مواضيع اليوم

بلد الثلاثين مليون شهيد

عبدالله بولحيارا

2010-01-10 23:34:16

0

-

عادت "أميناتو" وعادت معها تساؤلات كبيرة, حول جدوى إرجاعها إلى جزر الكناري, ما دام أنها سترجع بنصر صغير "للمرتزقة" على حساب صحتها وعلى حساب أعصاب المغاربة التي شُدت بسبب تخليها الطوعي عن جنسيتها في مطار العيون وتخليها عن كل وثائقها الرسمية بما فيها حتى الإنتماء والهوية واللغة والثقافة المغربية.

 

- أيها الأعزاء في بلد الثلاثين مليون شهيد "حي".

 

لقد كان قبول النظام بدخول الخائنة المدعوة "أميناتو حيدر" إلى المغرب ضربة موجعة تألم لها القلب وصرخت لها كل الأعضاء الأخرى ألماً, واعتصر فؤادنا حينما رأيناها تدخل المطار وتدخل أرضنا الطاهرة التي قدمنا من أجلها دماء الشهداء, أجدادنا الأبرار الذين لم يكونوا ليتنازلوا عن كرامتنا من أجل مجرد كلمات.

 

- حقيقة القول, إننا نتفهم جيداً الظروف التي يمر منها بلدنا العزيز, ونتفهم بذلك الضغوط الدولية على المغرب من أجل قبول رجوع هذه المرأة الدمية المفخخة التي شحنت في "الجزائر المحتلة" وانفجرت في إسبانيا لتخلف ضحايا في المغرب, إننا نتفهم جيداً الوضع الذي تمر منه قضيتنا الوطنية الأولى, ونتفهم الوضع الذي يوجد فيه العالم الآن والذي لم يعد بحاجة إلى صراعات ولا إلى انقسامات, بل حاجة إلى توحد وإلى ازدهار وتنمية, إننا نتفهم مسألة ما يسمى "بالوضع الإنساني", ونتفهم كل شيء. إلا كرامتنا لا نتفهم أي تنازل على حساب كرامتنا.

 

- إن تنازل النظام وقبوله برجوع الخائنة إلى أرض الوطن تحت الضغوط الدولية هي إساءة كبرى لنا نحن المغاربة كشعب وكأمة ناضلت من أجل هذا الوطن وحريته وكرامته واستقلاله, إن هذ التنازل ليعطي رسالة واضحة لكل المغاربة مفادها إقصاؤهم من آخر شيء يمتلكونه في هذا الوطن, كرامتهم التي ولدوا معها ولم يكتسبوها.

 

- إن الكرامة في المجتمعات الإنسانية تعني تلبية حاجيات الإنسان الطبيعية والإجتماعية والفكرية, وهذه الحاجيات نحن محرومون منها ومازلنا نتوق إلى تحقيقها, فالدوس على كرامة شعب بأكمله دلالة على كون الشعب بدون هوية ولا أصل, وبدون ثقافة ولا تاريخ, وبلا رأي ولا حرية, كل هذه الأمور تجعلنا في مرتبة الشهادة, فنحن أيها الأعزاء شهداء أحياء, نتنفس من أجل العيش ونعيش لنأكل ولا نأكل لنعيش, نعيش من أجل فطرة إلهية, هدفنا بقاؤنا من أجل أن تستمر الحياة, من أجل أن نجعل بطوننا مملوءة ورؤوسنا فارغة مفروغة.

 

- أيها الإخوة والأخوات الشهداء الأحياء,

 

- نحن لسنا ككل الشهداء ممن يُذكرون في المجالس والكتب ويضرب بهم المثل في التضحية والشجاعة, بل شهداء ليس لهم وجود, نعيش من أجل الموت ونموت مرات كثيرة من أجل أن تستمر الحياة.

 

- على كل حال, الآن نعرف كم نساوي وكم يمكن للأوروبي والخليجي والأمريكي وحتى الصيني أن يعطي كي يمتلكنا, ويسيرنا على هواه مثل البهائم.

 

- إذا كنا نرفض الدوس على كرامتنا فهذا دليل على مسؤوليتنا كمواطنين مهمتهم الكبرى هي الوقوف كدرع ضد كل من يستهدف وطننا, والدوذ عنه حتى آخر رمق, هي ذي الوطنية الصادقة, وهي ذي المسؤولية العظمى التي تقع على عاتق كل مواطن حر أبي ووطني يحب وطنه ومستعد لمنح الشهادة والدم من أجل كرامة وطنه وعزته ونخوته.

 

- إن التشدق الفرنسي والإسباني والأمريكي, وبعض الكلمات الفارغة من "الجزائر المحتلة" لقي آذاناً صاغية من النظام حيث كان أن وافق على رجوع "الخائنة" المسماة قيد حياتها "أميناتو حيدر". إذن وافق النظام على عودتها دون أدنى مراعاة للشارع ولمشاعر الشعب المغربي الذي يرفض رفضاً باتاً قاطعاً تاماً شاملاً لكل تنازل عن حقوقه المشروعة ولكل دوس على كرامته وكرامة من منحوا هذا الوطن العزة والنخوة والإستقلال, وذلك بالصفح عن الخونة وغض الطرف عنهم.

 

- إن هذا التصرف ليجعل من الخونة والمرتزقة يحظون بالإهتمام وتكون لديهم قيمة شكلية يعطيها لهم الإعلام الإسباني والإعلام العسكري "للجزائر المحتلة". والهدف إبقاء الوضع على ما هو عليه في المغرب أو تأزيمه إلى أقصى الحدود لضمان مصالح اقتصادية وسياسية في المنطقة, وبالتالي إعطاء الفرصة لهم ليقوموا بمثل ما قامت به الخائنة المدعوة "أميناتو حيدر" وإن هذه الأشكال التصعيدية التي يقوم بها خونة الداخل إنما تعبر عن مدى الضغط الممارس عليهم من طرف إدارة المرتزقة في ثكنات العسكر في "الجزائر المحتلة".

 

- أيها الإخوة والأخوات الشهداء الأحياء والمذبوحون,

 

- إننا نعلم علم اليقين أننا غير موجودين في هذا العالم, مجرد كائنات لا حول لها ولا قوة تعيش من أجل أن تستمر الحياة, فقط من أجل أن تستمر الحياة, فكثير منا مذبوحون, والمعنى هنا بالمذبوحين هم المعذبون الذين رمتهم السلطة في غياهب السجون بتهمة كونهم يتوفرون على قلم وعلى كلمة, "الأصوات الحرة, الصحافة, المدونون" فذُبحوا واستُؤصلت منهم كلمتهم ونُزِع منهم قلمهم وامتصت الأرض أجسادهم ليصبحوا مثل إخوانهم في الشهادة, شهادة الحياة من اجل استمرار الحياة حتى الموت.

 

- إخواننا في الشهادة,

 

- إننا نشهد أننا نحيا ونحيا وسنموت ولن نحيا مجدداً كما تحيا الحياة, ولن نعيش في كتب التاريخ كما عاش قبلنا أقوام, وليس هناك من سيأخذ الأمانة التي تركها لنا أجدادنا الأبرار الشجعان, ليس هناك من يقدر على حمل تلك الأمانة, كما لم تقدر الجبال والسماوات وكل الكائنات على حمل أمانة الإسلام.

 

- لقد تلقينا ببالغ الأسى والأسف خبر إرجاع الخائنة إلى أرض المغرب الطاهرة, وبذلك نعلن عن استيائنا العميق من تصرف الحكومة المغربية وإخضاعها لشعب بأكمله ضد امرأة واحدة, وإن هذا التصرف الذي قامت به هذه الحكومة لا يشرفنا ويعتبر إهانة عظمى لنا كمغاربة ودوساً على كرامتنا, وإذ نعتبر هذا التصرف المشين تعبيراً عن عدم المسؤولية لدى حكومتنا التي لم ننتخبها ولم نرض عنها ولن نرضى عنها حتى تقوم الساعة.

 

- إننا نؤكد التزامنا الأكيد والراسخ والقوي بوطننا, ووفائنا لمغربيتنا والدفاع عن هذا الوطن, بكل الطرق, ضد كل المتربصين, والخونة, والمرتزقة الحاسدين الحاقدين. ونطالب السلطة في المغرب على تقديم كل الخونة إلى المحاكمة, كما نطالب كذلك بمحاسبة كل من ساهم من قريب أو من بعيد على إهانة مقدسات الأمة, ونطالب باستفتاء شعبي في المغرب, حول من يريد وطنه ومن يرفضه, فالرافضون آنذاك سيكون عليهم مغادرة هذا الوطن في اتجاه "الجزائر المحتلة" بأسرع وقت, لأن المغرب ليس بحاجة للخونة وليس بحاجة لمن يساوم في وطنيته.

 

- نكون أو لا نكون, هي ذي الديموقراطية الحقة, أن نكون ديموقراطيين ونحمي أرضنا ونصون أهلنا وننمي بلدنا, أو لا نكون فنعيش عيشة البهائم وعيشة اللاجئين في وطنهم, ونرضى بالذل والمهانة.

 

- نكون مغاربة أو لا نكون,

 

ولكم الكلمة أيها الأعزاء... الشهداء "الأحياء والمذبوحون".

 

مــع تحياتي...

عبد الله بولحيارا
الولايات المتحدة الأمريكية
deelyara@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !