مواضيع اليوم

بعد مبادرة البشير "يا مات الفقير يا شالوا الوزير"

 

بعد مبادرة البشير .... يا مات الفقير ... يا شالوا الوزير

القرار الذي جاء على لسان السيد عبد العاطي أحد المسئولين رفيعي المستوى في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان . والذي أفاد بأن الرئيس عمر البشير وعد أنه لن يقوم بترشيح نفسه مرة أخرى للإنتخابات الرئاسية القادمة ؛ يذكرنا هذا الوعد الذكي بمثل سوداني ظريف جدا يقول : "يا مات الفقير .. يا شالوا الوزير" . وهو مثل يمكن فهم معناه من واقع أن الإنتخابات القادمة التي يقصدها عبد العاطي إنما ستكون بعد أربعة سنوات بالتمام والكمال ...... وحتى ذلك الوقت يمكننا القول "حِِـلـّـك" .... وفيها " يا مات الفقير يا شالوا الوزير".

مناسبة المثل المشار إليه:
يقال أن الوزير الأول (رئيس الوزراء) لأحد ملوك سلطنة الفونج كان ينادم بعض أصحابه ذات مساء . فتناول هؤلاء سيرة الفقرا وأولياء الله الصالحين وأسهبوا في مداولة بركاتهم وكراماتهم فقال لهم الوزير :
- وكت أصلوا الحكاية كدي شيلوا ناقتي دي ودوها لواحد من ديل يعلما الكلام العربي الفصيح . وكان ما قدر عليها بقطع رقابكم ورقبته.
فاسقط في يد ندمائه وحاروا في أمرهم .. وفي صبيحة اليوم التالي إقترحت زوجة أحدهم عليه أن يذهب إلى الشيخ "فرح ود تكتوك" فربما يجد لهم حلا .
وبالفعل ذهب الجماعة إلى الشيخ فرح ود تكتوك وحكوا له القصة . فقال لهم :
- ما تشيلوا هم . ودوني لي زولكم ده أنا بتفاهم معاهو.
أخذ الندامى الشيخ فرح ود تكتوك إلى ديوان الوزير الأول (يمثل منصب رئيس الوزراء الآن) لمقابلته فقال له:
- أنا بقدر أعلم ليك الناقة بتاعتك دي الكلام العربي الفصيح . لكن داير لي مدة أربعة سنوات .
فرد عليه الوزير الأول بالإيجاب وأعطاه الناقة . فأخذها الشيخ فرح ود تكتوك وذهب بها . فلحقه الندامى قلقين عليه وعلى أنفسهم وسألوه:
- يا شيخنا . دا كلام شنو ؟ ناقة شنو الماشة تتعلم الكلام ؟
فرد عليهم الشيخ فرح ود تكتوك واثقا بقوله:
- لامِنْ تمُـرّ الأربعة سنين دي "يا مات الفقير يا شالوا الوزير".
فذهب قوله هذا مثلا ..... وبالطبع فهو بقصد بالفقير هنا نفسه. وأما قوله "يا شالوا الوزير" فهو يعتمد على واقع سياسي كان معاشا في فترة ما من عهد مملكة سنار سادت فيها الفتن الداخلية وعدم الإستقرار . وكان منصب الوزير الأول خلالها عرضة للتداول والأطماع والمكايد والإغتيالات والخلع والتغيير والتبديل السريع.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات