أنتي
منسيا مرةً اخرى أجلس في زاوية الشوق المفضله. أُحاول أنْ أتحرشَ بالذاكرةِ، ربما أتمكنُ منْ أيقادها لاهثا خلف دفئها. أتهادى بين تناقض المشاعر تجاه تلك القِبله التي لاترد فيها صلاة. في يدي حكاية من بغداد تنبعث من ازقتها عطور القهوة والهيل والشاي.
جميلة هذه الخلطة السحريه : قهوة وهيل. استنشقهما كالافيون كلما اشتقت اليك والى الشرق. احيانا اعشق الخلط بينكما واحيانا امقت فشلي في تمييز من منكما هو الآخر! بغداد أم أنتي ؟
أطمئني لن اسرف في شرب القهوة. ٍاخذ حاجتي منها صباحا وأكتفي بالتأمل فيك بقية النهار ولكن بشرط أن تغفري لي إن إختلستُ النظر أليكِ وأذني لي مقدما أن ارتشفَ فنجان الصباح من شفتيكِ كُلَ ذاتَ شوقْ.
عندما كنا نتحدث كتبت في ورقة صغيره كانت في جيبي: أن شجاعتي تخذلني في كتابتك ولكن اعدت شطب تلك الكلمات كعادتي في تكرار شطب اعترافاتي . حينها كنتِ تقتربين من جبيني ولم أعد أشعر بقلمي وهو يمررُ خطاً عريضاً على سطر الجنون ذاك. كيف لي ان افتح نافذة الجنون من غير أن أصاب بلوثة اخرى؟ كيف لي أن افهمكِ وقد قررتِ ايداع قلبك في رجل هو اشبه بموظف للضرائب يأتي ثقيلا كالكابوس ويقرر ان يرحل وهو يحمل جرعة من دمائنا ؟
أكتب لك بلغتي المفضله : لغة الدراويش التي قيل عنها أنها لم تخلق للنساء ؟ اصر على أنها كذبه ذكورية أخرى لكنك انتِ فقط التي تجيدينَ اثبات ماذهبتُ اليه. فأنت آخر النساء التي اعشق وآخر من يجيد فك رموزي و آخر من يجيد اكثر من لغة..
أختلف معك أن مابيننا هو سوءٌ للفهم! أو عقم في المشاعر ! امنيتي ان اعرف مصدر هذه القناعة الدخيلة على قاموس مفردات الشوق التي رسمناها حرفاً حرفاً ؟ وها أنذا اعيدها، اكتبها واتكلم بها دونما إدراك يبدو ان اجهزة الاستقبال قد توقفت عن استلام اي نسمة إلآك ويبدو أنني لن اتخلص من لوثة عدم التوازن أمامك !! أعترف أن الكتابة اليك ضرب من الجنون ومهمة مستحيلة. فكيف لي أن اخاطب فيك إمراءة تمارس طعني من خلال ترويض الكلمات البربريه. انتي التي اصبحت عبارة عن غرفة تعذيب سرمديه اسمها ح.أ
هل فهمتِ اشارتي عندما قلت لكِ أنَ رجالا لن يفهموا لغة الحب ولاتغريدة الياسمين ؟ هل ستفهمين يوما أنني ارتشف كلماتك كشاي معطر ؟ كلماتك التي توقض تأريخي ورجولتي !
أعلَمُ ياسيدتي أنَ أُناسا كتبَ عليهم ألايكونوا لنا. لكنني قاومت ذلك الوهم منذ ليلتي تلك التي اصابها الكسل بالاضافة الى بلادة المشاعر المتربعة على سصح عالمي المكعب حتى رست سفينتك في مينائي. الصفحة المائة بعد الذاكرة لازالت تلهج باسمك وفصيلة الدم التي احملها لاتوجد الا عندك. ,وهآنذا انتظر جرعة حب تعيد التوازن الى خلايا دمي المشفر بأسمك.
التعليقات (0)