مواضيع اليوم

بغداد بين تصميم الماضي والرؤيا المعاصرة

رانيا جمال

2012-02-14 08:36:16

0

علاء الدين كاظم الإمام تعد بغداد اكبر مدن العراق وايضا من كبرى مدن الشرق الاوسط, وهي مدينة عريقة يعود إنشاؤها إلى عهد ابو جعفر المنصور ثاني خليفة عباسي 145 ه 762 م. تم بناؤها على نهر دجلة (145- 149) ه 710 ميلادية على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، فمعظم المدن الإسلامية، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء. وتضم مدينة بغداد العديد من المعالم الشهيرة منها الحديث والترفيهي والخدمي ومنها الديني و الأثري. من هذه المعالم: الحضرة الكاظمية, حضرة الامام الأعظم, المدرسة المسنتصرية, مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني, ساعة بغداد, نصب الحرية ببغداد (في ساحة التحرير), تمثال كهرمانة, جزيرة بغداد السياحية, المحطة العالمية ببغداد (محطة قطارات), ملعب الشعب (أكبر ملاعب بغداد لكرة القدم), مكتبة دار الحكمة.ولبغداد من الناحية الاقتصادية مكانة مرموقة بين دول العالم فهي مركزً تجاريً رئيسً وحلقة وصل بين تركيا وسوريا والهند وجنوب شرق آسيا, وتعد السوق التجاري الرئيس في الدولة وهي أيضًا مركز سياحي مهمًّ كان يزوره أكثر من مليون سائح قبل الحصار عام 1990. ومنذ ذلك الحين عانت بغداد من غياب الخدمات وزحف الإهمال ليطال مؤسساتها كافة, فضلاً عن شوارعها ومناظرها الحضارية, وأفتقدت الى التنظيم في نسيجها الحضري, إذ نشأت سلوكيات في نظم البناء والتجاوزات لا تمت الى التطور المدني والمعايير العالمية الجديدة بصلة. وقد أنبرى أحد أعمدة العمارة العراقية ورائدها د. قحطان المدفعي, وبمؤازرة من طلبته في الدكتوراه من فرع التصميم الداخلي في كلية الفنون الجميلة, وبدافع الحب والوفاء للحبيبة بغداد, بتقديم أفكار ورؤية تصميمية وتنظيمية تعزز المنظر الجمالي, فضلا عما تضفيه من قيم وتخطيطات بقلم المعمار د. قحطان المدفعي ومعايير وظيفية, يمكن لها ان تسهم في إيجاد حلول ناجعة تزيل المعاناة, وترسم مساراً يرتقي بالقيم الوظيفية والجمالية للعاصمة الحبيبة بغداد. أولاً - الطاقة الشمسمائــية :::: لم يخلو العراق بعد من عقول تتسم بالقدرة المعرفية الخلاقة, من أعلام ورموز علمية وأدبية وفنية وثقافية يشار إليها بالبنان, وهي تحاول جاهدة تقديم معطيات فكرية تسهم في رفد وإثراء الحياة في هذا الوطن بكل ما هو جميل ومفيد وأصيل . ففي ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة الخطوات في العالم المتقدم, مازال العراق بلد الحضارات وأول مؤسس للقوانين المدنية في العالم, يرزح تحت وطأة التشوهات البصرية للمنظر المدني والنسيج الحضري, فضلاً عن التخلف الذي مدَّ جسوره لتنال من الميادين كافة, العلمية منها والإقتصادية والتجارية والخدمية وغيرها !! على الرغم من أننا بلد يقود مؤسساته دستور ديمقراطي, ينبغي ان تؤمّن من خلاله حياة كريمة تليق ببناء مجتمع مدني متقدم. وتكمن المشكلة الكبرى بأننا لا نزال نعاني من أزمة مستعصية تتمثل في توفير الطاقة الكهربائية والتي تعد عصب الحياة في جميع أنحاء العالم, لما لها من أهمية ستراتيجية وحيوية. وقد أستمرت تلك المعاناة طوال أكثر من عقد من الزمن, بإنتظار إنشاء محطات توليد الطاقة واستيرادها من مناشئ عالمية, وبالاعتماد على طاقة البترول كوقود معهود للتوليد الكهربائي! علماً بأن أغلب دول العالم تنشد منذ مدّة ليست بالقصيرة لإيجاد