مواضيع اليوم

بماذا يهتف المتظاهر الأيراني

زين الدين الكعبي

2009-06-16 17:10:22

0

 متظاهرون يحملون جثة قتيل في طهران                من احداث طهران عقب الاعلان عن فوز احمدي نجاد

 

 

بالرغم من كل الآراء المسبقة لملايين العرب والمبنية على الطائفية المقيتة حول ايران ونظامها, ومع كل الأحترام للآراء اللتي تتحدث عن سياسات ايرانية مضرة للدول العربية ( مع اني ارى انها مضرة للأنظمة وليس للدول العربية ) , وللشهادات الميدانية للكثير من العرب اللذين زاروا ايران . الا ان نظرة واحدة لما يجري في الجمهورية الأسلامية الآن تشرح لنا لماذا استطاعت ايران ان تصل الى ما وصلت اليه من تكنلوجيا تخيف الغرب واسرائيل بالرغم من الحصار الأقتصادي والثقافي المفروض عليها منذ نشأتها في عام 1979  . ولماذا يحاول الغرب وامريكا محاورتها بدلا من ضربها . بينما يفضل هذا الغرب ضرب الأنظمة العربية دون مفاوضة اذا ما حاولت تنمية قدراتها العسكرية والعلمية كما حدث مع مصر وسوريا والعراق وحتى مع حزب الله وحماس وغيرها .

لقد استطاعت ايران ان تنال احترام العدو قبل الصديق لأنها تحترم نفسها . فهي اسست لنفسها دولة مؤسسات وديمقراطية خاصة بها . فالفقيه الولي مؤسسة والجيش مؤسسة والبرلمان مؤسسة والأحزاب والتيارات السياسية مؤسسة والقضاء مؤسسة ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات حقوق انسان كلها مؤسسات حقيقية وليست دوائر تابعة للدولة كما هي عند معظم دولنا العربية .

كما ان الديمقراطية الأيرانية لم تفقدها خصوصيتها القومية , ولم تخرجها عن ربقة الأسلام كما فعلت الديمقراطية العلمانية اللتي مسخت المسيحية في اوربا والأسلام في تركيا ( الى حد ما ) . وبذلك فازت بالحسنيين . بينما لا زلنا نحن العرب لا نفكر الا بان نكون اما علمانيين كفرة , واما عبدة للحكام اولياء الأمر اللذين لا يمكن مخالفتهم حتى وهم يسيرون بنا من هاوية مظلمة الى هاوية اعمق واكثر ظلمة .

لست اقول هنا ان ايران هي النموذج الراقي والخالي من العيوب اللذي يجب ان تكون عليه الديموقراطيات الأسلامية في كل الدول المسلمة , واعرف جيدا ان ايران لا يزال امامها طريق شاق وطويل لكي تكون ذلك النموذج , ولكنها اليوم وهي تموج بجموع المتظاهرين الغاضبين من نتائج الأنتخابات الرئاسية , وبجموع المؤيدين للرئيس لقديم الجديد ,تعطينا نحن العرب درسا بان الشعب اللذي يعبر عن رأيه دون خوف او وجل يستحق ان يحترم من الجميع .

فها هو هذا الشعب العظيم اللذي اسقط دكتاتوره الملك الشاه المتسلط في 1979 وخسر في سبيل ذلك 100000 شهيد من خيرة شبابه , لازال مستعدا ان يناظل ويتحدى كل من يريد ان يسلبه رأيه وكرامته وحريته من ساسته . ودفع في سبيل ذلك ارواح سبعة شباب جدد من ابنائه , ولكن من دون ان يمد يده مستنجدا بجيوش اجنبية عدوة له ولقيمه ولدينه تغزو بلاده وتحطمها . ومن دون ان ينجر الى فتنة يحرضه عليها كل العالم اللذي يريد ان يتخلص من ايران الأسلامية وان يعيد ايران الشاهنشاهية الخانعة المطيعة للغرب واسرائيل بالظبط كما هي دولنا العربية من المحيط الى الخليج .

 ماذا يردد المتظاهرون ضد نجاد اليوم ؟ .

- الجماهير كانت تغني وتصرخ وتضحك وتصف رئيسها بانه مجرد "هباء .

- الموت لنجاد .

- يسقط الدكتاتور .

- دبابات، بنادق، باسيج، لم يعد لكل ذلك تأثير الآن .

- فيما كانت المروحيات تحلق فوقهم رددوا هتاف "أين صوتي .

- نؤيدك يا موسوي، نموت ونستعيد أصواتنا .

- أنباء من سائر المدن الايرانية مثل أصفهان والأهواز وزاهدان ويزد ومشهد حيث اعتلى

   الناس أسطح المنازل ورددوا "الله أكبر" تأييدا لمظاهرات طهران.

- احد المشاركين على تويتر والذي كتب يقول "إنني ذاهب إلى المظاهرة فالامر يستحق

  المخاطرة، ولن أستطيع القيام بالتحديث حتى أعود، أشكركم جميعا وتمنوا لنا حظا طيبا .

 

هذا ما خرجت تردده الملايين الأيرانية ولذلك استحقت احترام العالم .

ترى هل تستطيع الشعوب العربية ان تخرج الى الشوارع اليوم بالملايين وان تضرب رجال الشرطة بالهراوات وبالحجارة وان تقول عن ملكها او رئيسها بانه هباء وان عليه ان يتنحى ؟ . ام ان الله الخالق اللذي بعث لنا محمد صلوات الله وسلامه عليه بهذا الدين العظيم اللذي حرر الأنسان في كل مكان من كل ما يمتهن كرامته وحرم قتله الا بالحق . وجعل امر المسلمين شورى بينهم , يحرم علينا ان نخرج على الظالمين من حكامنا الا بمظاهرات مليونية تردد (( الله يخلي الحاكم والله يطول عمرة )) ؟؟؟ .

 

 

news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_8099000/8099547.stm

news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_8102000/8102171.stm

www.arabianbusiness.com/arabic/558968




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات