علي جبار عطية
تجد في الطريق مفاجآت غير سارة ربما تبدأ في السيارة اذ بينما (تناضل) من اجل الظفر بمقعد أخير لتتغلب على ازعاجات الطريق بقراءة فصل من كتاب واذا بالسائق ينتخيك ويقول: (أخونا بلا زحمة عليك ممكن تترك مكانك للعائلة)! وهي ليست عائلة بل امرأة ورجلاً! واحياناً تكون المفاجأة غير سارة رذاذاً متطايراً من فم عجوز يجلس قدامك فاذا به يفتح النافذة ويبصق فيحمل لك الهواء السريع بصاقاً لزجاً لزوجة عديم الذوق! وقبل أيام لم يكتف عجوز ببصقة تاريخية واحدة بل ترك النافذة مشرعةً لبصقة تاريخية ثانية ذهبت امام رجل المرور الذي فوجئ هو الآخر بهذه الصلافة خاصة وان البصقة حملت من البلغم ما يثير القيء ولا يشجع على تناول وجبة غداء! (بلا زحمة) يقولها العراقي وينفرد بها وهو يعني (بلا كلفة) او (بلا مشقة) والتعبير تراعى فيه الحالة النفسية للطرف الآخر وغالباً ما يرد صاحبنا (المزحوم) بالقول: (رحمة ان شاء الله) ومنهم من تكون عبارة (بلا زحمة) لازمة له في كل جملة يقولها وهؤلاء اما أن يكونوا لطيفين اكثر من المطلوب واما ان يكونوا كثيري الطلبات! وبتكرار الزحمات وكثرة السخرية من هذه اللفظة والازعاجات التي لا تنتهي لربما يقرر المرء ان يدخل الزحمة من اوسع ابوابها فيقرر شراء سيارة ليتخلص من زحمة لفظية ويقع في (زحمة مرورية(.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)