مواضيع اليوم

بعد 31 عام ماذا قالت رشيدة المغربي عن شقيقتها الشهيدة دلال ؟

محمد أبوعلان

2009-08-06 08:28:03

0

ترجمة/ محمد أبو علان
لاحظنا اهتمام الإعلام الإسرائيلي بمن حضروا مؤتمر فتح وخاصة أعضاء المؤتمر ذوي العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بعمليات فدائية كانت مميزة في تخطيطها وتنفيذها، وموجعة بنتائجها على الأرض للاحتلال الإسرائيلي بحجم الخسارة البشرية، والفشل الأمني الإسرائيلي بمنعها رغم الفارق في الإمكانيات بين منظمة التحرير الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي.
عملية الساحل التي قادتها الشهيدة دلال المغربي في الحادي عشر من آذار 1978، عملية كانت الهدف منها تعزيز المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الدرجة الأولى، وتحرير أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، عملية سقط فيها (35) قتيلاً إسرائيلياً، واستشهاد عدد من المنفذين وعلى رأسهم قائدة العملية الشهيدة دلال المغربي.
ما جعل الإعلام الإسرائيلي يعيد فتح ملف عملية الساحل وجود أحد من شاركوا في العملية في المؤتمر وهو خالد أبو إصبع، وحكم باثني عشر مؤبد وتم تحريره بعملية تبادل الأسرى مع الجبهة الشعبية – القيادة العامة في العام 1985 ، إلى جانب وجود رشيدة المغربي أخت الشهيدة دلال في المؤتمر، موقع "واي نت" الإخباري باللغة العبرية حاور رشيدة المغربي مطولاً حول العملية للتعرف على ما تقوله أخت الشهيدة دلال المغربي بعد (31) عام من تنفيذ العملية.
رشيدة المغربي عبرت عن إيمانها المطلق وتأييدها الكامل لمثل هذه العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقالت في هذا الجانب " لم أسف ولو للحظة على ما قامت به أختي، الإسرائيليون هم من دفعوا أختي للقيام بهذه العملية، هم من هجرونا، واحتلوا أرضنا، وهم من سببوا لنا النكبة بتحويلنا لشعب لأجيء، ولولا وجود الاحتلال لما قامت دلال بمثل هذه العملية".
في سياق المقابلة مع رشيدة المغربي أشار الصحفي علي واكد إلى أن ما تحدثت به رشيدة المغربي لن يكون وقعه مريح على مسامع الإسرائيليين، رشيدة المغربي كان في حديثها رسالة إنسانية واضحة في حديثها للموقع الإخباري الإسرائيلي، فهي أوضحت إننا شعب لا يحب القتل، والاحتلال هو من دفع الشعب الفلسطيني للمقاومة بعد أن احتل أرضه وشرده منها.
الإعلام الإسرائيلي لم يكف الحديث عن دلال المغربي كإرهابية من الدرجة الأولى، رشيدة المغربي قالت في هذا الإطار " على مدار سنوات حاولوا تصويرنا بأننا مجموعة من الإرهابيين والمخربين، وأنا أسف لهذا التصور ولكن هذا لا يزعجني على اعتبار أن هذه هي الطريقة التي يثقفون بها شعبهم وحتى الأطفال من جيل الصفر، دلال لم تأتي بهدف القتل، جاءت برفقة مجموعة من الفدائيين إلى أرضهم المحتلة بهدف تحرير الأسرى، تدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي أدى لاشتعال الباص المختطف، قتل المدنيين لم يكن الهدف مع العلم عدم وجود مدنيين لدى الاحتلال، كلهم جنود".
رشيدة المغربي حاولت إيصال رسالة فلسطينية للمجتمع الإسرائيلي عنوانها نحن لا نسعى للقتل، وقالت في هذا السياق " وفق تعاليم ديننا محذور علينا القتل، والقانون الدولي أعطانا الحق في مقاومة الاحتلال لاستعادة أرضنا المحتلة، الاحتلال هو من يقوم وعن قصد بقتل المدنيين، المجتمع الدولي برمته شهد على قيام الاحتلال الإسرائيلي باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وما قامت به دلال هو أسر لغرض تحرير أسرانا، ولم تكن لديها نية القتل".
دفاع رشيدة المغربي عن ما قامت شقيقتها دلال جاء بهدف مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة والكاذبة حول عملية الساحل والتي تحاول تصوير منفذي العملية بأنهم مجموعة من القتلة، وقالت في هذا الموضوع " الإسرائيليين هم أبطال في عملية التزييف للحقائق، والهدف منع الحقيقية عن شعبهم، وهذا ما يقومون به اليوم كذلك من خلال تغير أسماء شوارعنا وقرانا، هم يسعون لتغير الحقائق،.