حلول بديلة للطاقة الكهربائية تعتمد الطاقة النظيفة صديقة البيئة لاسباب إيجابية تستند الى تخفيض مستوى النفقات, والمحافظة على نقاء البيئة . وما التخطيطات أعلاه إلا أفكار إنفتاحية تؤكد عمق معطيات العقل العراقي الذي إعتاد العالم على مخرجاته الفكرية الحاسمة في إيجاد المعالجات الذكية والحلول الناجعة في السيطرة على البيئة وتوفير الحلول البديلة, ضمن إطار القيم الوظيفية والجمالية, بدءاً من المعالجات الذكية في تصميم البيوت المحلية القاهرة للظروف البيئية القاسية الحرارة, ونهاية بما نشاهده في الرسومات أعلاه والتي تعنى بتوفير طاقة بديلة للنفط والغاز كوقود لتوليد التيار الكهربائي, من خلال «الطاقة الشمسمائية» كما أطلق عليها صانعها أستاذ العمارة العراقية المعروف «د. قحطان المدفعي». أستثمر المعمار المذكور طاقتين طبيعيتين تتصفان بالاستمرارية والديمومة وهما « الشمس والماء» , وعلى الرغم من توافر هاتين الطاقتين أمام أعين الآخرين كحقائق طبيعية مستمرة الوجود دائماً, إلا ان احداً لم ينتبه الى مدى إمكانية توظيفهما وقدرتهما الهائلة في حل المعضلة الكبرى في توفير الطاقة الكهربائية كبديل عن الوقود التقليدي المستعمل منذ عقود . وكعادة العقل العراقي الباحث عن الجمال, تم توظيف الأفكار المعتمدة بأسلوب يحقق قيمة جمالية حسية ذات إرتباطات مرجعية من خلال فكرة «حركة الناعور» لما لهذا الشكل من معان إثرائية ترتبط بواقع الحياة العراقية عبر تاريخه القديم والمعاصر. إذ تم توظيف آلة الناعور التي يمكن صناعتها من المعادن الخفيفة بصورة تكرارية في منتصف المحور الطولي لنهر دجلة الذي يخترق العاصمة بغداد طوليا ليشكل جانبي الكرخ والرصافة, وفي هذا الامر ضمان لسهولة توزيع الطاقة الكهربائية المتولدة من الحركة المستمرة للناعور الى جانبي العاصمة. فضلا عن ذلك إستفاد المعمار من فكرة توافر السدود النهرية مثل سدّة الهندية للغاية نفسها ولكن باسلوب مغاير كما موضح في المرتسم التخطيطي أعلاه . ويمكن إجمال التصورات النفعية والجمالية للإبتكارات أعلاه كما يأتي : إعتماد الطاقة النظيفة صديقة البيئة . إمكانية توفير الطاقة الكهربائية بصورة مستمرة ومن دون إنقطاع . الإنخفاض الهائل لمستوى النفقات على مستوى الدولة والمجتمع المستفيد من الطاقة. إنخفاض نسبة تكاليف العمل والمواد المستخدمة . توفير طاقة البترول لاستخدامات مدنية أخرى . ضمان توزيع الطاقة لجانبي النهر بسهولة ويسر . سهولة الإدامة. وسهولة توافر المواد الاحتياطية . إمكانية تكرار المشروع للمحافظات كافة على نهري دجلة والفرات . مدى المعطى الجمالي الذي تقدمه التصاميم الشكلية لفكرة «الناعور», خصوصاً اذا ما إتسم بالحجم النصبي, وحركته الدائرية في نقل المياه وما يرافقها من أصوات تتناسب مع جمالية البيئة . إمكانية إستثمار الشواطئ الممتدة على طول ضفاف المدينة كمراكز سياحية ترفيهية تطل على منظر النواعير, وتوظيف الانارة الليلية على النواعير نفسها . الاستفادة الاقتصادية للدولة المتأتية من إيجار المراكز الترفيهية المذكورة . إستثمار أيدي عاملة محلية والتخفيض من نسبة البطالة . أما فيما يخص الطاقة الشمسية, والتي تتسم بتوافرها الدائم تقريبا في سماء العراق, فقد تم توظيفها كطاقة بديلة عبر إستخدام الخلايا الشمسية Photovoltaic ضمن تصميم الجدران الخارجية المنحنية للمباني المتشكّلة بصيغة مجمعات ثلاثية او رباعية الوحدات حول مركز واحد كمحاكاة لاسلوب التّضام وتحقيق