بعد ان اصبحت النكبة واقعا ماهو الخيار القادم ؟
يقول الولي الفقيه في خطبة الجمعة ان انتخاب احمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية وتنصيبه رئيسا في عاصمة الدولة الاسلامية الايرانية هو انتصار للخط المقاوم فيها . ونحن نسال من يقاوم هذا الخط هل يقاوم الغرب وتهديداته هل يقاوم قرارات مجلس الامن الذي لايوافق عليها الخامنئي هل يقاوم مشاريع دول المنطقة التي تسعى الى توفير الاستقرار لهذه المنطقة التي فقدته منذ زمن طويل بفعل سياسات الدولة الاسلامية ومحاولة تصديرها لثورتها التي لايرغب بها احد الا المخدوعين بشعارات تحرير القدس عن طريق كربلاء والشيطان الاكبر الذي ثبت بدليل "واتر غيت" انه شريك مهم لهذه الثورة الرحمانية مع انه شيطان كبير ,هذا الاستقرار الذي تبحث عنه دول اعتدال المنطقة خلافا لما يريده الخامنئي من احراق لها ؟ ام هو مقاوم للخط الاصلاحي داخل ايران حكومة وشعبا ونظاما انا اعتقد ان هذا الخط يقاوم كل شيء يؤدي الى الاستقرار في المنطقة ان كان هذا الشيء نابع من الغرب ام دول من المنطقة ام حتى لو كان هذا الشيء نابع من داخل الشعب الايراني نفسه وقود الثورة منذ انطلاقها فهذه الثورة لم تعد ثورة المستضعفين في الارض بل اصبحت ثورة خامنئي ونجاد وقوات الباسيج التي احرقت كل من تجراء على قول كلمة لا في وجهها قائدها الاوحد .
ان مايحدث في ايران اليوم هو مؤشر مهم للقادم من ايام بالنسبة للحكم الثوري الاسلامي في ايران هذا الحكم الذي تداخل فيه الديني مع السياسي بنظرية اوجدها الخميني قافزا على الحقائق التي قامت عليها ثورة الشعب الايراني ضد الشاه بعد ان اختطفها وجيرها لمصلحة نظريته عن الولي الفقيه بعد ان قام باعدام كل من وقف في طريق هذه النظرية حتى تجازوت اعداد حفلات الاعدام التي قامت بها ثورة الخميني بعد طرد الشاه حتى ارقام ضحايا الشاه وحكمه كله , هذه الثورة التي اشعلتها الشعوب الايراني بدمائها وعلى راسها الحركات اليسارية المقاومة التي كانت تقاوم الشاه قبل ان تختمر فكرة الثورة الاسلامية في راس الخميني . ان الشعب الايراني لم يكن يرحب بهكذا نوع من الحكم الظلامي الذي فرض عليه في زمن فورة الثورة الاسلامية التي اختطفت تضحيات الحركات السياسية غير الاسلامية التي كانت تقوم بمجمل تحركات الشعب ضد حكم الشاه .
ان الشعوب الايرانية احتاجت الى اكثر من ثلاثين عاما لكي تبداء اولى خطوات تصحيح مسار الثورة التي قامت بها على حكم الشاه وذلك بسبب دموية الخميني ومشاريعه التي شغلت الشعوب الايرانية لكل هذه السنين , فاليوم بداءت الشعوب الايرانية مرحلة المطالبة بفصل السلطات في نظام الحكم في ايران الفصل بين سلطة رجال الدين وسلطة رجال السياسة بين الحكم الديني المعرقل لكل شيء وبين حكم الجمهورية التي يمكن لها ان تتفاعل مع كل شيء لتخرج بمنافع لشعبها ومنطقتها وهذا مايمكن ان نراه قريبا حيث ان المؤشرات تقول ان الشعب بدا يتحدث بصوت مرتفع ولاول مرة في السنين التي تلت ثورة الخميني بهذا العلو الواضح الذي بدا وكانه قد خرق اذن النظام الديني المنغلق في ايران لحسم امر القيادة في الدولة الايرانية والتي يريدها على شكل جمهورية تحترم النظريات السياسية البعيدة عن الدين مثلما حلم بها الثوار الاوائل الذي ماتوا باسلحة الشاه وهم يحلمون بالجمهورية الايرانية لكن ليست الاسلامية .
طبعا نحن لايهمنا مايحدث في ايران كدولة الا بقدر التعاطف الانساني مع الشعوب الايرانية التي تتوق للحرية لكن مايهمنا بصورة خاصة هو تاثير هذه الاحداث على منطقتنا العربية والعراق خاصة الذي هذا العراق الذي تدخل فيه يد الخامنئي الى الحد الذي اصبح كل فيه عبارة عن صدى لجمهورية الولي الفقيه فكل صيحة في ايران لها صدى وصدى كبير في العراق والفضل يعود في ذلك اولا للامريكان الذين قدموا العراق على طبق من ذهب للملالي وثانيا اشباه الرجال الذين يحكمون العراق اليوم بفيض روحي من مولاهم وسيدهم الخميني .
الخيار الممكن هو ملك الشعب الايراني فاما ان يسكت على ماحصل ويسلم امره للحكم الديني الراديكالي المغلق ويضع يوم النكبة هذا في سجل المناسبات التي يحتفل بها كل عام ببرود او يبقي قضيته مفتوحة بالاستمرار بالمظاهرات والاحتجاجات حتى يحصل على الحكم الديمقراطي الحقيقي الذي يجلب له وللمنطقة السلام والاستقرار المفقود بسبب عناد الولي الفقيه
ان الحرية والحصول عليها لايمكن ان يكون طريقها الا احمر قاني لان هذه الحرية مطلب ثمين لايؤخذ ولا يمكن الحصول عليه الا بعد ان يصبغ طريقه بدم الابطال فهل الشعب الايراني مستعد ان يصبغ طريقه الذي اصبح طويلا بعد ان نصب الجلاد رئيسا لونا ليحصل على حريته ام ان الثمن اصبح باهضا الى الحد الذي لايمكن للشعب الايراني ان يدفعه في يسبيل شيء ربما يكون قد فقد بريقه اسمه الحرية .........
التعليقات (0)