ولم تنسى رشيدة المغربي الحديث عن مشاعرها الإنسانية حين سماعها خبر استشهاد شقيقتها دلال، وهي لم تبكي على استشهاد شقيقتها، وقالت " هذا لا يعني أن استشهاد دلال لم يكن موجع، لا بل كان موجع، ولكن ألم كبير بداخلي منع دموعي من أن تنهمر، وإن كنت ندمت على شيء فهو عدم وجودي برفقتها في هذه العملية، والسبب رفض أبو جهاد أن تكون شقيقتان في نفس العملية".
وعند السؤال إن كانت قد علمت رشيدة بنية دلال تنفيذ عملية فدائية قالت " شعرت وعرفت أن شقيقتي تسعى للاشتراك في عملية، كانت تختفي بين فترة وأخرى لغايات التدريب، وكما هو معروف العملية أجلت من شهر كانون ثاني إلى شهر آذار بسبب حالة الطقس، عند اقتراب موعد العملية عادت إلى بيروت، وعلى وجهها كانت إشارات أن هناك شيء ما سيحدث، وعندما استفسرت منها قالت نعم لقد حان الوقت، ودعتني وودعت أفراد العائلة دون أن تخبرهم بشيء، فقط لي هي قالت كوننا كنا صديقات وليس أخوات فقط".
وتواصل رشيدة المغربي حديثها بالقول " بعد يومين من افتراقها عن شقيقتها، وأثناء عملها في تأمين الحماية لغرفة العمليات الخاصة بحركة فتح (دمرت بعد أربع سنوات من العملية على يد الاحتلال الإسرائيلي" وصلها خبر العملية عبر راديو صغير كان بحوزتها، عرفت أن دلال هناك، وعندما أعلنوا عن استشهاد كافة أفراد المجموعة بمن فيهم دلال شعرت بالفخر".
وما يؤلم شقيقة دلال المغربي وعائلتها عدم وجود قبر للشهيدة دلال لزيارته، وقالت " الإسرائيليون يعذبوننا حتى بعد قتلنا، بعد (31) عام أمي تعيش على أمل أن يكون للشهيدة دلال قبر تدفن فيه؟، في أي قانون مكتوب بأنهم لا يعيدون جثث جنود الأعداء، والإسرائيليون كذبوا في صفقتهم مع حزب الله عندما قالوا إن جثة دلال موجودة، وبعد ذلك تبين إنها ليست من بين الجثث التي تم إعادتها".
وتابعت القول " أنا أشعر بنفس الألم الذي تشعر به عائلة شاليط، فهم ليسوا أكثر منا إنسانية، ومشاعرهم لا تختلف عن مشاعرنا، شاليط كان جندي احتلال مع سلاحه وله مهمة وخطف، العالم أجمعه استنفر من أجله، في المقابل (11000) أسير فلسطيني، وجثث شهداء من بينهم شقيقتي أمرهم لم يعد يعني أحد، أنا أريد جثة شقيقتي بنفس قوة ودرجة المشاعر التي تريد فيها أسرة شاليط استعادة ابنها
رشيدة المغربي سليلة أسرة فلسطينية لاجئه من مدينة يافا، تقول "لدي الرغبة لزيارة المدينة، لكن الأمر غير ممكن، هذا كله يشير على طبيعة وقيم الإسرائيليين، أنا جئت لبيت لحم لحضور مؤتمر فتح في بيت لحم ولا استطيع الوصول لمدينة يافا، في المقابل قادم جديد من روسيا يستطيع الوصول بحرية لبيتي، فهل هذه إنسانية، وهل هذه هي الديمقراطية، ولو يسمحوا العودة لبيتي وبيت أبي سأعود حتى بدون أن يرشدني أحد للطريق، وعلى الرغم من ولادتي عشر سنوات بعد الاحتلال سأستطيع الوصول لبيتي من كثر معرفتي وتخيلي لبيتنا، وسأتمكن من الوصول إليه بقواي الذاتية"
على الرغم من ذلك المغربي مؤمنة بأنها ستصل "إلى يافا حيث قالت " حتى لو علقوني لن اعترف بإسرائيل، وإن صوت المؤتمر على موضوع المقاومة سأصوت ضد إخراج المقاومة من ميثاق حركة فتح".
ورسالة المغربي للإسرائيليين " أخرجوا من أرضنا ودعونا نعيش" ، وعند سؤالها عن أي أرض هي تتحدث " كل الأرض هي أرضنا، وإن أراد الإسرائيليين العيش معنا لن نرفض، هم مدعون للعيش معنا ولكن ليس كاحتلال، ونحن سنستضيفهم باحترام".
وعن ردة الفعل الإسرائيلية على ما صرحت به قالت " الإسرائيليون يستطيعون اعتقالي، ويستطيعون قتلي، من داخل السجن استطيع خدمة القضية الفلسطينية، أنا مؤمنة أنني سأعود للعيش في يافا، ومن يقول أنني أتحدث ضد الإسرائيليين رغم أنهم أعطوني التصريح للمشاركة في المؤتمر أقول ليس هم من أعطوني ذلك، الله أراد ذلك ولهذا أنا هنا، بفضل الله وليس بفضلهم".
المصدر: موقع واي نت باللغة العبرية.
moh-abuallan@hotmail.com





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !