بقعةً سكنتنا

 دائماً يسألوننا عن أسمائنا ،هويتنا .,عنواننا.. و أقول..
أسمائنا غريبة لن تتذكروها .. هويتنا أنتم تجهلونها و هي بعيدهـ..
أما عن عنواننا فإليكم الوصف ..

عنواننا في تلك البقعة.. فهي من تسكننا ولم نسكنها نحن..

نعم أننا لا نراها و لا نحسها، لكن روائحها التى لطالما إنبعثت منها ،تجول حولنا في كل حين لم تفارقنا أبداً ...

تلك الأمكنة يتبدل حالها تتغير معالمها و تبقى صورتها في ذاكرتنا كما تركناها كأنها مدينة حديثة..

تلك الأمكنة في كل حجرٍ و زاوية منها معاناة و قصصٌ يخجل الواقع أن يرويها..
أما نحن لا نتوقف عن الحديث عنها ، نروي جميع ما فيها حتى أننا بتنا نجمل عيوبها و نخفي مساوئها..

هي بقعة حضنتنا من وقت ولادتنا إلى أن كبرنا.
و اليوم أرواحنا من تحضنها في كل لحظة ,
دون أن تسجل أجسادنا حضورها سيراً على أرضها...
هذه الأمكنة بالفعل سكنتنا و لم نسكنها...

أرجوكم لا تسألوننا عن شئ لا نملكه بل يملكنا ..

"هوله"