في كل مرحلة من مراحل حياتنا ، هناك منحنيات طبيعية ، أشبه بتمثيل بياني بعد حل مسألة رياضية بتطبيقها على أوراق حياتنا ، فالمنحنى يتصاعد ويهبط بقدر بحثنا على الطريق المستقيم , وفي كل الاحوال يختلف في حياتنا المنحنى وكلنا ننظر لذروة.
ذروة يبلغ فيها الشيء الى أقصاه ، قمته ومداه .
هناك ذروة للنجاح ، للفشل ، للغضب ، للفرح ,, و .... الحــب ..
والغريب أن في كل هذه الحالات لا يدرك الانسان قط أنه بلغ الذروة ، لا يدرك أن وصل لابعد من المدى حتى فاق كل المنحنيات والتمثيل البياني وخرج عن الاوراق واعتلى كل الاشياء .
في ذروة الحب .. ربما يشعر الاخر بتلك الذرة ، والمدهش لا يشعر المحب أكثر
فالمنحنى الطبيعي أن تتدرج المشاعر من الود إلى الإعجاب ، الى الانبهار ، الى الحب ، الى العشق ، الى ذاك المُسمى الجنون ,,
ثم يتطور
ويتطور
ويتطور
ويبلغان المحبين ذروة الحب ، حتى بدون ادراكهم .
ومع ذورة الحب تنتقل المعايير في التعامل الفردي الى المزدوج
كل شيء يصبح معلق باثنين وليس باحدهما دون الاخر كل شيء
العواطف ، المشاعر ،الاحاسيس ، الأحلام ، الأفكار ، وإن كان هناك فروق تتحول لاتفاقات وربما بدون وهعي منهما .
ورويدا رويدا ، تمتزج روحاهما ، ويصبحان أشبه باقسام المخ لا يمكن أن يعمل احدهما بدون الأخر .
وعندما يصل الاثنين لهذه الذروة , تحدث الرجة , تهوي باحداهما ,, ويبقى الاخر فوق يتراقص على انغام الذروة وحده ,
تحدث الرجة الثانية ,, يبدأ في النزول ,, ويصعد الآخر وحده ..
ويتسع الشق بينهما
ويتسع أكثر
وتبدأ مرحلة التفكير والوخز في الأعماق ، كنت وحدي في ذروتي بعشقه ، حتى وهو لا يدرك أنه كان في الذورة أصلا ,
تبدأ مرحلة التحدي والرغبة في ضجر المشاعر ، وكل يبكى على اطلاله ، فقده وانهياره
وقفه تحت شجرة خريفية ينتظر , يبدأ الجروح في العمق ,,
تنتهي بانتهاء "كنا" رويدا رويدا لتصل الى " أنا وأنت "
يتألم الشوق في دواخلهما حتى يجلسا على حافة الليالي القمرية .. ويصالحهم الحب والاحتياج ,,
ويعود المحبان في بوتقة العشق ، ولكن ليس الى الذروة !!
الذورة كسرت هي كالزجاج تشوهت ولن تعود أبدا ,, سيبقى شرخ بينهم ، مهما حاول اي طرف لاعادة الذروة لن يستطيع .. !!
حتى يدق في اعماق من يحاول اليأس فيبدأ في النزول وينحني أكثر ، فيندم احداهما بدون الاخر .
انتبه . قبل أن تفقد ذروة الحب وتخسرني للابد ,, في ذاته يتحدث .
لماذا؟ لا نحافظ على هذه الذورة؟
نزيد مساحة الحب في أعماقنا ، حتى يحتل التسامح القدر الأكبر من مشاعرنا ، ونطرد كل المشاعر السلبية من الاسى ,
نثق في أن كل ما يفعله المحب هو بدافع الحب وحده ، وليس بأي دافع آخر ، حتى لو أخطأ ، لا نعلق هذا الخطأ على حجم الفاجعة ، ونهرب من الحب بمشاعر شيطانية داخلنا ، لا نستطيع أن ننسى ، الجرح أكبر ، الاسى أكبر , وترى هل سيقارن بأن تخسر محب تتيقن من حبه وعشق وبلوغ ذروة الحب في أكنافه؟ !
الحياه لا تخلو من العواصف ، وربما أيضا عاصفة وفيضان . !
" فقط تذكر ذروة الحب معي , ولا تجعلني افقدها معك ، سأرحل ربما ، فلا تندم ."
لنتلاشى هذه العبارة في قولها ، وفقط نحافظ على ذورة الحب في قلوبنا .
ويبقى السؤال معلق في ذهني ..
هل يمكن للذورة أن تعود مرة آخرى بالرغم من كل شيء
بالرغم من كل ما كان ، وما لم يكن؟!
التعليقات (0)