بعد السيستاني احمدي نجاد .. يوظف قضية الإمام المهدي طائفيا.
ذكرنا سابقا في مقال تحت عنوان "آلية جديدة للتأجيج الطائفي"، إن الإمام المهدي وقضيته أصبح محورا في دائرة الانتهازية التي تنطلق منها إيران والمرجعية الخاضعة لها في تحديد مساراتها وسياساتها ومواقفها حيث أصبحت الورقة التي تلعب بها إيران ومرجعية السيستاني وماكينتها الإعلامية لها في معركة التأجيج والحقن الطائفي بعد أن استهلكت أوراقها القديمة، فصارت المرجعية وملحقاتها ولأول مرة تتحدث عن الإمام المهدي "عليه السلام" الغائب عن تفكيرها، لأنها لم تكلف نفسها أن تذكره في حديثها، ولا في بياناتها، ولا في بحث أو كتاب أو كتيب أو ورقة آو وريقة، طيلة مسيرتها في عالم الحوزة والمرجعية، فقد أطلقت خطابا جديدا ربطت فيه بين المعارك ضد "داعش" وبين قضية الإمام، معتبرة إنها تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الإمام المهدي!!!!!.
وفي مشهد آخر لسيناريو التحشيد والتعبئة الطائفية التي لا تخدم سوى مصالح إيران وإمبراطوريتها الشعوبية يصرح الرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد متهما أمريكا أنها تسعى للقبض على الإمام المهدي "عليه السلام" وأنها حشدت إمكانات ضخمة لمنعه من الظهور!!!، وهنا نتساءل أليست إيران هي من ساعدت أمريكا على احتلال العراق وسقوط بغداد وهذا باعتراف إيران نفسها، وهنا يتفرع السؤال كيف تسلم إيران التي يزعم نجاد إنها هي من تمهد للإمام وتنصره كيف تسلم العراق الذي من المفترض وحسب أدبيات الشيعة انه عاصمة دولة الإمام المهدي فكيف تساعد وتعمل على وقوعه تحت الاحتلال الأمريكي الذي هي عدو للإمام.
أليست أمريكا في نظر إيران وأتباعها في العراق هي المحرر والفاتح والناصر والمنقذ والولي والحليف وان المرجعيات الدينية الخاضعة لها وعلى رأسها مرجعية السيستاني باركت ودعمت ومررت وشرعت الاحتلال الأمريكي وحرمت مقاومته، وما رشح عنه من قبح وفساد وظلام ودمار، وفي المقابل أعلنت الحرب والعداء لكل من رفض الاحتلال ومارست بحقه أبشع أنواع القمع والتشريد والتطريد والتسقيط والتشهير كما هو الحال مع المرجع الصرخي وغيره من الشرفاء الذين رفضوا الإحتلالين الأمريكي والإيراني.، فما عدا مما بدا؟!!!.
ولما كانت أمريكا عدوا للإمام المهدي فان كل من يدعمها ويقف معها هو عدو للمهدي...،وهذا يعني إن إيران ومرجعياتها ومنها مرجعية السيستاني هم أعداء الإمام المهدي فماذا يقول نجاد بهذه النتيجة التي فرضتها تصريحاته الانتهازية المضحكة....
ليس مستغربا أن يصرح نجاد أو غيره بمثل هكذا تصريحات مضحكة تكشف عن مدى استخفاف إيران بالعقول وضحكها على الذقون ولعبها بمشاعر الشعوب لأنها لا تترد في سحق كل القيم والمبادئ والمقدسات من اجل الحفاظ على مصالحها وتنفيذ مشروعها الشعوبي الإمبراطوري القائم على أنقاض خراب البلدان وجماجم شعوبها ونيران الطائفية لكن الغريب أن تمرر وتسوق ألاعيب إيران المفضوحة على الآخرين الذين اتخذوا منها إلها يعبد ومن شخوصها أنبياء وملائكة على الرغم من أن إيران وسياستها في العراق والمرجعية الخاضعة لها تسوقهم من سيء إلى أسوا...
يقول المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني: ((أن الانتهازيين منتحلي التشيع الذين حذر منهم أئمة أهل البيت عليهم السلام، وحذروا حتى شيعتهم من فتنهم وخطورتهم، فماذا نتوقع عندما يتسلط هؤلاء في العراق أو غير العراق على رقاب الناس ومقدراتهم وكيف سيسيطرون على الناس ويسيرونهم على المنهج الفرعوني في الاستخفاف فالطاعة...)) ويقول أيضا: ((من يقول للإمام ارجع؟ أهل الكوفة أهل العراق ، الشيعة ! من يقول ؟ منتحلو التشيع ! منافقو التشيع ! ...،فهؤلاء يقولون للإمام ارجع، تربوا على انتظار الإمام، وسرقة أموالهم، واستأكل القوم أموال هؤلاء، ارتزقوا على أموال هؤلاء باسم الإمام وفضائيات الإمام والتحشيد للإمام وعصائب الإمام وسرايا الإمام وجيوش الإمام وبعد هذا يأتي الامام "سلام الله عليه" ماذا يقال له ؟ ارجع من حيث جئت )).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)