|..
تمنيتُ ذاتَ يومٍ البُكاءَ على صدرك ، وَ غمسَ ذاتِي بك ، لكِن الوقت الأحمق لم يسمحَ لي بذلِكَ أبداً .
فقررتُ المضي إلى حيثُ لا تعلم ، إلى أن تبدأ سلسلةَ البحثِ عني فأظهرُ لكَ في مُنتصفِ الطريق ..
" ذهبتُ إلى أقصى قريةٍ بالية ، مُحطمةٍ ، مسحوقةِ العظام إلّا مِن بقايا سُكانٍ قد أرغمهُم الفقر على إكمالِ أعمارِهِم الفانية بها !!
- إتخذتُ مِن كوخٍ صغير وطناً لي ، جزئتُهُ إلى جُزءٍ واحدٍ فقط وَ قررتُ العبثَ بهِ و الحياةَ بهمجيةٍ به كيفَ أشاءْ ، فلا أحد سيصفعُني
على تلكِ السجائر المُحترقة على الأرض ولن أضطر لسماعِ مُحضراتِ والدِتي كُل صباحٍ وَ مساء ، ولن أُجبر أيضاً على تناوِل قطعِ الطعام مع أخي المتعجرف ..
وَ مضت الأيام تتلو بعضَها ، و تتراكضُ الأوقات على صدري كالجاثومِ الـ يخنُقِ زائِره !
وَ انتَ لم تتحرك ولم تسأل ، وحتّى لم تطرُق بابَ هاتفِي الخليوي لتسأل عن أحوالِي التي بدأت كأنها فِي إنحطاطٍ مُتعال ،
فِي اُولِي الأيام : كُنتُ سعيدةً بالإنجاز الذي ساُحققه . شيئاً فشيئاً بدأات أفقد تِلك اللذةَ السائِحة على شفتي إلى أن تكّورت بقعةٌ سوداء على شفتِي ،
وكانت تِلك العلامةَ الفارقة بيّن الأمل وَ فقدانِه !
نفذتَ إحدى وَ أربعينَ ليلةً وَ أنا تحتَ ذاك الغِطاء الصوفي المُثقّب وَ الدموعُ بوادِرٌ مِن عيني تنسكِب ، فكّرتُ بالعودةِ إليكَ كما ذهبت ،
لكِنّ رغبةً قارِصه في صميمِ قلبي كانتَ تمنعُني مِن فعلِ ذاك ، لا أعلم ماتكُن فقط إنخضتُ معها ، وَ سايرتُها على أملِ أن تهدأ مِن مُضايقتي !
وَ .. إنتصفَ القمر ، وَ لملمتُ أشيائي العابِثه وَ سحبتُها إلى جنبي وَ عُدت ، كانَ يرتدِي الحِدادَ وَ علاماتهُ تنذِرُ بالشؤم ،
إحتضنني !!
إحتضنني !!!
إحتضنني !!!!
ما يحدثُ بهذهِ الدُنيا ، هو الذي لم يُفكّر مِن الإقترابِ مني ذات يوم ولا حتّى بمُداعبةِ أطرافِي السوداءْ ، ولا بأنامِل الصفراءْ ،
يأتيني بكُلِ قوتهِ ليحتضِنَ بقاياي التي تمنيتَ دوماً الإنخراط به !!
لكِنه بعد أن إنفكَ عن جسدي قال لي : عظّم الله أجركِ بوالدِكِ ..
علمتُ بعدها لمَ كُنتَ مُصّر على إندماجِي معكَ ، عرفتُ لمَ تنازلتَ على كبرياءِ جبينِكَ وَ أتيتني ، أيقنتُ معانيكَ التي أحبها وَ أمقُتها ذات الوقت ،
وَ .. أبقاني على جسدهِ أسعى !
تمّ تحريرهُ في : 19 - نوفمبر الحزين - 2009 م .
..|
التعليقات (0)