هل أسقطت القوة والعضلات الأمريكية الدكتاتورية العراقية ؟
الإجابة فى ضوء الواقع العراقى تقول بأن دكتاتورية صدام مستمرة فى ثوب جديد ، إذ أفرخت خلفاء وشركاء وحلفاء وعملاء ، أفرخت دكتاتوريين منافقين تطبعوا بطبائع الدكتاتور معلمهم القدير ، الدكتاتورية موجودة وتنشر أستبدادها فى ربوع العراق رافعة شعارات دينية تبيح وتشرع لها عمليات التطهير العنصرى للقضاء على كل من يعارض أفكارها وأساليبها ومزاعمها حتى يخلو لها جو السلطة والتحكم فى مجتمع العراقيين لتقسمه إلى مواطنين درجة أولى ودرجة ثانية وعبيد وسبايا وما يستجد من أفكار دكتاتورية عصرية تليق بالوضع العراقى المأساوى .
طبائع الأستبداد الشرسة بدأت تستغل المشاعر الدينية لشعب العراق الخارج من معاناة صدام الفاسد ، لتقيم لنفسها مملكة وسلطنة جديدة ينعمون فيها بإرساء دعائم أمبراطورية الإرهاب العالمية ، يأتى إليها شباب العرب أفواجاً الطامعين فى جنة الخلد .
الدكتاتورية التى يريدون صناعتها من جديد بثوب الدين لينزعوا عنوة حقوق المختلفين عنهم فى الدين والعقيدة ، ليصنعوا منهم مجرد تابعين أقرب إلى العبيد ، دكتاتورية تتقلب وتتلون بألوان الأشخاص الطامعين فى السلطة والخارجين على القانون الذين يفضلون خيار الموت والقتل والإرهاب وزرع الخوف والرعب فى النفوس.
يتعاطف البسطاء من اهل العراق مع أتباع الدكتاتورية العنصرية نتيجة لجهلهم بأهداف الدكتاتوريين الخفية ، وجهلهم بأنهم أصبحوا من ضحايا الفاشية الدينية الجديدة ذات الوجه القبيح ، التى تدعو لتنفيذ أوامر المخلوق والموت فى سبيله وترك الخالق وأوامره التى تحرم سفك الدماء .
دكتاتوريين يعانون من شتى الأمراض العقلية التى أصابتهم بالأحقاد وزينت أفكارهم بالسواد وبالخزعبلات العشائرية الدينية ،
هذا الإفلاس العقائدى للمتاجرين بالدين والدنيا ، جعلهم يعبثون بحياة البشر ويستخدمون الأنتهازية سلاحاً لخلق الأزمات وتصعيد الأحداث لتتناسب مع مسيرة الموت التى يروجون لها .
عندما يختلط البؤساء فى الأرض بالتعساء المتكالبين على السلطة فى العراق ، يخرج لنا الهوس الدينى من قبور القداسة الزائفة ، يبشر العراقيين بسنوات مقبلة من الشر الأسود تنطلق مع هتافات ثورية تشحن صدور الصبيان والشباب بالغرور والكبرياء بالمستقبل الوردى المفروش بالدماء والهيجان المدمر الذى لا عقل فيه الذى يفجر النقمة والغضب فى الشارع العراقى الذى تنقصه الزعامة .
يعيش العراق لحظات حاسمة فى تاريخه الجديد ويحتاج كل إنسان أن يعلن هدنة خاصة مع أفكاره ومشاعره العفوية والثورية ، يحتاج أن يجلس بعيداً عن أصوات التفجيرات ليقدم لنفسه كشف حساب بما يؤمن به من أفكار وبما ترتكبه يداه من أفعال ضد الإنسانية ، الإنسانية التى تحتاج إلى قيم الدين لبناء قيم الأفراد ليكونوا أيدى عاملة تبنى صروح التقدم فى مجتمعاتنا التى أستشرى فيها التخلف والتعصب .
الإله الحقيقى لا يحتاج إلى رجال عصابات يقتلون ويسفكون الدماء ، بل يحتاج إلى رجال يعبدونه بالروح والحق ويقودون مجتمعهم نحو السلام والمحبة ليعيش الجميع فى وفاق بعيداً عن أساطير الموت وأشباح الظلام الذين يجوبون الشوارع ينشرون الفوضى والضجيج يبكون على أطلال الماضى ويبررون شعاراتهم العصماء .
العراق لا يحتاج إلى كبرياء البشر وغرورهم وطموحهم المزيف فى عشق الدعاية التى تمجد ذواتهم وأعمال العنف التى يمارسونها ، العراق يحتاج إلى رجال علم وعمل ، إلى مفكرين وباحثين عن الحياة الأفضل لينهضوا بمجتمعهم ، العراق لا يحتاج إلى علوم تخريبية تقدس الحرب بل يحتاج إلى علوم إنسانية تقدس السلام .
السعادة والشقاء هما فى أيدى أهل العراق ، وعلى كل فرد أن يختار طريقه إما ليسعد أو ليشقى .. والله يعطيكم العافية !
2004 / 8 / 16
التعليقات (0)