في كل مرة اكتب فيها عن ديمقراطية اوربا وامريكا وباقي الغرب اعبر ولازلت اعبرعن اعجابي بالاليات والمؤسسات الديمقراطية والفسحة الواسعة من حرية التعبير عن الرأي اللتي عندهم , وفي كل مرة ايضا اتمنى ان يزداد الوعي في كل مجالات العلم للشعب العربي في كل اقطاره لكي يستطيع ان يطبق الديمقراطية في بلادنا من المحيط الى الخليج . ولكني في كل مرة احاول ان ابين ان هذه الديمقراطيات تحتوي على افكار لا ديمقراطية او على الاقل افكار لايمكن ان نتبناها نحن العرب لاختلاف الثقافة والحضارة . ومن الاشياء اللتي جعلتني اقتنع ان ديمقراطية الغرب ليست كاملة وتحتوي على امور تنافي التعاليم الديمقراطية والعلمانية اللتي تتشدق بها موضوع قانون معاداة السامية المطبق بصرامة منقطعة النظير في كل دول الغرب . فانت في اوربا وامريكا من الممكن ان تسب وتسخر من الانبياء والاديان دون اي خوف من العقوبة , ولقد رأيت بأم عيني على شاشات السينما والتلفزيون في كثير من دول اوربا افلاما تسخر حتى من سيدنا المسيح والعياذ بالله ناهيك عن السخرية من رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى اله وسلم , وقبل الصحيفة الدنماركية الشهيرة بعدة سنوات وفي دول مثل ايطاليا وبريطانيا الا ان احدا لم يتكلم عن ذلك. بل ان السخرية طالت حتى الذات الالهية والعياذ بالله . ولكن هذا شأنهم ومادام الله قد اعطاهم هذا الحق في الدنيا وسيحاسبهم عليه في الاخرة فليس لي ان اعترض انا العبد الحقير الى الله . ولكني اعجب وانكر على هذه الديمقراطيات ان تمنع مواطنيها والمقيمين على اراضيها بشدة من التعبير عن ارائهم المنكرة لوجود محرقة اليهود النازية ( الهولوكوست ) او انكار حق اسرائيل في الوجود , وتعاقب محاكمها من يجهر بذلك بعقوبات اكثر من السارق واللذي يبيع المخدرات . لابل واصبحت ترفع هكذا دعاوى على صحفيين وكتاب عرب في محاكم الدول العربية ذاتها .
اليس انكار اي من الفكرتين هو تعبير عن الرأي يحق لاي انسان ؟ , وهل انكار الله هو امر شخصي وانكار المحرقة هو امر وطني يمس حياة الملايين من سكان الغرب ؟ , وهل انكار وجود اسرائيل جريمة بينما انكار وجود فلسطين هو مجرد رأي يمكن لاي احد التعبير عنه ؟ . وهل تسمية الصهاينة اليهود بالقتلة هو امر معادي للسامية بينما تسمية العرب المسلمين بالارهبيين هو راي صحيح مسلم به ( مع اعتراضي على العبارتين فليس كل اليهود صهاينة وقتلة ) ؟ . ثم اليس العرب من الجنس السامي اللذي ينتمي اليه اليهود العرب ايضا ( وليس اليهود الروس والاحباش وغيرهم ) ؟ . فما هذه القوة الرهيبة اللتي تخرس حتى اقدم واكبر الديمقراطيات في العالم وتجعلها تكيل بمكيالين ؟ . ولو كانت انظمتنا العربية كلها دكتاتورية كما نصرخ صباحا ومساء فمن اللذي يحميها ومن هو صديقها الاول اللذي تستنجد به عند كل عدوان عليها ( على ان لايكون هذا العدوان اسرائيليا طبعا ) ؟ , ومن اين تشتري هذه الانظمة الدكتاتورية السلاح اللذي تلجم به شعوبها واللذي لاتصلح مواصفاته ليؤذي جيش اسرائيل ؟ . من سنغافورة ؟!!! . كل هذا وهناك من يشكك بنظرية المؤامرة .
التعليقات (0)