مواضيع اليوم

بعد خالد مشعل ...العريان يؤكد التغيير.

ماهر حسين .

2011-05-22 06:08:22

0

 ماهر حسين.
من المعروف بان حركة حمـــاس جزء من حركة الأخوان المسلمين ومن المعروف للجميع بأن مواقف حركة حمــاس ليست بعيدة عن مواقف الأخوان المسلمين بل هي جزء منها وإن ظهر ببعض الأحيان بعض التباين فهو بحكم هامش المناورة الذي يمنحه تنظيم الإخوان العالمي للجماعات المتعددة التابعة له .
التصريحات الأخيرة لخالد مشعل في لقاء المصالحة أشارت إلى أن هناك تغيير في الموقف السياسي لحمـــاس حيث أشار مشعل بصراحة إلى استعداده للتضحية من اجل المصالحة واستعداده لمنح السلام فرصه كما قال وكما أن السيد خالد مشعل أفاد بوضوح بخطابه إلى أن حماس تطالب بقيام دولة فلسطينية مستقلة على الضفة وغزة والقدس وهذا اعتراف مباشر ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وهو اعتراف غير مباشر بكل جيران دولة فلسطين المنوي قيامها بما يشمل إسرائيل .
إعتقد البعض بان هذا موقف حماس ومشعل جديد وهو ليس كذلك ولكن التصريح بموقف حماس بهذا الوضوح والعلنية هو الجديد وأن يأتي التصريح على لسان قائد حماس الأول ورئيس مكتبها السياسي السيد خالد مشعل فهو الجديد وللتوضيح فإن موقف حماس قديم وفقط كان على قيادة حماس الاعتراف به لجماهيرها وهناك عدة مواقف سابقة وعدة تصريحات لقيادات لحماس تؤكد ذلك ومن الصعب تناولها هنا لان المجال سيطول لشرحها وتناولها بالتفصيــل.
أثارت تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس السيد خالد مشعل قلاقل وبلابل في جانب أبناء حمـــاس وتعاملت حماس وللأسف مع هذه القلاقل والبلابل بنفي التصريح ومن ثم اعتباره تصريح شخصي للسيد مشعل كما أفاد الدكتور الزهـــار وبالحقيقة بان تبرير الدكتور الزهار يشير إلى أن حماس بحاجه إلى أن تمارس المزيد من الصدق مع جمهورها ويجب أن يكون هناك توضيح للمبرر الحقيقي للتصريحات .
لقد جاءت تصريحات الدكتور الزهار في محاولة لإبقاء حماس وأتباعها بعيدا" عن فهم التغيير العميق بموقف حماس وما يترتب على هذا التغيير من ضرورة للتعامل مع تناقضات الخطاب الديني والسياسي في المرحلة السابقة وبشكل خاص خطاب المتطرفين من قيادات حماس الذين استخدموا الدين للتحريض وللتكفير وللتعميم بالموقف ولكن للأسف جاء تفسير الدكتور الزهار لموقف السيد خالد مشعل بحاجه لتفسير فاعتبار أن تصريحات خالد مشعل تعتبر موقف شخصي ولا تمثل حماس هو تفسير غريب وعجيب ولا يحترم عقل الحمساوي بشكل أساس فلقد اعتقد الزهار بان الكلمات التي قالها ستحافظ على الوحدة الداخلية لحماس ولكنها وللأسف تؤجل المصارحة بين قيادة حماس وجماهيرها حول حقيقة التغيير بالموقف السياسي لحركة حماس وهذا التغيير الذي يمكن أن يكون تناوله بإطار الموقف الفلسطيني وبإطار أهمية الوحدة الوطنية والعمل الوطني المشترك ذو وقع ايجابي على نفسية أبناء حماس وهو أفضل من نزع صفة الرسمية عن خالد مشعل !!!!!
حماس بحاجه إلى أن تجعل موقفها من اجل الوحدة الفلسطينية وكما أن موقف حماس فرصه من اجل نزع المبررات من الاحتلال ليمارس إجرامه بحق أهلنا وكما أنه يساهم بوقف كل ضغوط إسرائيل ضد صمودنا وخاصة بأن حكومة إسرائيل يقودها تطرفها إلى العزلة الدولية حيث أنها رافضه للسلام وللتسوية ورافضه للرضوخ للإرادة الدولية التي تريد أن ترى نهاية للصراع وللاحتلال وكما أن الإرادة الدولية تريد الأمن والأمان للجميع بما فيها دولة إسرائيل .
بداية" كنت قد اعتقدت بأن التغيير في موقف حماس ناتج بفعل التغيرات الحاصلة في عالمنا العربي وبشكل خاص بفعل ما يحدث بسوريا حيث أن النظام هناك يمارس من جديد لعبة القتل والقمع للجماهير وطبعا" الإخوان المسلمين في سوريا جزء من المستهدفين من نظام الأسد وهو ما سيجعل حماس في موقف متناقض من جديد وبل أن حماس ستكون خاضعة للابتزاز السوري بحكم المقر في دمشق ويجب أن نشير إلى أن النظام السوري وصل إلى درجة ابتزاز غير مسبوق في التخبط والابتزاز وتجلى هذا بموقف النظام في سوريا عندما قام بتهديد قطر بمصادرة استثماراتها البالغة مليارات بحال استمرت الجزيرة بتغطية ما يحدث بسوريا!!!!! وكما أن ما حصل بالجولان من فتح للحدود أمام شعبنا هو ابتزاز من نوع أخر يسعى به النظام للغمز إلى إسرائيل وأمريكا بأنهم من يقف عائقا" أمام فتح المعركة من الجولان وهذا معروف للجميع فالجولان أهدأ أرض محتلة بالعالم !!!وهذه المؤشرات تؤكد أن النظام بمآزق ومن المؤكد انه يمارس ضغوط على قيادة حماس ليكون لها دور برفض ثورة الجماهير ضد الظلم والقمع والفســــــاد وهذا سيسبب أذى كبير لحماس وللإخوان .
في الحقيقة بان ما اشرنا له من متغيرات هو جزء فقط من الأسباب التي أدت إلى موقف مشعل الذي لم يكن تصريحا" شخصيا" ولكنه موقف علني وجديد لحماس ونابع من مراجعه قام بها الإخوان المسلمين وقد أكد لي هذا الاستنتاج التصريحات الجديدة التي أطلقها أحد قادة الأخوان بمصر حيث جاءت على لسان عصام العريان ..فلقد أوضح العريان بان الجماعة ستلتزم باتفاق السلام مع إسرائيل بحال أنها كانت بموقع الحكم والمسؤولية بمصر !!!!!!
هو اعتراف أخر ....العريان يؤكد به بان توجهات مشعل وتصريحاته ليست شخصيه وإنما مواقف قياديه خالصة تأتي بمحاولة جديدة للإخوان لان تحصل على دعم لها في حال بلوغها سدة الحكم بمصر وهو ما سيكون مقدمة لضرورة التعامل مع الموقف الجديد باعتبار الإخوان دولة وليست جماعه وهو ما انعكس على موقف حماس في فلسطين ....وأشير هنا إلى أننا لم ولن نستمع لقائد في مصر من الإخوان يقول بان العريان يمثل نفسه!!!! حيث أن الإخوان في مصر تعاملوا مع الموضوع بمنطق أخر له علاقة بالحفاظ على مصر وتقدمها وثورتها حيث أن واجب و مسؤوليات الدولة تختلف عن الحزب وكنت أتمنى أن يكون للزهار موقف مماثل ليقول لنا بان تصريحات مشعل تأتي من باب الحفاظ على وحدة الشعب ووحدة أداة تمثيله سياسيا" وكما أنه محاولة لتجنيب شعبنا المزيد من الدم .
قد يخشى الزهار كلمات مشعل ولكن هناك وعي كبير لدى أبناء حماس وكل القوى الوطنية تجعلهم يتحسسوا التغيير في الموقف الحمساوي وستجد من يدافع عن الموقف المسئول لمشعل وكما انك ستجد من يصفق لموقف الزهار ولكن الواقع السياسي ودراسة كافة المواقف تشير إلى أن تصريحات مشعل ليست شخصية وان هناك تغيير في المواقف وأنا أرحب بالتغيير وأرحب بخطاب السيد مشعل وأقول بان العالم وللأسف لم يتلقى الخطاب بالشكل الصحيح فالخطاب فرصه جديدة وقوية للسلام وكما أن إسرائيل لم تعي منطق الخطاب لأنها تعيش حالة عزلة وتطرف تجعلها لا ترى الأمور بمنطق التغيير والسلام ...إن واقعية الموقف السياسي مع الحفاظ على ثوابت الشعب هو النهج الذي سارت عليه القيادة الفلسطينية وانضمام مشعل ومن خلفه حماس لهذا النهج سيكون مزيدا" من القوة ومزيدا" من التأثير وحتما" سيجعل حجج الاحتلال حول عدم وجود شريك وعدم جاهزية الفلسطينيين تتهاوى أمام موقفنا الموحد وإستراتيجيتنا الواضحة والتي تريد لشعبنا الدولة المستقلة ونريد للمنطقة الأمن والأمان والتطوير الاقتصادي والتعايش بحرية وسلام .
خطاب مشعل وتصريحات العريان لها ما بعدهـــا ...تصريحات العريان وخطاب مشعل مقدمة لتغيير الموقف لدى الإخوان المسلمين وحمـــاس فهم يفكروا الآن كدولة وليس كحزب ...أما تصريحات الزهار وللأسف هي أسلوب قديم للتعامل مع التغيرات وهي تعبير عن عدم قدرة على فهم التغيير وعدم قدرة على مواجهة الجماهير بالتغيير !!!
كلنا أمل بأن يكون التغيير لدى حمــاس والإخوان صادق ولمصلحة السياسة الفلسطينية الداعية لقيام الدولة الفلسطينية لنعيش بأمن وأمان وسلام بمنطقة بحاجه منا لان نفكر بها وبقدسيتها النابعة من قدسية الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية ...ففلسطين فرصة أهل الإيمان للصلاة والتعبد لله الواحد الأحد.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !