علي جبار عطية
الأربعاء 24-10-2012
توجد في ساحة الحياة الكثير من المشاهد الكاشفة عن مكنونات الشخصية ومن ذلك ان يركب رجل بملابس انيقة وحقيبة دبلوماسية سيارة النقل العام من دون ان يشعر هو والآخرون بالغرابة فليس هناك تلازم بين السيارة الخاصة والاناقة المصحوبة باشارات تبوؤ المرء منصباً رفيعاً!
وقد يكون الشخص لايحبذ التنقل بسيارة خاصة او يروم مشاركة الشعب همومه وشجونه!
غير ان هذه من مفارقات الوضع الامني غير المستقر فتكرار مثل هذا المشهد يوقع صاحبه في مأزق خطير وقد تترصده عيون (علاس) أي مخبر محلي فيشي به الى عصابته فيخطفون الرجل او يقتلونه او يطلبون فدية ظناً منهم انه مقاول او ذو شأن وهو ليس الا موظف بسيط على شاكلة ( اكاكي فتش) بطل وضحية قصة المعطف لغوغول!
فانظر الى ما يفرضه الوضع العام والقارئ الذي عاش سنوات المحنة العراقية المستمرة يتذكر انه عندما تكررت ظاهرة خطف العروس ليلة بل ظهيرة زفافها بعد التغيير النيساني سنة 2003 كيف اخذ الناس يزفون العرسان بسيارات الكوستر في طريقة طريفة حقاً لم تكن مألوفة وكانت مسوغة فالعروس تشعر بالامان وهي تزف وسط حشد من النسوة لا مع عريسها كما تقتضي التقاليد!
هكذا اذن تنقلب الامور ويتحول العام الى خاص والخاص الى عام ومن هذا التطور اللافت ان المرأة اخذت تقعد قرب السائق في سيارة الاجرة بدلا من مكانها المعتاد خلفه وكان الجلوس قرب السائق الغريب عرفا شائناً ومؤشراً على شيء ليس في صالحها لكن لابد من الاخذ بالتطور القيمي حتى وان اقتضى الامر التنازل عن بعض الاوهام والاعتقادات المتوارثة غير الجوهرية فالمهم عند الاخلاقيين هو عدم المس بمفاهيم العفة والاستقامة وسلامة الضمير وصفاء السريرة ونشدان العدالة الاجتماعية اما ما عدا ذلك فهي عيوب عرضية يمكن اصلاحها او تعديلها ولسان الحال يقول: كلك اخطاء وللناس اعين!
التعليقات (0)