بقلم العلامة الحسيني: عراق من دون نفوذ الولي الفقيه
المرجع السياسي لشيعة العرب العلامة السيد محمد علي الحسيني -حفظه الله -
عراق من دون نفوذ الولي الفقيه
السيد محمد علي الحسيني
لم يکن العراقيين والعرب بشکل خاص، لوحدهم من رحب بنتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت في العراق، وانما کان محط إرتياح و ترحيب العالم برمته، وهو أمر لم يفت أو يغب عن بال المراقبين والمحللين السياسيين حيث فسر الجميع مضمون التغيير والمعاني المستشفة عنها على أنها تؤسس لبداية جديدة من ملف العلاقات بين العراق والنظام الايراني والتي کانت وللأسف البالغ لصالح الاخير.
لقد کانت للنتائج الاخيرة، أبلغ وأوضح رسالة عراقية للعالم أجمع من أنه ليس بوسع العراق ابدا أن يعيش بمعزل عن عمقه التأريخي وتراثه المجيد سيما جذوره العربية التي هي بمثابة الرئة التي يتنفس بها، ولئن مضت فترة قلقة وحرجة خلال الاعوام القليلة الماضية شهدت عدم تکافئ في العلاقات بين الدولتين، لکن شعور الامتعاض وعدم الرضا الذي ساد مختلف اوساط الشعب العراقي وبالنتيجة أدت الى فعل جماعي إنعکس على ساحة الانتخابات ورسم الافق الحقيقي والواقعي لما يجب أن تکون عليه العلاقات بين الدولتين من تکافئ من دون"ضرار او إضرار"بالجانب الآخر، والحق ان الرسالة التي بعث بها الشعب العراقي للنظام الايراني کانت أکثر من واضحة إذ أنه أعلن و بشکل صريح و قاطع من أن أطروحة نظام ولاية الفقيه ليس غير مرحب بها إطلاقا من جانب الشعب العراقي وانما هي أيضا مرفوضة كما رفضها الشعب الإيراني وليست قابلة للأخذ بها من جانب أي من أطياف الشعب العراقي(سيما الشيعة منهم)حيث أدرك الجميع معنى ومغزى الرياح الصفراء القادمة من الحدود الشرقية والتي لم تحمل من خير أبدا للعراق وشعبه وحتى للشعب الايراني نفسه وانما حتى کانت آثارا وتبعات سلبية ما زال يعاني منها الامرين.
اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، سبق لنا وان نبهنا لأکثر من مرة وبطرق واساليب مختلفة من أن نظام ولاية الفقيه يقف على مسافة"سلبية واحدة"من الامة العربية، وانه لايفرق بين لبناني أو كويتي او عراقي او سعودي أو بحريني او اردني أو اماراتي أو قطري أو يمني..الخ وانما يهمه ماسيجنيه من مصالح وفائدة في نهاية المطاف من هذا الشعب او ذاك، وجدير بالشعب العراقي(وهو بحق أهل ومحل لذلك)، أن يکون دوما على حذر ويقظة تامة من مآرب ودسائس وکيد هذا النظام وان خروجه من الباب لايعني إطلاقا من أنه سيسعى للدخول خلسة مرة أخرى من النافذة او أي منفذ آخر مهما کان هذا المنفذ، من هنا فإنه من الواجب عليه أخذ الحيطة والحذر اللازمين والکاملين بهذا الاتجاه ونعتقد بأن الدواء والعلاج الناجع لذلك هو تعميق وتوطيد العلاقات المصيرية للعراق مع محيطه العربي، حيث يشکل ذلك ضمانة أکيدة للحفاظ على الماهية العربية للعراق وکذلك ضمان إستقلالية قراراته السياسية والامنية والاقتصادية.
اننا إذ نعرب عن بالغ إرتياحنا لما حصل من تغيير إيجابي ومهم في العراق، فإننا نوجه ندائنا الخاص لأخوتنا من الشيعة العراقيين بأن يسعوا جاهدين من أجل الاستمرار في هذا المسار الصحيح وتطويره بالصورة التي تعيد للمشهد العراقي شموخه و أنفته واستقلاليته بوجه أعداء الامة العربية و يضمنوا بذلك حاضر زاهر ومستقبل مشرق. وقل أعملوا فسيرى الله عملکم ورسوله والمؤمنون.
المرجع السياسي للشيعة العرب.
التعليقات (0)