بناء النفس

 بنـاء النفـس

    كيف نقوم ببناء النفس ؟

    بناء النفس بتقويم العيوب والاعوجاج والخلل الحاصل فيها , سواء من أخلاق أو أفعال أو أقوال , وتثبيت المحاسن والجماليات الموجدة بها والمرغوب فيها , فلكي تجعل من نفسك صرحاً شامخاً فريداً مميزاً في أسلوبك وتعاملك وذوقك وأدبك .. أقبل على نفسك وهذبها وقومها حتى تصل بها إلى المستوى المطلوب , ولا تمل أو تستبعد الزمن فربما كان المجد آخر العمر.

أقبل على النفس واستكمل فضائلها      فأنت بالنفس لا بالجسـم إنسان

يا خادم الجسم كـم تسعى لخدمته      أتطلب الربح مـما فيه خسران؟

    وتعديل العيوب ليس جملة واحدة ودفعة واحدة في وقت واحد , بل تأخذه عيباً عيباً شيئاً فشيئاً حتى يستقيم لك ويعتد وتتحسن به صفاتك وتسمو به أخلاقك , وإذا واجهتك صعوبات فلا تستسلم بل لِن مع نفسك وتلطف وندرج معها حتى تصل إلى الأسباب فتعالجها رويداً رويداً.

    قال تعالى:( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ). آل عمران-159

    فالغلظة والقسوة منفرة للخلق والنفس أيضا, فبناء النفس بالعزم والحزم واليسر حتى تستجيب بكل سهولة ويسر, واعلم أن بنائك لنفسك هو بناء لراحتك واستقرارك الذاتي والذهني.

سأتعب نفسي أو أصادف راحةً        فإن هوان النفس في كرم النفس

    يقول عبد الوهاب عزَّام :" الفكر لا يحد واللسان لا يصمت والجوارح لا تسكن , فإن لم تشغلها بالعظائم اشتغلت بالصغائر, وإن لم تُعملها في الخير عملت في الشر فعلِّمها التحليق تكره الإسفاف وعرِّفها العز تنفر من الذل".

    وقال أحد السلف: " وإذا الفتى بلغ السماء بفضله كانت كأعداد النجوم عداه ورموه عن حسد بكل كريهة لاكنهم لاينقصون علاه ".