غريب على ارض بلادي
ابحث عن وطني داخل وطني
اسير في الشوارع و الحارات
لا اجد سوى شعارات
تدعو العراقيين الى الوحده
و الى النزاهة و محاربة الفساد
و وقف العنف و محاربة الارهاب
و الى الصلح و نكران الذات
و الى الاتفاق بين المكونات
كثرت الشعارات
و كثرت باسمها السرقات
و لا اجد فيها ما يدلني على العراق
صور و لافتات
و شعارات فوق الشعارات
اموال تهدر عى الطرقات
اصابع بنفسجيه واغيالات و ضحايا تفجيرات
والكل مترشح للانتخابات
عمائم بيضاء و سوداء
و علمانيون و تكنوقراط و اقليات
وتحالفات و كيانات و ائتلافات
يحضون بالبركات و دعم المرجعيات
وجميعهم من حملة الامانات و الشهادات
ويؤمنون بالوجدانيا و الغيبيات
كلهم قوي و امين و نزيه
و مفعم بالوطنيه
كم اشفق على الوطنية في بلادي
مسكينة تحتضر في سلة المهملات
و يتبادلون الاتهامات و يتحدثون عن ارتباطات
ويدعون الى حوارات
ايتحدثون لغة الضاد ام يستخدمون الاشارات
مختلفون في العناوين و التسميات
و يجمعهم هم البحث عن الكراسي و الامتيازات
و صراع بينهم من اجل البقاء
للظفر بفريسة متعبة جريحة
تسكن بين احراش غابة اسمها العارق
و بين هذا الكم الهائل من الترهات
لا ازال ابحث عن وطني
لا ازال تائه يبن الشعارات
هل من يدلني على العراق
و هل لديه اربع اتجاهات
ام اصبحت ثلاثة مع بعض التحفظات
ام الكل شارد الذهن مسلوب الاراده مفتون بالشعارات
وفي زحمة الحواجز و المتاهات
منهم من بدأ يرزم الحقائب و حجز التذاكر
في مكاتب السفريات
و منهم لا يفرق بينه وبين الكرسي سوى الممات
و منهم من يتأهب للصعود على اكتف شعب الشعارات
و بين هذا و ذاك
فقدنا ما هو اغلى من روح الحياة
فقدن وطنا كان اسمه العراق
التعليقات (0)