علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يشيع بين كتاب الدراما مفهوم هو ان الدراما كالمرآة تعكس الواقع وذلك لان كاتب العمل لا يمكن ان يكتب عمله وهو معلق في الهواء!
فاذا كان هذا القول صحيحا فلماذا تحرص المسلسلات الخليجية على انتزاع الدموع من المشاهدين بحبكات قائمة على عقوق الوالدين والتقاتل بين الاخوان وفقد الصديق وموت الحبيب؟
اين ذهبت مقالب وقفشات عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي لتحل محلها بكائيات حياة الفهد؟
هل نحن امام معادلة جديدة هي ان الحزن يتناسب تناسبا طرديا مع الترف؟
ولماذا غادر الكتاب مساحة الفرح والبهجة التي يفترض ان يجدوها ويقدموها للمشاهد ليعمدوا الى اقتناص بعض الحوادث الحقيقية فيقطعوا على المشاهد السعيد وتيرة سعادته كما حصل مع مسلسل (الاصيل) الذي انتهى عرضه على قناة ابو ظبي الاسبوع الماضي وقد عمد صانعوه الى زج صوت المغني العراقي حاتم العراقي ليزيدوا في نسبة الكآبة!
ان اللافت للنظر ان الدراما الخليجية انزلقت منذ مطلع القرن الواحد والعشرين نحو منحدر البكائيات واذا وضعنا الدراما العراقية ضمن الدراما الخليجية فان بكائياتنا لها ما يبررها بسبب اوضاعنا المعروفة لكن لا يمكن تبرير بكائيات دول الخليج المعروفة باستقرار انظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية الا اذا كانت من قبيل جلد الذات وجرح المشاعر والعودة الى اقدم اساليب الدراما عند اليونان وفلسفتهم في تطهير النفس بالحزن والبكاء!
لحسن الحظ ان فضائياتنا العراقية لا تشتري المسلسلات الخليجية - ربما بسبب فخامة اثاث غرفها! ومازالت مواضبة على شراء المسلسلات المصرية التي اكل الدهر عليها وشرب لتناولها مشكلات سبق التطرق اليها الاف المرات ولا ادري السر الذي يجعل فضائياتنا تخاصم الدراما السورية الصاعدة بقوة والقريبة من القيم العراقية الاصيلة منذ دراما دريد لحام وحتى دراما ايمن زيدان وعباس النوري وسامر المصري في عملهما الباهر (باب الحارة) والمظنون ان السبب يعود الى لجنة المشتريات التي تفضل الدراما السائدة حتى وان كانت رديئة على اساس ان الدراما الرديئة تطرد الدراما الجيدة حسب قانون سوق الدراما!!
التعليقات (0)