شرطة النجدة بالقاهرة تلقت يوم الأحد الماضي بلاغا من مجهول بوجود قنبلتين موقوتتين الأولى مزروعة داخل سفارة إسرائيل بالجيزة والثانية مزروعة بجوار سوف السفارة الأمريكية بالقاهرة.
تم إبلاغ غرفة عمليات وزارة الداخلية وانتقل إلى موقع البلاغان فرق من خبراء المفرقعات والأمن المركزي، وتم إخلاء المنطقة وتمشيطها عن طريق أجهزة الرصد والكلاب البوليسية المدربة على مدار ثلاثة ساعات إلى أن تأكد لقيادات الأمن أن البلاغ كاذب، مما دفع السفير الإسرائيلي والسفير الأمريكي فور علمهم بالبلاغ بتكثيف التواجد الأمني أمام السفارات وتوسيع الكردون الأمني والإستعانة ببوابات تفتيش إضافية وعدد إضافي من الكلاب المدربة.
وفي يوم الخميس الماضي تلقت مديرية أمن القليوبية إخطارا من شرطة النجدة جاء به أن مجهولا قام بالإتصال بالنجدة الساعة السابعة صباحا من هاتف محمول – غير مسجل – على رقم 122 وأبلغ عن علمه بإقدام مجموعة من المخربية على إشعال النار بمحطة بنزين على الطريق السريع، وعلى الفور تم إبلاغ إخطار قوات الأمن وقوات الدفاع المدني، وتم توزيع سيارات الإطفاء على محطات الوقود بالطرق السريعة بطول محافظة القلبوبية وداخل المدن – سيارة لكل محطة- بالإضافة إلى قوة تأمينية من الأفراد (امناء وجنود) ودوريات متابعة من سيارات النجدة للمرور على النقط التأمينية "المحطات"، وبعد غنقضاء اليوم بالكامل تبين أن الخبر كاذب..!.
يقول العميد خالد شريف "ضابط سابق بشرطة النجدة".. الإدارة العامة لشرطة النجدة تتلقى يوميا حوالي 250 ألف بلاغ من جميع أنحاء الجمهورية، منها حوالي 60% بلاغات وهمية أو كاذبة، و10% من البلاغات الوهمية أو الكاذبة هي بلاغات عن مصائب أو كوارث – مثل التفجيرات أو العمليات التفجيرية او الإنتقامية عموما – وللأسف تضطر شرطة النجدة إلى إبلاغ غرفة العمليات، وغرفة العمليات تضطر – رغما عنها – للتعامل مع البلاغ على محمل الجد، وحتى وإن كان هناك شك في عدم منطقية البلاغ، وبالرغم من ان الوزارة تتكبد خسائر تقدر بحوالي 27 مليون جنيه سنويا خسائر البلاغات الكيدية.
ويضيف.. شرطة النجدة مضطرة إلى أن تأخذ جميع البلاغات بمحمل الجد، وان تبلغ الجهات المعنية بأمر البلاغ بوزارة الداخلية وهي الأخرى تتعامل مع البلاغ بجدية، فمثلا منذ عام تقريبا قام شاب بملئ زجاجات بالماء وأغلقها بسدادة واخرج منها خيط - تشبه الموليتوف – ووضعها بجوار احد الفنادق المشهورة بالقاهرة، ثم قام بإبلاغ شرطة النجدة، فآنتقلت قوات الأمن وخبراء المفرقعات إلى مكان البلاغ ووجد ان البلاغ كاذب، وبالبحث والتحري أبلغ سايس ساحة إنتظار السيارات بالفندق أنه شاهد الشاب الذي وضع حقيبة الزجاجات، وأنه يعرفة وقام بالإبلاغ عنه، وبالقبض عليه وسئواله حول دوافعة وأسبابة، قال أنه فعل ذلك على سبيل المزاح..!، وأيضا منذ عام تقريبا فعل فرد أمن بصحيفة الأهرام نفس الأمر تقريبا وقام بالإبلاغ عن القنابل، وتبين أنها زجاجات فارغة، وبالبحث والتحري تبين أن فرد الأمن نفسه – صاحب البلاغ – هو الذي وضعها وقام بالإبلاغ طمعا في مبلغ مكافأة من مديره مقابل يقظته وإبلاغة عن محاولة تفجير المكان..!.
وتضيف الدكتورة خيرية كامل " أستاذ الطب النفسي".. ان مثل هذه الأفعال أو البلاغات الوهمية او الكيدية يقف وراؤها شباب يعانون من الملل أو الفراغ في حياتهم بالإضافة إلى إمتلاك تكنولوجيا مثل المحمول مزودة بخاصية الإتصال بشرطة النجدة مجانا، فيقوم بشغل وقته عن طريق البلاغ الوهمي، وآخرين ربما في جلسة مزاج يلجأوا إلى مثل هذا التصرف على سبيل المزاح، وشاب آخر ربما يبلغ بسبب تهئات أو خيالات يعاني منها – وهو مرض – فيقوم بالإبلاغ وهو معتقد أنه صادق تماما في بلاغة، وفي جميع الأحوال فإن هذا السلوك – البلاغ الكاذب – هو سلوك ناتج عن مرض نفسي، وهذه الحالات للأسف في إزدياد سنويا بسبب زيادة تعقيدات الحياة، والضغوط النفسية على الشباب بسبب البطالة والحاجة إلى تكوين بيت وأسرة مع شعورة بإستحالة تحقيق هذا في الوقت الحالي، مما يدفعه إلى نهج هذا السلوك العدواني أو الإنتقامي أو الغير مسئول إذا إرتكبه على سبيل المزاح.
التعليقات (0)