شكرا لجهود الملك عبدالله حفظه الله لرفع مستوى العلم والتعليم في مملكتنا الحبيبة ، وتقليص حجم التدخل للمتدينين الذين بسببهم لم تتقدم مستويات التعليم سوى خطوات بسيطة تحسب بفضل شركة ارامكو وغيرها بارك الله في جهود الملك لإنقاذ مايمكن إنقاذه.
بعد 50 عاماً من تعليم البنات الرجال يغادرون مباني النساء في السعودية فهد الفالح 10/9/2009 10:18:00 AM GMT
بعد أن أصدر ثاني ملوك المملكة العربية السعودية، الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله، "نطقاً" ملكياً بالسماح بافتتاح مدارس لتعليم البنات في عام 1959م، بدأت أصوات المعارضة الدينية في بعض مدن المملكة ترتفع وتشتد، معللة ذلك بأن افتتاح مدارس لتعليم البنات هو الطريق الأول لإفساد المرأة في المملكة، لكن الملك سعود لم يلتفت لهذه الأصوات حتى أتت الممانعة شديدة من مدينة بريدة، التابعة لمنطقة القصيم وسط السعودية، فما كان من الملك إلا أن أصدر قراراً يستثني مدينة بريدة من تعليم الفتيات في ذلك الوقت فقط.
وبعد صدور "النطق" الملكي الكريم بالسماح بافتتاح مدارس تعليم الفتيات، كانت هناك 15 مدرسة نظامية منتشرة في منطقتي نجد والحجاز، وكانت أشبه بمدارس الطبقة المخملية المترفة، فقد كانت تقوم بتدريس الرياضة البدنية إلى جانب الموسيقى وبعض الفنون إلى جانب العلوم الأساسية والتطريز والخياطة، ومنها مدرسة كريمات الملك سعود في الرياض (1370هـ)، أنشأها الملك سعود – رحمه الله – داخل القصر. ومدرسة دار الحنان في جدة (1375هـ) التي أنشأها الملك فيصل – رحمه الله – لرعاية اليتيمات وأسند مهامها إلى حرمه الأميرة عفت. ومبرة الكريمات التي بدأت لإيواء الفتيات اليتيمات في الرياض في عام (1376)، ثم صارت أول مدرسة للبنات في الرياض. ومبرة الملك عبد العزيز في قصر الملك عبد العزيز بحي المربع بالرياض في عام (1378هـ) وتولى الأمير طلال بن عبد العزيز مسؤولية إنشائها.
وتعود الذكرى للحديث عن تعليم الفتيات في المملكة بعد أن غادر أكثر من 5000 موظف مبنى رئاسة تعليم البنات - سابقاً - وحل محلهم 700 موظفة فقط، تقودهن نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز ليبدأن مرحلة جديدة من التخطيط والقيادة للتعليم النسائي في السعودية، بعد أن سيطر عليه المتدينون أكثر من 43 عاماً، قبل أن يشب حريق في مدرسة متوسطة للبنات في مكة المكرمة عام 2002م جاء على إثره قرار بتشكيل لجنة خماسية للتحقيق في الحريق، الذي تم توجيه أصابع الاتهام فيه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنها منعت فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني من الدخول إلى المدارس بدون محرم، مما كانت تبعاته هجوم صحافي استمر عدة أسابيع، صدر على إثره قرار ملكي بدمج رئاسة تعليم البنات مع وزارة التربية والتعليم تحت مسمى واحد، لينتهي بذلك عهد الوصاية الذكوري على التعليم الأنثوي في المملكة.
وبالعودة إلى تعليم الفتيات وتاريخ بداياته، فإن ضحايا المطالبة به قبل بدايته كانوا الكتاب والصحافيين، ولعل أشهرهم الأديب المعروف عبد الكريم الجهيمان، الذي كان أول ضحايا المطالبة بتعليم البنات في المملكة، فتم سجنه وإيقاف صحيفته لبعض الوقت.
وحسب كتاب "فتنة القول في تعليم البنات في السعودية" للمؤلف عبد الله الوشمي، فإن الملك فيصل قد منع 800 من رجالات القصيم بدخول الرياض لمقابلته حتى لا يقول جمال عبد الناصر إن هناك ثورة في السعودية، حين كان الملك فيصل ولياً للعهد آنذاك.
وتشير بعض المصادر التاريخية السعودية إلى أن الملك فيصل وافق على مطالب بعض رجال الدين في المملكة، بأن يتم ربط الإشراف على تعليم البنات بالمؤسسة الدينية، وأن يكون رئيس تعليم البنات من أهل الثقة والصلاح المشهود لهم بالخير. وتمت آلية الاختيار على هذا النحو، حتى أصبح التعيين مرتبطاً بمجلس الوزراء مباشرةً.
وكانت أبرز حجتين للممانعين لتعليم الفتيات في السعودية، حسب عدة مصادر، هي أنهن قد يتأثرن ببعض الثقافات العربية المختلفة تماماً عن الطبيعة السعودية، مثل مصر ولبنان والأردن وفلسطين وسورية، وهي الدول التي كانت تستقدم منها المملكة المعلمات ذلك الوقت لعدم وجود معلمات سعوديات. والحجة الأخرى وهي الأبرز أن تعليم البنات هو الخطوة الأولى لإفساد المرأة السعودية المسلمة.
وتجاوز عدد المعلمات السعوديات حالياً أكثر من 188 ألف معلمة، وعدد الطالبات أكثر من 500 ألف طالبة، بعد أن كانت المملكة خالية من أي معلمة قبل خمسين عاماً من الآن، وكان عدد الطالبات لا يتجاوز 50 طالبة فقط.
.................................
التعليقات (0)