوبه العينين لا تري إلا ما هو ملموس من أدله وبراهين فكريه عقيمه لا خصوبه فيها ولا نسل لديها ..
حتي العداله نفسها لم تستطع أن تحمي نفسها من جبروتهم وطغيانهم .. حتي أن العزه بالإسم أخذتهم وشبه لهم أن العداله لها مفاتيح في خزائنهم هم فقط .. ضمن باقه متنوعه من مفاتيح الدنيا تملكوها وأصبحو بها أسياد الفكر وسادته وسدنته ..
وتمرغت بنات أفكار الناس في الأوحال وداستها أقدامهم الفكريه بلا رحمه ولا شفقه ..
فهم لديهم تيار ومنهج وفكر وارد مدعوم .. إستطاع تثبيت جذور له في عقول العوام مستترا بعباءات كثيره مختلفه الأطياف الفكريه .. حتي أنه ملأ ساحه الفكر وحيز العقل بكل ما هو قبيح ودميم ..
ولكنه اليوم صار الصح الصحيح في زمن القبح والدمامه والتشوهات الفكريه في جديد مواليد الأفكار التي تولد مشوهه بعد أن حُبل بها سِفاحا من ذلك الوافد .. والذي خلت الساحه إلا من قيئه وقميئه .. وفر المفكرون نجاه بجلودهم الفكريه التي أدمتها غدرات ذلك الوافد والتي لا تعرف للرحمه معني ولا للحوار مغزي ..
فمملكه الفكر لا يتسيدها إلا هو .. وبنات الأفكار إما أن تقبلن أن يتسيد عليهن وتمسي الحرائر سرايا له تحيا فقط لمتعه ذلك الفكر والدوران في فلكه .. والا فالتحرش والإغتصاب رادع لهن بوقفهن عن الفكر ما بقي لهن من عمر علي الأرض ..
فلتظل بنات الأفكار نائمات في خدرهن مستترات عن الأعين وليتنقبن فهو خير لهن وعفه يقيهن من هتك أو إغتصاب …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات