بكم الحج
هذه هي العبارة التي تتردد عندما تبدأ شمس الحج في البزوغ , والمقصود هنا كم يبلغ سعر حملة الحج التي تخطت حاجز الخيال , تحول الحج من فريضة إلى تجارة ووجاهة ولم يعد صاحب الدخل المحدود والبسيط يقوى على أداء تلك الفريضة فدخلة المتواضع لا يتحمل تكاليف رحلة العبادة الربانية وهنا تحققت عبارة من أستطاع إلية سبيلا , ولم تتحقق الا بفعل فاعل , فالتنظيم أهمل المتابعة والرقابة فظهرت سوق سوداء للحج تبيع الوهم بشعار أداء العبادة بيسر وسهولة , واستفادت الحملات النظامية من ذلك الغياب فرفعت أسعارها لتواكب كما تزعم ارتفاع الأسعار .
تنظيم أعمال الحج مطلوب والرقابة مطلوبة أيضاً , فليس من المعقول دخول الاحتكار باب الحج وليس من المعقول ضعف الرقابة وتلاشي الحلول التنظيمية التي تأخذ في اعتبارها التنظيم الذي لا ينتج عنه ضرر لا بالعبادة كشعائر ولا بالراغبين في أداء تلك الفريضة ..
نحن البلد الوحيد الذي لديه وزارة تعنى بشؤون الحج وتنظيم أعماله , وأظن أننا في أمس الحاجة لتحويلها لوزارة تنظيم وتنفيذ تنفذ ما يتم التخطيط له على أرض الواقع سواءً للحج أو العمرة التي أصبحت موسم مفتوح على مدار العام , على عاتق وزارة الحج تقع مسؤولية ارتفاع أسعار الحملات عاماً بعد عام , ولم يعد الحج الميسر كما تٌطلق عليه الوزارة يستوعب أعداد الراغبين في أداء الفريضة فالأعداد تتزايد عاماً بعد عام , وتلك الأعداد المتزايدة بحاجة لخدمات ومواقع .
أتمنى أن تٌعيد وزارة الحج والجهات العاملة بميدان الحج دارسة خططها وبرامجها فالحاج لم يستفد من تلك الخطط والدراسات بقدر ما تسببت له بالضرر , ولعل أكبر دليل على ذلك ارتفاع أسعار الحملات بشكل تراكمي عاماً بعد عام ...
وهناك قضية أخرى وهي قضية حجاج الغفلة الذين يتحايلون على الأنظمة فيسلكون طرق التهريب للدخول إلى المشاعر لأداء العبادة , ولا أعلم هل يشعرون بالاطمئنان وهم يؤدون المناسك , يعلل المتحايل عبارة لن يمنعني أحد من أداء الفريضة , تلك العبارة دليل على الجهل الذي يعيش فيه عقل ذلك الشخص وغيره الكثير , المنع ليس لأجل المنع كما يضنون أو من باب التضييق كما يحاول أن يصوره بعض من ينعق صباح مساء , التنظيم يحقق مصلحة عامة للحجاج ومن التنظيم الذي يحقق مصلحة الحج بتصريح ومنع من لا يحمل ذلك التصريح .
على الدعاة والعلماء الثقات التركيز على هذه المسألة الهامة جداً حتى لا يتحول الحج من عبادة إلى رحلة عناد محفوفة بالمخاطر ..
التعليقات (0)