الفناء الوسطي للبيوت المحلية البغدادية القديمة. وقد عزز تلك الفكرة وجود مناطق خضراء في الوسط التي تستقطب التصور الى فكرة الفناء الوسطي للبيت البغدادي وإشغاله بالحدائق و وحدات المياه المتحركة «النافورات». ان الحركة المحيطية لمجموعة المباني حول مركز واحد تسهل من عملية تسلم اشعة الشمس من الاتجاهات كافة. ونظرا للتقاربية الكتلية للبنايات, يمكن إجراء تبادل للطاقة الكهربائية المتولدة بفعل اشعة الشمس بين تلك الابنية. والموضوع ايضا ينتمي بفكرته التصميمية الى البيت البغدادي من خلال الفكرة التصميمية لوحدة ملاقف الهواء «البادكير», ولكن في هذه الحالة ستكون الملاقف تعنى باشعة الشمس من الإتجاهات كافة . ثانيا – تثبيت نفوس العراق بـ (30,000,000) ثلاثين مليون نسمة, لضمان تخطيط وتنظيم سليم في ادارة المشاريع العمرانية والخدمية والفنية, وادارتها بصورة محكمة وغير قابلة للاختراق. ثالثاً – تقسيم بغداد الى (9) مناطق خدمية واستحداث (9) مناصب لمديريات عامة تكون لها ميزانيات وقرارات وكوادر علمية وفنية مستقلة. وترتبط بالعمل مع أمانة العاصمة العامة, وتتحول أمانة العاصمة من الدور التنفيذي الى الدور المسؤول والرقابي على مستوى اداء المناطق التسعة, من خلال إستحداث لجان رقابية متخصصة و وطنية من المختصين واساتذة الجامعات والرموز الثقافية. وتتم اقامة مشاريع بيئية لكل منطقة على وفق الآتي : • إنشاء حدائق عامة خضراء . • إنشاء باركات واسعة وملاعب للشباب والاطفال . • يفصل بين منطقة واخرى غابات واشجار . •إنشاء قنوات مياه كانهر صغيرة وكبيرة . •فتح طرق للسابلة والدراجات . والنقاط اعلاه سيكون لها تأثير واضح وملموس على مستويات عدة منها : التحسن البيئي على مستوى المناخ الفيزياوي وتقليل درجات الحرارة القاسية صيفاً. تعزيز القيم الجمالية للعاصمة بما يليق ومكانتها بين الاقطار العربية . إثارة روح المنافسة بين المناطق التسع لتجميل وتحسين البيئة المدنية من خلال إقامة النشاطات الخدمية والمسابقات الشعبية . تقديم سمات مدنية تساهم في إثراء العامل النفسي والرؤية الجمالية للمجتمع العراقي فضلاً عن إستقطاب السائحين . ضمان السيطرة على نظافة العاصمة بصورة حضارية . ضمان السيطرة على المشاريع الخدمية وانجازها بمواعيدها الزمنية المحددة . ضمان السيطرة على التلاعب والفساد الاداري . رابعاً – توسيع مساحة الرقعة والمسطحات المائية في العاصمة لاسباب تتعلق بتحسين البيئة المناخية , فضلاً عما يتبعها من قيم جمالية وفتح آفاق ترفيهية. (وهناك دراسة مهيأة لهذا الجانب). خامساً – الاستفادة من التضاريس الارضية في كامل القطر , باستخدام فروقات الارتفاعات لخلق مجاري ماء طبيعية . سادساً – تخفيف الضغط السكاني عن مدينة بغداد من خلال إنشاء (5) خمس مدن (صنعحرفية) محيطة ببغداد وكما ياتي : (بلد / الاسكندرية / الصويرة / الخالص / والفلوجة) . على ان يتم تقسيمها بين الحرفية والصناعية بموجب دراسات جدوى دقيقة . سابعاً- تقسم المناطق الصالحة للسياحة حول العاصمة بغداد الى (3) ثلاث مناطق ترفيهية وكما يلي : •النوع الاول : يكون مناسباً للزيارة لمدة يوم واحد فقط . •النوع الثاني : يكون مناسباً لزيارات عطلة نهاية الاسبوع . •النوع الثالث : يكون مناسباً لقضاء مدة الحر الشديد ( منتجعات سياحية وفنادق ...).

http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2720




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !