مواضيع اليوم

بعد ان أصبحوا كالإبرة في كومة القش ..الصديق الحقيقي هل هو اليوم عملة نادرة؟!

شيركو شاهين

2011-04-16 12:16:36

0

بعد ان أصبحوا كالإبرة في كومة القش ..؟؟
الصديق الحقيقي هل هو اليوم عملة نادرة؟!
شيركو شاهين
ــــــــــــــ
sher_argh@yahoo.com

تعد الصداقة من المعاني الجميلة واحد اهم العلاقات الانسانية للمجتمعات المختلفة.. ومازالت الامثال والحكم تضرب في هذه العلاقة داله على عمق تأصلها في النفوس ولما لها من اهمية مستحقة.
ولكن هل تغير هذا المعنى في عيون الناس..؟ وهل مازالت الصداقة تمثل كل ما ذكرنا ام أن المثل القائل (الصديق وقت الضيق) اصبح حروفاً تبحث عن معاني!!
دعم الاصدقاء..
لا أرى نفسي عموما دون اصدقائي الاوفياء والوقوف المستمر الى جانبي.. هذا ما بدأ به (مقداد خليل-35عاما) مهندس زراعي واكمل بعدها القول:- الحمد لله اغلب مواقف حياتي اشعر ان هناك من يمد يد العون الي بالفعل، او المشورة او الرأي السديد وهذا ما يجب عليه ان يكون حال الصديق لصديقه.. واعتقد ان من ينكر الصداقة جملة وتفصيلا يعد من اصحاب النظرة التشاؤمية تجاه الحياة عامة.
(محمد علي-29عاما) مدرس يقول:-
على الرغم من ان اليوم ملأتنا الهموم والازمات وانحسرت الكثير من العلاقات، الا ان الصداقة الحقيقية تبقى دوما موجودة بشرط ان تكون النفس عامرة بروح الحب والتضحية ونكران الذات.
اما اذا قلت كم هذه العلاقات فاعتقد انها تعود بالاساس الى العلاقة نفسها كانت مبنية على روح المصلحة وعلينا ان نشكر الشدائد التي تضهر السيء منهم على حقيقته، فالأساس في هذه المسالة هو النوع وليس الكم.
مهند احمد (21عاما) طالب يقول:- انا مؤمن بوجود الصديق الوفي وقد عشت تجربة تؤكد على ذلك ففي الصيف الماضي تعرضت لموقف في احد المسابح وكدت ان ان اغرق فعلاً، لولا صديقي الذي هب لأنقاذي على الرغم من ان الحوض كان عميقاً وصديقي لا يجيد السباحة جيداً، والحمد لله فاننا كاصدقاء نقف الى جانب بعضنا البعض دوماً ونتشارك الاحزان والافراح.
صديق الماضي.. وصديق اليوم
ما نعيشه اليوم يختلف جذريا عن الأمس، فعالمنا اليوم لا طعم له ولا رأحة، فأين نحن من ذلك الزمن الجميل فاغلب علاقتنا الحالية أجتماعية او عملية، مبنية على الغش والأنانية حيث تغيرت سلوكيات التعامل بشكل ملحوظ.
ففي الامس كان الصديق يساعد صديقه ويفرج عنه همه ويساعده دون ان ينتظر مقابلا او هدية.. واذا ما تعرض احدهم لاعتداء ظلم يهب فوراً لرفع الغبن عنه، اما اليوم فالصداقة أخذت تقاس بميزان المادة والربح والخسارة فالغني تكثر صداقاته ومحبوه والباحثين عن التنفع منه.
وما ان ياتي وقت الضيق حتى يظهر معدنهم الحقيقي وتراهم بعد ذلك ليس لهم اي علاقة بمفهوم الوفاء.
وحشة وغربة..
اي علاقة وطيدة بين طرفين تسمى غالبا بالصداقة ونسبة لحالة الصدق والتسامي الذي تتسم به مثل هذه العلاقة ومازال هناك الكثير من الصداقات التي توصف بصداقة العمر التي كبرت بين اثنين وتستمر وتكبر معهم، حيث تكون مبنية على المحبة والاخلاص والصدق والتضحية ويسعى احدهم لرفع المعاناة عن كاهل الاخر.
هذا ما عبر فادي علي(30عاما) موظف حكومي واكمل قائلا:
وقد لا تمثل اليوم الصداقة شيئا للبعض ولكنها عند البعض الاخر تعد ركيزة تبنى عليها حياتهم.
عالم الاتصالات .. والصداقة
يوسف نذير (25 عاما) موظف:- رغم التطور الحاصل في اغلب وسائل الاتصال كالهواتف الخلوية وخدمات الانترنت وغيرها والتي حولت العالم الكبير الى قرية صغيرة الا أننا نلاحظ تراجعاً عاماً في روح المودة بين الناس وغياب الكثير من الروابط الأنسانية المهمة بينهم وعلى رأسها طبعاً الصداقة.
واعتقد انه لا وجود اليوم لمعنى الاصدقاء الاوفياء، وان زمانهم قد انتهى فالكل اليوم يهتم بنفسه ومصالحه، وكل من لا يصدق كلامي ان يختبر صديقه في مواقف معينه ليتأكد من صحة كلامي، فعالمنا اليوم عالم أناني.
صداقة (take away)..
تحولت علاقتنا اليوم من مفهومها الشرقي الجميل الى المفهوم الجاف، هذا ما بدأت به الطالبة (منى ستار) موظفة واكملت بعدها القول:- ولم تعد نفهم من معاني الصداقة الا امثالها التي نسينا معانيها ولا نتذكرها الا على رفوف الكتب القديمة.
والحجج في ضياع هذه القيم المعنوية المهمة تاتي غالبها واهية كصعوبات الحياة وغربة البعض عن البلد، واصبحنا لا نستغرب من نظرات التعجب ان عاتبت احدهم على عدم سؤاله عنك في حاله غيابك او مرضك او سفر، ويشعرك المقابل بان البحث عن هذه الامور هي من التوافه!!
حتى السلام اليوم اصبح اما برفع اليد من بعيد او بوساطة منبه السيارة (الهورن) ببساطة اعتقد اننا نعيش ثقافة (على الماشي-take away).
خلاصة القول
تغيرت مفاهيم العلاقات الانسانية في مجتمعنا سلباً كتغير ملامح مدننا القبيح، وعشنا حياة الأجساد دون قلب نابض بالحياة.
الا ان الصداقة كحالة وجدانية ستبقى معنا سامياً يبحث عن المخلصين في كل زمان ومكان.
قال الامام الشافعي:-
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق ××× صدوق صادق الوعد منصفا

نشر بتاريخ ((23/09/2008))

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !