بغض علي وطنية وحبه صفوية!
بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل
التمترس المذهبي خلف شخوص تدور حولهم الشبهات ليس من باب الولادة النقية فحسب بل وحتى السيرة الحياتية يعطينا قراءة واقعية عما يتعرض له الشيعة اليوم من تشكيك في وطنيتهم وولائهم لاوطانهم بحجة الولاء المذهبي لايران وما ذلك الا مقدمة لسلبهم حقوق المواطنة وبالتالي فصل رؤوسهم عن الاجساد كما كان يحدث في العهد الاموي والعباسي والشواهد كثيرة.
الغريب ان الشيعة المسلمون في اوطانهم عليهم واجبات وليس لهم اية حقوق وأول الواجبات هذه هو التنكر للهوية الشيعية فيما هي في النهاية تنكّر للاسلام المحمدي الاصيل. الانكى من ذلك ان الصاق التهم وتشويه صورة العرب المسلمين الشيعة صار نهجا ومنهاجا يسير عليه خير الخلف اتباع الصالح من السلف كما يسمون انفسهم! هؤلاء الخلف اللذين يتقرّبون الى الله بأراقة دماء اخوانهم المسلمين الشيعة أملا في جنان الرضوان وحور العين الحسان والمخلدون من الغلمان وجلسة سمر مع رسول الله.
الاغرب من ذلك ان الشيعي وان صفا اصله العربي وتحدّر من اقحاح اليمن يبقى "صفوي" طالما انه متمسك بحب علي بن ابي طالب (ع) وان غير العربي يصبح عربيا طالما أوغل في قتل المسلمين الشيعة! مصداق ذلك اطلاق صفة "العجمي" على مالك الاشتر وهو صاحب الاصل العربي الصافي بينما يصبح "بطل التحرير القومي" صلاح الدين الايوبي رغم انه من قومية كردية وليس بعربي اصلا؟! من ذلك يتبين ان اطلاق صفة العربي وبطلها على صلاح الدين الايوبي لانه اوغل في قتل الشيعة في مصر وطالما كان مالك الاشتر مفعما بحب علي فهو "عجمي" وان علا نسبه. كيف لا وقد قال فيه علي (ع) قولته المشهورة "رحم الله مالكا لقد كان لي كما كنت لرسول الله".
مثل اخر على "شقلبة" المفاهيم لدى بعض المسلمين في لغة اليوم مايحدث من مواجهة بين "حزب الله" اللبناني الذي يقف في خط المواجهة الاول مع اشرس عدو للمسلمين والعرب بينما يصفه هؤلاء المسلمين بانه "حزب فارسي" لمجرد ان انصاره واتباعه من المسلمين الشيعة واتباع علي (ع) وبدلا من الوقوف الى جنب الوطن اللبناني في شدته او على الاقل الوقوف على التل للسلامة الا انه وللاسف نرى البعض ممن يصفون انفسهم جزافا "مسلمين" يقفون بالضد منه، حسدا من عند انفسهم والله.
اما مايحدث في العراق اليوم فليس كثير الاختلاف وصفا وترجمة رغم ان الحرب العراقية الايرانية لو صح التشبيه والاتكاء عليها كان من المفترض ان تكون خير شفيع للشيعة المسلمين كمصداق على مدى تشبثهم بأرضهم وابلغ مثال على مدى وطنيتهم التي يزايد الاخرون عليها ظلما وعدوانا ولكنه لازال الشيعة العراقيين في نظر هؤلاء البعض "صفويون" تحل دمائهم واعراضهم وممتلكاتهم!
يبدو ان علي بن ابي طالب (ع) علامة فاصلة في التأريخ الاسلامي وسيبقى علامة فاصلة ايضا بين الايمان من عدمه وستبقى شخصية علي بن ابي طالب مثار حنق وحقد وكراهية وسيبقى الشيعة المسلمون "صفويون" حتى يتبرءوا من حب علي! لكن تناسى هؤلاء قول الرسول الاعظم (ص) حينما قال يوم برز علي يوم الخندق "لقد برز الايمان كله الى الشرك كله" وفي موقع اخر "ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين"! فهل يسهل على المسلم الابتعاد عن علي والتمسك بابي سفيان الذي قال قولته المشهورة "تلاقفوها يا بني أُمية تلاقف الكرة فوالذي يحلف به ابو سفيان مامن جنة ولانار"؟! اريد حياته ويريد قتلي --- شتان بين مراده ومرادي!
التعليقات (0)