مواضيع اليوم

بغداد .... عاصمة الثقافة

أنس البياتي

2013-03-30 14:54:08

0


(( بغداد....عاصمة الثقافة ))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org

اصبحت بغداد رسمياً عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 في حدث تعول عليه كثيرا لاستعادة دورها الثقافي بعد عشرة أعوام على الغزو الأمريكي.
واستقبلت بغداد هذا الحدث الثقافي المهم بحفل رسمي أقيم في خيمة ضخمة في منتزه الزوراء بوسط العاصمة، وشارك فيه خصوصا رئيس الوزراء نوري المالكي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وافتتح الحفل على أنغام عازف العود العراقي نصير شمه قبل أن يعتلي المنصة رئيس الوزراء الذي ألقى كلمة أعرب فيها عن أمله باستعادة الدور الريادي لعاصمة العباسيين.
الى هنا ينتهي الخبر وهو خبر مهم جدا واهم مايميزه ان بغداد الحبيبة هي عاصمة الثقافة العربية لهذا العام... فرحت جدا وانا اسمع هذا الخبر استمريت اتابع اغلب المواقع كي ارى ردة الفعل واتفاخر بعاصمتي الحبيبة . ولكن مااوقفني هو خطاب رئيس الوزراء العراقي خلال الاحتفالية التي اقيمت بالمناسبة حيث كان خطاب طويلا مملا استغرق الكثير من الوقت وحاول فيه ان يشير الى الانجازات التي حققها. قلت في بالي ولم لا قد يكون معه الحق في ذلك !
ليأتي دور وزير الثقافة ووزير الدفاع بالوكالة السيد سعدون الدليمي ليلقي معصومته المليئة بالاخطاء اللغوية ولا اعرف لماذا لا نعطي الخبر لخبازه في تعيين احد الكفاءات بهذا المنصب الرفيع وليس انتقاصا من الدكتور سعدون الدليمي لكن هل ممكن لاي شخص ان يفيدني بعلاقة الثقافة بالدفاع وكيف يمكن لشخص واحد ان يدير هاتين الوزارتين في نفس الوقت ام ان الطائفية المقيته التي تقوم عليها الحكومة تجبركم على تعيين شخص من طائفة ما وعلى ان يكون على مزاج وهوى رئيس الوزراء؟ ام ان للقلم والبندقية فوهة واحده؟؟ وترجع ريمه لعادتهه القديمة ؟
وعندها عرفت ان الموضوع برمته ليس سوى حدث يريد الجميع ان يجيروه لانفسهم دون تفكير وترتيب!
عن اي ثقافة تتحدثون وعاصمة الثقافة التي كانت مصدر اشعاع لكل العالم والتي احتفلت بذكرى مرور 1250عاما على تأسيسها غارقة في الظلمة بسبب الكهرباء وعن اي ثقافة تتحدثون ورأس ابو جعفر المنصور باني بغداد يقبع خائفا من ان يأتي متخلف اخر يقتلعه بحجة اجتثاث البعث؟
عن اي ثقافة تتحدثون والرقص حرام والباليه حرام والغناء حرام ومن يحرمها على هرم السلطة لانه يتبنى فكرة الاسلام السياسي المتطرف.
عن اي ثقافة تتحدثون وليس في بغداد غير خمسة فنادق تأكلت من القدم وعن اي ثقافة تتحدثون وانت تخافون حتى من باروكة الفنانة لوسي التي تم تفتيشها وتركتم من حضر من باقي الفنانين يقف لساعات من اجل المرور من السيطرة والتفتيش.
عن اي ثقافة تتحدثون ودور السينما في بغداد تحولت الى مخازن للسلع المعمرة وغير المعمرة! وعن اي ثقافة تتحدثون واحد الوزراء طالب بالغاء وغلق معهد الفنون الجميلة لانه يخرج نحاتين وراقصات على حد قوله!!
حتى يكون ماتقولونه ممكن فانكم تحتاجون الى ثورة على انفسكم وحملة بناء كبيرة للبني التحتية الثقافية. وقبل هذا وذاك ان تعلموا ان الاسلام هو ليس دين التشدد. وانه منكم براء!

من جانب اخر لا اعرف ماذا حصل بالظبط ولكن ولسبب ما تذكر الجميع ان العراق يحتاج الى ملاعب كرة قدم وبدأت كل محافظة ببناء ملعب وهو امر اخر جيد ويجب ان نشد على ايدي من ساهم بهذا خاصة وان هذا تزامن مع رفع الحظر عن الملاعب العراقية ولكن مرة اخرى فانكم متخصصون بتدمير اي فرحة مهما كانت بسيطة وانكم مصرون على حشر السياسة واي سياسة سياستكم القذرة والطائفية في كل شئ ! لا اريد الغوص بأسباب اختيار المنتخب السوري تحديدا لاجراء اللقاء معه ولكن دعوني اتسائل ماذا يعني ان يتم بيع حقوق بث اول مباراة في عاصمة الثقافة الى قناة بعينها دون غيرها وبالتالي يجب على الجميع ان يشاهد في اسفل يسارالشاشة دعاية سياسية لاحد القوائم وقد نسوا او تناسوا ان من اهم شروط الفيفا عدم اقحام السياسة في الرياضة ونسوا ان نقل المباراة حصريا على تلك القناة ستجعل الجميع يشاهد هذا الشعار وهذه الدعاية . وكان شيئا لم يتغير فقد كنا نتابع المبارايات وفجاة يتذكر المسؤول انه يريد الحديث مع الشعب وعلينا الاصغاء ... اضف الى ذلك ماحدث من انطفاء للانوار الكاشفة اثناء المباراة وياله من خزي. اود ان اوضح ان العراق كبير ووجد كبيرا والذي يحدث يمكن ان يقبل لو حصل في احدى البلدان المتخلفة ويامكثرها ولكننا نتحدث عن العراق الذي قام بتنظيم مثل هذه الفعاليات سواء على المستوى الثقافي او الرياضي الاف المرات وبنجاح ساحق فالعيب فيكم ولا شي غيركم والعراق اكبر منكم ومن من يتولى مسؤوليته الان! اختم مقالتي بابيات اهداها الي صديقي الشاعر خوشابا جاسم من قصيدته استفيقوا يقول فيها :

تنبه واستفق شعب العراق فانك في الظلام والمحاق
لقد اسر الحمى ماذا السبيل وانتم في النزاع وفي انشقاق

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات