سيّاف خانه كل شيء من حوله ! الظروف ! و الأمان ! و قليل من الصدق !
و ما تبقّى من ورق الخريف سقط أيضاً على حين غفلة منه !
لم يجد مأوى من كل هذا إلا أن يحتسي الألم ,
و يقرع كؤوس الحزن مع جمعٍ ليس بالقليل من همومه و مشاكله !
حينما يشكو يقولون له توجّه بشكواك إلى الله !
... هو يعلم ذلك جيّداً !
لكنه لا يدري لماذا يشكو لأنصاف بشر ,
لم و لن يخفّفوا عليه قدراً من وطأة اليأس !
..
...
في خضم تلك الأشباح التي تحيط به كل ليلة
كان على موعد مع شبح أكثر رعباً في تلك اللية !
فقد كان زواجها الليلة !
و رصاصة الرحمة التي ستطلق على جسده التَعِب أيضاً هذه الليلة !
كل شيء سيكون طعمه مرّاً الليلة !
و حتى كؤوس سكره لن تفيه الفقد هذه الليلة !
..
...
أضاء أنوار غرفته و أرتدى قميصاً باهت اللون
نظر إلى رف كتبه !
وجد ابتسامة القصيبي , و طهارة محمود درويش , و نقاء نزار قبّأني...
وجد كثيراً من الشعراء حوله !
حتى شعراء المجون بشّار بن برد و أبو نوّاس !
لا يعلم لمِ اجتمعوا على رف واحد ! و لم هذا اليوم بالذات !
..
...
كان مشوّش الفكر , تناول كأساً آخر من خمره
ربّما كان الرابع أو الخامس , لا يدري و لم يكن يهمّه هذا الشيء كثيراً !
كل كتب الشعر على رفوفه تحاول أن تصدّه عن التفكير بـ حبيبته التي تودّعه الليلة !
جرير .. الفرزدق .. الأخطل ..
كلهم غادروا الحقبة الأمويّة و التحفوا فراشه تلك الليلة !
مع موعد اقتراب ساعات الليل القاتلة !
يزداد شربا ً لكؤوس خمره ! و تزداد نشوته في المزيد من الدموع !
فـ لا هلوسة الخمر أزاحتها عن مخيّلته !
و لا سهر الليل آذن له النوم !
كل شيء يعود عليه كما كانت بداية ليلته ! ..
التعليقات (0)