السيد محمد علي الحسيني.
إن الإسلام قدر وكرم العلم والعلماء والمتعلمين، بل جعلهم برتبة واحدة مع المؤمنين، ويرجع ذلك إلى أهمية العلم ودوره في تنوير الفرد والمجتمعات، وإخراج الإنسان من ظلمات الجهل الذي يتسبب له بالكثير من المتاعب والمشاكل التي تعرقل عجلة تقدمه، ولا ننسى أن الإسلام أول ما نزل به، كان كلمة بوزن الجبال، لم تكن تلك الكلمة ، آمن أو أسلم، بل كانت "اقرا"، لأن العلم يهدي إلى الرشد ومعرفة الحق والإيمان به، فكان القلم رمز العلم وسبيل النجاة من تيه وغفلة وسطوة الجهالة.
إن يوم المعلم مناسبة مهمة لنا جميعا، نقف عندها تقديرا واحتراما للمعلم من باب التكريم لعطاءاته العلمية وخدماته للانسانية، وقد قدر الأدباء والشعراء هذه المنزلة وكتبوا فيها كلاما من ذهب، فيقول الشاعر الكبير أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي..يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
فالمعلم هو الذي يبذل أنفاسه ومجهوداته لتربية الأجيال وتعليمها مختلف العلوم التي تحتاجها في خدمة مجتمعاتها، والالتحاق بمصاف الأمم المتقدمة، كما أشاد جبران خليل جبران بمكانة المعلم قائلا: :أيها المعلم، سنكون خيوطًا فى يديك وعلى نولك فلتنسجنا ثوباً إن أردت، فسنكون قطعة فى ثوب العلى المتعالى"، بل إن الكاتب الأمريكي ويليام آرثر وارد أكد على مقام المعلم ودوره في تكوين الأجيال وإلهامها: :"المعلم المتواضع يخبرنا، والجيد يشرح لنا، والمتميز يبرهن لنا، أما المعلم العظيم فهو الذي يلهمنا".
إن طلب العلم فريضة على كل مسلم لما له من انعكاس إيجابي على حياته وبيئته ولاحدود جغرافية له : "اطلبوا العلم ولو بالصين" ، ولاحدود عمرية له، : "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، لذا لابد من الاجتهاد في طلبه، بالنظر إلى اهتمام كل إنسان بما يرغب به، لأن صنوف العلم متنوعة، ولابد من التأكيد أن الله سبحانه وتعالى ما طلب من الناس ان يتعلموا إلا بعدما فرض على العلماء أن يعلموا، بل توعد البخلاء بالعلم بالعذاب بسبب ما يفوتونه من الخير على الإنسان، فقد قال معلم البشرية محمد (ص): "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" .
لاشك أن المجتمعات المتحضرة تهتم بالمعلم وتقدره وتقدم له إمكانات مادية ومعنوية وتحافظ على حقوقه، نظرا لمهمته العظيمة فهو الأمين على الأجيال في صقلها وتعليمها، لذا فان للمعلم مكانة خاصة واحتراما بين أقرانه، وقد عبر القول المأثور
( من علمني حرفا كنت له عبدا) عن هذا الاحترام .
ومن هنا كان لزاما علينا أن نوجه للمعلم والعلماء والسالكين درب العلم أحر التهاني وأطيب الأمنيات والتبريكات لكل العلماء والمتعلمين .
http://www.mohamadelhusseini.net/subject.php?id=836
التعليقات (0)