حين يسود القانون ويطبق علي المخالف أيا كان غنيا أو فقيرا وضيعا أو رفيعا يخلو المجتمع من الخلل والتفسخ ولما كانت السلطة هي المخولة بالقانون وتطبيقه من حيث التشريع والقضاء والتنفيذ فإذا لا بد من وضع القانون حسبما تمليه مصلحة المجتمع وبناء الجسم القضائي الذي يجرم الوقائع بعد البحث في تفاصيل الحدث وينفذ الحكم الصادر في حق المجرم وهذه سلسلة طويلة من الإجراءات ويحدث فيها كثير من التجاوزات في كل المراحل ...أما في ديننا الحنيف الذي يرد كل هذه الإجراءات وما يلحق بها من ضمانات يلخصها الدين في جملة واحدة هي آية في سورة القيامة وهي الآية برقم 14 (بل الإنسان علي نفسه بصيرة) وإذا نظرنا إلي معني الآية نجد أنه لو طبقت في نفس كل مؤمن يراقب أفعاله ويقيسها بمقياس الحق والعدل لما وجدنا خللا في مجتمعنا وساد النظام لخلو المجتمع من المخالفات إذا جعل كل منا نفسه رقيبا علي أفعاله دون تدخل من المجتمع ...وطبعا هذا ليس ممكنا في الحياة العملية فالجريمة كما قدمنا في مقال سابق هي أساس مهم جدا في بناء الحياة لأن وراءها جيش جرار يتكسب ويحيا بسبب وجود الجريمة وهم كل من يتعلق عملهم بالقانون وتطبيقه وتنفيذه وأخرين من طبقات وموظفي الدولة ومن باقي الشعب ..ولكن الدين قد جاء ليعرض علينا طريقا للحياة إن اتبعناه وسرنا علي إرشاداته فإن المجتمع سوف يكون بكل تأكيد أفضل والحياة فيه أسهل وأيسر وأكثر أمانا وإذا كان الدين يدعونا إلي الالتزام ولم نلتزم فالعيب فينا إذا لم يجعل كل منا نفسه رقيبا علي أفعاله ...وقسط من التفكير في هذه المعاني يجعلنا نفكر بيننا وبين أنفسنا هل نحن ملتزمون بالاتباع أم مخالفون بالعادات السيئة ولا يخفي أنه إذا التزم جمع من الناس بهذه الإرشادات والهدايات فسوف تقل الجريمة وتتوفر الأموال وينتشر الأمان بقدر ما نلتزم وبزيادة عدد المؤمنين أو الملتزمين ..وحتي تصبح القوانين نافذة يكون المجتمع سليما ومبهجا وكذلك إذا سادت محاسبة النفس يكون المجتمع أسعد لأن المشرع هو الله ولأن الإنسان المؤمن يتصرف حسب أهمية المشرع وقدرته التي لا تحد وهو الذي يراك في خلوتك حيث لا يراك أحد
التعليقات (0)