بعد دعوة أوردغان ..هل ستكون دماء السوريين ماء وليست دماء؟
لاتثق بشمس الشتاء ولابقلب النساء..ولاتثق بسياسة أوردغان والمالكي الآن..فبعد توتر العلاقات والتراشق بالتصريحات والأتهامات والمواقف المتناقضة بين حكومة المالكي وحكومة أنقرة من قضية طارق الهاشمي بعد ايواء تركيا له بعد اتهامه بالضلوع في عمليات ارهابية انتهت أخيرا بحكم الاعدام عليه غيابيا من القضاء العراقي وكذا الموقف اللاهب الان من الأزمة السورية فتركيا وموقفها المعارض والغير مؤيد لنظام بشار والعراق بزعامة المالكي
وموقفه المؤيد والمناصر لنظام بشار ..ولكن يبدو ان كل شيء متحرك ولاتوجد ثوابت في السياسة والمواقف ابدا خصوصا
اذا كانت هذه السياسة لاتستند الى قيم ومفاهيم اخلاقية وشرعية او انسانية بل كل ما تستند اليه هي المصالح لهذا الطرف وذاك
وهذه المصالح في ذهن السياسين فوق كل اعتبار وفوق كل القيم والمفاهيم ولايعيشون الصراع النفسي والفكري اصلا بين
تقديم المصالح على المفاهيم والقيم او العكس بل اصبح الان عند الساسة تقديم المصالح بديها ولايحتاج الى تفكير في وقت
السباق والتنافس المصلحي الذي اصبح وللاسف مقياس الحنكة والحكمة السياسية ومحط مدح ورضا المنتفعين والمتملقين
والتابعين لهذا السياسي او ذاك؟ ومن كان العكس فهو متخلف وقديم ومتحجر وغير متطور وليس بسياسي ولايصلح لقيادة
المجتمع..........ولكن الكلام هنا في الطرف الثالث وهو الخاسر دائما..فما ذنبه يخسر ويعاني ويكوى بنار تسجر..ويغدر ويهمل
بلحظة دون مقدمات تذكر..قبل ايام سمعنا بتحويل قضية الهاشمي الى المحكمة الاتحادية وفيها شارة خفية لتخفيف الحكم
وكلنا يعلم ان قضية الهاشمي سياسية اكثر مما هي قضائية اي انها قابلة للمد والمط والتحوير حسب المصلحة السياسية
فتركيا تريد تحرير الهاشمي وتبرءته..والمالكي يريد من تركيا تأييد بشار الاسد ودعمه..فاعدام الهاشمي او بقاءه هاربا
لايشكل خطرا كبيرا...كالخطر الذي يشكله سقوط بشار على المالكي لان سقوط بشار يعني سقوط المالكي عاجلا ام اجلا
والمالكي يعي هذه المسالة جيدا..وتركيا مصلحتها في بقاء الهاشمي وتبرءته اكثر من سقوط بشار لانها اذ ما تحرر الهاشمي
مقابل دعمها لبشار فستكسب وده وود المالكي وبالتالي ود ايران ويكون قد اسدى لهم معروفا لايضاهيه معروف..؟
وما اعتقده ان الذي سيحصل بعد تلبية المالكي للدعوة المفاجئة هذه هو الاتفاق صراحة وبالقلم العريض ..(حرروا الهاشمي
ندعم بشار....ادعموا بشار نحرر الهاشمي..)..والنتيجة نجدة بشار وانقاذ الهاشمي..ودم الشعب السوري هو الثمن..دم الابرياء
والمساكين دم الاطفال والنساء والشيوخ..يكون في حسابهم ومصالح (ماء وليست دماء) وكأنهم لم يخلقوا ولم يقتلوا..وستؤطر
الأتفاقية تحت عناوين يباركها وعاظ السلاطين والاعلام والمنتفعين(..لدرء المفاسد..والعفو عند المقدرة...وتفعيل المصالحة الوطنية
..والوضع لايحتمل..وعدم كفاية الأدلة..والخطر المتوقع من اعداء بشار يهدد كل المنطقة بما فيها تركيا الجارة ..وايران الاسلامية.....)
التعليقات (0)