مواضيع اليوم

بــراءة مــن الـشـعــب لجــنــــوده

مصـعـب المشـرّف

2023-03-13 21:53:17

0

 براءةٌ من الشعب لِجُنـودهِ

مصعب المشرّف

12 مارس 2023

 

البيان الصادر من قوات الشعب المسلحة مؤخراً جاء برداً وسلاماً على شعبهم الصابر.

اوضح البيان أن القوات المسلحة النظامية مع الإتفاق الإطاري شريطة الإلتزام بالفترة الإنتقالية المنصوص عليها في الإتفاق.

جاء البيان موضحا أن العلاقة ما بين قوات الشعب النظامية المسلحة وقوات الدعم السريع (الشرعية) تظل رديفتان في جراب وخندق وكنانة واحدة . وساحة مشتركة لحماية السودان من المتربصين بأراضيه في الداخل والخارج.

البيان بـرأ سـاحة الجيش  وساحة الدعم السريع أمام الشعب السوداني . بعد أن عكف المرجفون والخراصون طوال الأيام الماضية على القول بأن ما طفا إلى السطح من خلاف بين البرهان وحميدتي لم يكن سوى تبادل لعـب أدوار  تمهيداً لــؤاد الإطــاري.

البيان أكد لنا جميعا أن لا خلاف ولا تناقض داخل مؤسسة الجيش السوداني . وأنه مهما كان باب الإجتهادات مفتوحا أمام قياداته العليا . فإن الكلمة الفصل نهاية المطاف تظل لمؤسسة هذا الجيش الوطني الباسل ؛ ممثلة في كامل  هيئة قيادته العامة العسكرية المهنية المكتملة الأركان حين تحين ساعة الفصل والحسم و يحمى الوطيس.أو  حـين يقرع الجـرس بأن الحصـة وطـن .

وقوات الدعم السريع إكتسبت هي الأخرى "شرعيتها" من البرلمان السوداني في عهد دولة الكيزان البائدة. وستظل هي وعديد من العقلاء متمسكون بهذه الشرعية البرلمانية إلى حين إنتخاب برلمان آخر . وحينها يطرح أمرها في بساط بحث جديد.

إن دمج جيش بحجم الدعم السريع في الجيش النظامي لن يكون سهلا . ولكنه يحتاج إلى وقت وميزانية مرهقة، وخبرات عسكرية مشهودة وإدارة مالية ذات كفاءة. وإعداد برامج تدريب وغسيل أدمغة وغرس عقيدة جديدة لن تتحقق مابين يوم وليلة.

في السوشيال ميديا وبرنامج المسائية بالجزيرة مباشر مساء أمس السبت 11/3/2023 . حاول بعض الجداد الألكتروني ثم ضيوف هذا البرنامج من الصحفيين المحسوبين على الكيزان التشويش وإثارة الغبار حول البيان بالإدعاء أن بيان القيادة العامة إنما جاء ضربة لقوات الدعم السريع . ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً . فالبيان جاء خالياً تماماً من مصطلح الدمج ... دمج الدعم السريع في القوات النظامية المسلحة.

دمج قوات الدعم السريع في قوات الشعب النظامية المسلحة يظل مطلباً "مبدئياً" للشعب السوداني بكافة أطيافه نعم . ولكن كيفية الدمج وتوقيته ومراحله هي التي تلوح في الأفق كوجه خلاف تقني بحت ونقاش قد ينشأ لاحقا.

وأهم وجوه الخلاف الذي نشأ بين البرهان وحميدتي، هي حقيقة أنه وطالما تم شرعنة الدعم السريع بقرار من البرلمان السابق . فلا سلطة تنفيذية دستورية أخرى تعلو فوق قرار البرلمان السابق إلا البرلمان اللاحق.

وبالتالي علينا الآن السير الحثيث في درب الإعلان الإطاري حتى مرحلة إنتخاب برلمان سوداني ، وعرض مسألة إستمرار الدعم السريع أو دمجه في قوات الشعب المسلحة بمعنى الدمج الإستيعابي الإستحواذي التام . بحيث يخضع لقوانين وقناعات وعقيدة ولوائح الجيش السوداني . ومن خلال رقابة تفرضها النظم الديمقراطية على جيوشها تكون عبر لجنة برلمانية معنية بشئون القوات المسلحة يتحقق من خلالها التواصل والتناغم ما بين البرلمان والجيش.

والبيان يؤكد اليوم بحسم ان مسيرة الإتفاق الإطاري لن تنتظر موافقة كتلة التوافق الوطني المعارضة له. وأن البلاد اليوم قد وصلت إلى حال لا ينفعها فيه تلكؤ المتلكئين.

إن على الحركات المسلحة الموقعة على إتفاق سلام جوبا الإدراك أن قميص دمج الدعم السريع المرفوع لن يكون يوماً من الأيام تعويذة فتح ابواب أسوار الخرطوم والهيمنة على السلطنة. ذلك أنه إذا كانت مسألة الحل أو التسريح أو الدمج كيفما اتفق هي مطلب لهم وللفلول للتخلص المجاني من قوات الدعم السريع التي تخيفهم بتماسكها وتمسكها بالطاعة لقيادتها تقف حجر عثرة أمامهم . فإن من باب أولى أن تبدأ الجدولة بقوات الحركات المسلحة كونها في الأصل غير شرعية ومتواضعة العدد والتسليخ مقارنة بأعداد وتسليح وشرعية الدعم السريع المستمدة من قرار البرلمان.

إن على مكونات كتلة التوافق الوطني أن يختاروا من اليوم وصاعداً الجلوس في مقاعد المعارضة السياسية. والرضا بالعزوف عن اللهث والعهر السياسي ، وطلب المحاصصة (اللبنانية) في السلطة . وعليهم الصبر الجميل إلى حين حلول موعد الإنتخابات العامة القادمة الناقلة للبلاد نحو براحات الحياة المدنية الديمقراطية بحذافيرها أو كما يطاق عليها عشاق شرب حليب النوق والماعز والبقر ؛ مسمى "ديمقراطية كاملة الدسم".

نغمة أن عضوية الحرية والتغيير المركزي تخاف الإنتخابات . وأنها لا تمتلك قواعد جماهيرية تظل نغمة نشاز كاذبة . ولو كان هؤلاء كذلك لما جاءوا بهذا العزم إلى الإتفاق الإطاري وبهذا الإصرار الإيجابي وساندوه مع علمهم اليقيني أن مسك ختامه سيكون إجراء إنتخابات عامة.

ونرجو أن تكون هذه الإنتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة التام . وليست مراقبتها من خلال نافذة سيارة دفع رباعي فقط تتجول بين بعض مراكز اللجان . والفرق بين الإشراف وبين المراقبة لا يخفى على أحد... وحتى تقطع جهيزة قول خطيب. ويتساقط عبر صناديق الإنتخابات الحرّة النزيهة أحزاب الأسرة والعائلة والعشيرة والشخص الواحد ، وجوقة الأفراد المهرجون والتنابلة والأرزقية والسماسرة الذين عجت بهم ساحة وخيام وليل إعتصام الموز الدامس إلى الأبد.

من جهـة أخرى جاء بيان القيادة العامة للقوات المسلحة لرفع العتب عن قائدها البرهان والحفاظ على ماء وجهه. وبذلك أصبح البرهان في حل من تصريحاته المعارضة للإطاري . وغير ملام أمام الفلول في الداخل أو إن كان ثمة كفيل في الخارج. ولسان حاله يردد بركة الجات منك يا جامع . كما أصبح بمقدوره العودة إلى الصف الغالب بكرامته إمتثالاً حكيماً منه لقرار حكيم إجمعت عليه مؤسسته العسكرية التي يرأسها وينافح عنها ولأجلها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات