مواضيع اليوم

بقلم السيد محمد علي الحسيني رؤية الاديان الإبراهيمية للعمل والعمال

رؤية الاديان الإبراهيمية للعمل والعمال


تعتبر الأديان الابراهيمية الثلاثة-اليهودية، المسيحية و الإسلام- العمل من الأمور المقدسة،كما توليه أهمية خاصة، لاسيما ونحن نعلم بأن الأنبياء جميعا کانوا يمارسون أعمالا مختلفة، حيث کان موسى"ع"، راعيا وعيسى"ع"، نجارا ومحمد"ص"تاجرا، وکأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت أنظار البشرية إلى الأنبياء بأنهم قد انطلقوا من بين تلك الشرائح الإجتماعية التي کانت تمارس المهن والأعمال وفي ذلك أکثر من عبرة و معنى.


*مكانة العمل في الإسلام

يقول الله سبحانه وتعالى في محکم کتابه الکريم:"وقل اعملوا فسيرى الله عملکم ورسوله والمٶمنون"، وإن الدعوة للعمل وجعله المنطلق الأساسي وفق منظور الأديان السماوية يبين ماللعمل من قيمة فائقة، خصوصا عندما يتم تنبيه الإنسان إلى أن عمله يخضع لمتابعة من الله تعالى والرسول الأکرم"ص" و المٶمنين.

وقد جاء في الحديث الشريف بأن النبي"ص"، سئل: أي الکسب أطيب؟ قال:( عمل الرجل بيده، وکل بيع مبرور)، کما جاء أيضا في الحديث الشريف:(ماأکل أحد طعاما قط خيرا من أن يأکل من عمل يده).


**مفهوم العمل في الإسلام قائم على تنمية شخصية الإنسان ومنحها قوة واعتبارا

العمل الذي له دور حيوي وحساس في بناء وتقويم شخصية الإنسان ولاسيما من حيث جعله يعتمد على نفسه ويقوم بإعالة وضمان معيشة عائلته أو من في عهدته، والعمل کما هو معلوم يعطي للإنسان عزة نفس و قناعة وثقة في الوسط الإجتماعي وقد تجسدت هذه الحقيقة فيما ورد عن الرسول الأکرم"ص": "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله، أعطاه أو منعه"، وهذا مايوضح و يفسر قول الرسول"ص":(لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه)، ومن هنا فإن الإسلام يسعى لإفهام الإنسان بأن عمله يقوم وينمي شخصيته ويمنحها قوة وإعتبارا لايمکن أبدا الحصول عليها من دون العمل.


***أهمية العمل في منظور الأديان الإبراهيمية 

أهمية العمل وقدسيته لدى الأديان الإبراهيمية ، تتجلى وتتوضح أکثر فيما يروى أن الرسول الأکرم"ص"، رأى رجلا اتخذ رکنا من المسجد وواظب فيه على الصلاة والدعاء بصورة مستمرة، ولما سأل عن عمله قالوا إنه منصرف للعبادة وإن زوجته وأطفاله يعتاشون بواسطة أخيه الذي لايذکر بخير، فقال الرسول الأکرم"ص" بأن أخوه أفضل منه عند الله.

من هنا، فإن للعمل قدسية خاصة لأنه وکما يربي الدين المحتوى والجانب الروحي من الإنسان ويقوم بتهذيبه و تقويمه، فإن للعمل دور في تقويم بنائه وتکوينه الفسيولوجي من جانب و يمنح قوة وثقة أکثر للجانب الروحي.


****الدين يدعو للعمل لا للرهبنة

ليس صحيحا و لا من الواقع في شيء مايراه البعض من أن الأديان لاتهتم بالعمل وتحث عليه وأنها تبعث على الکسل والخمول و التزام  الكنائس والمساجد ودور العبادة المختلفة، وإن ماقد أوردناه آنفا يثبت ويٶکد اهتمام الأديان بالعمل وإيلائه أهمية استثنائية تتناسب ومکانته في حياة الإنسان.

*السيد محمد علي الحسيني .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات