مواضيع اليوم

بمحاذاة النار

محمد سعيد مزوار

2015-04-24 14:11:33

0


بمحاذاة النار


قد يرتكز الكلام الفلسفي كله على ما يخص الوجود الإنساني من معرفة وقيم، لكن هذا ليس كافيا في هذا العالم الافتراضي الذي يحاول بأقصى طاقته التعامل مع الناس من زاوية عدم التعرض للخطر، بينما هو في المواقع موجودا: هناك خطر.

ما هو جميل في التركيبة النفسية للفرد الإنساني أنّ هناك الكثير من علامات التواجد الذي من شأنها الاعلاء من شأنه كلما كان هو في لحظة ما قادرا على ابراز مراميه. ليكون من الجليل اتخاذ المساعي المبدئية لكل مبدأ قصد تحقيق الاكتفاء الفاضح لكل وضوح قابل للتأسيس، ومن ذلك تمكّن السلام العالمي من بناء المقدّسات المشروعة لدا كل المواقف البشرية، لتكون هي ذاتها تكديسا غير مبرمج لما هو يحيط بكل روح، أي يكون من السابق لوقته أن يتكلّم الفرد عن قدرات قابعة في المعطيات البشرية، دون التأكّد من أنّ الإنسان ذاته هو مصدر التركيز العالي لكافة التقديرات الكامنة في مرساة التسابيح التي تتكئ عليها الحياة، ومن هذه القضايا ما يتأسس على ممارسات جادة، لتتكوّن الرؤى بالاعتماد على ما هو قابل للتدارك عبر ما يتم توسيعه من مدركات ومدارك؛ وعلى تأويلات عديدة يكون من المفهوم جدا تحديد المضامين لكي لا يكون هناك أمام العالم سبيل يوصله إلى مخرج محدّد؛ فكان من كافة التعليقات تصاريح ترصد المزاعم الرامية إلى تخدير الضمائر على طاولة الرصفة العملية، بينما يبقى هناك شوق إلى كل عسير، يبقى لدا أهم بنية صريحة أبوابا تسلكها الإنسانية من أجل تعميد مشاكلها بمياه القداسة والطهر؛ كون أن الكون ما هو سوى عصارة أخطاء، تلك التي زيّنت أخطاره.

لا تتسع الأماكن للجميع بينما المودة تجمع العالمين، هذه هي الصيحة التي لطالما أرادها البشر من أجل تبيان أكبر كذبة، تلك التي خرجت من عقل البشرية لتؤسس لإرادة مشلولة اليد اليمنى بينما بقيت يدها الشمال مخضبة بدماء الأنين.

لقد سلك الجميع من آمنوا بالإنسانية طريق آلامهم الخاص، كل واحد منهم جعل سراديب حياته أمامه ومشى على الأشواك بغية تحقيق ما لم يتمكن الجميع من تحقيقه، في حين تمكن الناس من تطهير النفس بألغاز بقيت تقتات من الخرافات بلا معايير؛ نعم! هذا بالذات ما جعّل لعذاب الأداة وتكسيرها على سندان الواقع الممزوج بوقائعه السليطة بين البشر؛ هي القسوة إذن، تلك التي ترسم ابتسامة جميلة على محيى الإنسان اليائس، في حين أنّ معالم البشر هي في اختلاف، تلتف في لحظة غير قادرة على التشكّل وفق ضمير سهل التصديق، بينما هو بعيد عن الصدق.

لا يدخل المعترك سوى إنسان مؤمن بإنسانيته العاقلة، هكذا كان مضمون نداء الفرد الإنساني من عمق روحه، بينما كان في الوقت ذاته هناك الكثير من رسائل تهديد كيانه من طرف من يحيطون به، كان لهم كل ما أرادوه دون تخلّف ولا تردد من أجل سلك أهم طرقات العدّ البائس في مراتب التركيبة العذبة المتوارية وراء القسوة ذاتها.

أن يسير الفرد الإنساني على حواف الزمن فهذا شرف له، لأنه يعطيه فرصة مراقبة حياته عن قرب، فيسرّع من ناحيته خطوات تحوّله إلى ما يرجوا هو ذاته أن يكون أفضل ما لديه في حياته كلها.

ما أيسر التحكّم في أرواح خشبية لا تجيد سوى العويل، هذا ما فهمه الإنسان المتمرّد فتمرّد عبر الابتعاد عن التعويل على العويل، إنّ من مكتسبات الحياة صفة لا تتجدد دون عرق صاحبها، تلك التي تعتزم تخصيب أيام كلّ من يحاول العبث بها، فكان لكل زهرة بشرية قيمة لا تحدّها القوانين كما الشرائع، ولا تحصرها الأسباب كما المصائر، هي قدرات تجعل من الأفراد كواسر إن ما تعلّق الأمر بهم، بينما هي لا تفعل ذلك، لأنها متعلقة بهم دون شعور منهم.


محمد سعيد مزوار





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !