قصة قصيرة
بقل ورويد
حسن آل حمادة
بمحاذاة طريق المزارع، لَمَحَ رجلاً ستينيًّا، يبيع حشائش خضراء، تحت لهيب الشمس الحارقة، ووطأة الرطوبة الخانقة. ركن سيارته الفاخرة بجانبه، عدّل من وضع شماغه، وفتح النافذة، أومأ للرجل الستيني، فوقف بجانبه، طلب منه صُرَّتي رويد، وأخرى من البقل، وثالثة من البقدونس، سأل عن السعر، فقيل له: أربعة ريالات، راح يتوسل لتخفيض المبلغ إلى ثلاثة ريالات!
في الأثناء مرَّ طفل -بدراجة هوائية- وتناول صرّتي كرفس، وسلّم بطريقة اعتيادية ريالين ومضى في سبيله. أعقبته امرأة عجوزٌ، ناولت البائع ريالاً، وطلبت صرّة جرجير، أخذتها وواصلت سيرها.
الشمس تواصل جَلْدَها للرجل، والثَّري يتفاوض ليغنم بريال واحد منه!
حار الستيني في أمره؛ فتناول صرّة من البصل، وأضافها للطلب، وسلَّمها بيد الثّري، وقال له: "كل يوم تعال، وخلِّ الحساب علينا"!
التعليقات (0)