احتفال حماس بذكرى تأسيسها ليس كأي احتفال ، فهي تحتفل هذا العام بعد أن انتهت من تنفيذ جميع بنود الخطة المرسومة لها من قبل الشين بيت ، والتي من اجلها أسست حماس .لقد عمل الشين بيت على تسويق حماس على عدة مراحل ، وذلك لخداع الشعب الفلسطيني وإيهامه بأنها حركة مقاومة وطنية .المرحلة الأولى : وتبدأ من عام 1967 ولغاية 1987 .بعد نكسة 67 وسيطرت إسرائيل على ما تبقى من فلسطين التاريخية عملت على إنشاء مقرات للإدارة المدنية الإسرائيلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ، وكانت هذه الإدارة الصهيونية تحتاج إلي رجالات ليكونوا حلقة وصل بينها وبين المواطنين ، وكذلك لتحسين وجه الاحتلال القبيح ، فما كان إلا أن وجدت العديد من الشخصيات المهزومة ، والتي تعارض المقاومة ، وحجتها على ذلك إنها تهلكه للنفس . فكان دور هؤلاء - خونة الأمس قادة حماس اليوم – بث روح الهزيمة والاستسلام بين صفوف الشعب ، والعمل على كسر روح المقاومة والنضال ببث الإشاعات ، وبمحاولة تنفير الشعب وإبعاده عن رجال المقاومة ، فكانوا – مرتزقة الأمس قادة حماس اليوم – بين فترة وأخرى يصفون رجال المقاومة في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي بأنهم لصوص ، أو قطاع طرق ، أو رجال عصابات ، أو مجموعة من الشباب المنحرف ، وكانوا ينظرون إلى أي شخص يتم اعتقاله من قبل قوات العدو الإسرائيلي بأنه شاب فاشل وهامل وخريج سجون ويجب مقاطعته ، وهذا كله بناء على تعليمات من الإدارة المدنية ، والحاكم العسكري ، وذلك حتى يتخلى الشعب عن رجال المقاومة ، وحينها تنفرد قوات الاحتلال الإسرائيلي برجال المقاومة . وفي الوقت نفسه كانت ملاهي ، وبارات تل أبيب مفتوحة على مصراعيها لهؤلاء الخونة ، هذا أضافة إلى السهرات ، والحفلات الماجنة ، فتجد منهم من كان يعمل طبالا ، وتجده يتمايل ثملا على وقائع إحدى الراقصات ، وتجد الأخر مدعو لعشاء على شاطئ البحر برفقة الحاكم العسكري الإسرائيلي . في عام 1979 وبعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل لم يتجرأ هؤلاء الخونة على التعليق على هذا الأمر بل باركوه ، واثنوا عليه فكان لهم ما أرادوا فجاءت الهدية من قبل رئيس الإدارة المدنية والحاكم العسكري لهؤلاء الخونة ثمنا لإخلاصهم في خدمة إسرائيل ، الهدية كانت عبارة عن منحهم ترخيص لإنشاء الجامعة الإسلامية ، وترخيص بافتتاح ما يسمي المجمع الإسلامي ، وبعض الامتيازات الأخرى ، وكان كل ذلك ضمن صفقة سريه يكون هذا المجمع نواة سياسيه بديله عن منظمة التحرير الفلسطينية . وفي عام 1982 وبعد أن اجتاحت إسرائيل لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية قامت جماهير الأرض المحتلة ، وخاصة طلبة المدارس والجامعات بالخروج في مظاهرات ومسيرات تأييد لمنظمة التحرير، فما كان من الحاكم العسكري الإسرائيلي إلا أن اصدر تعليماته لهؤلاء الخونة بمنع المسيرات والمظاهرات ، وإلا بهؤلاء المرتزقة ينتشرون أمام أبواب وأسوار المدارس لمنع الطلاب من الخروج في مظاهرات ضد المحتل!!! ، ويا لمهزلة التاريخ فإن العديد من هؤلاء الخونة الآن أعضاء في المجلس التشريعي وهم يعرفون أنفسهم جيدا . وللأسف لم تكتف هذه الحثالة بذلك بل قامت بوصف شهداء صبرا وشاتيلا بأنهم فطايس !!! بل ووصل بهم الأمر على التحريض على العلم الفلسطيني ، والعمل على تمزيقه بداعي انه علم علماني!المرحلة الثانية : من عام 1987 ولغاية عام 1994 مع اندلاع أحداث الانتفاضة الأولى ، وانخراط جموع الشعب الفلسطيني في أحداثها سارعت هذه الشخصيات العفنة ، والمرتزقة بوصف ما يجري بأنه أعمال شغب وفوضى ، وقام مجلس الطلبة في جامعتهم الإسلامية بإصدار بيان دعا فيه الطلاب بعدم المشاركة في أعمال الشغب والفوضى وعدم الانجرار خلف المشاغبين والزعران !!! وقامت الجامعة الإسلامية بتعليق الدراسة لمدة أسبوع ، واصفه ما يحدث بأنه سحابة صيف . ومع تواصل أعمال الانتفاضة ، وخوفا من أن ينكشف أمرهم قامت هذه الزمرة بتأسيس حركة حماس ، وبالتنسيق الكامل مع الحاكم العسكري الإسرائيلي وإدارته المدنية بقيادة أبو صبري ، ولا ينكر احد هنا انضمام مجموعة كبيرة من الشرفاء والإبطال لهذه الحركة الجديدة ، إلا إنهم وللأسف كانوا ضحية الخيانة والمؤامرة الكبرى حيث تم اغتيالهم الواحد تلو الأخر على أيدي القوات الإسرائيلية ، وبمشاركة واضحة من الخونة في داخل حماس ، ومن لم يمت فما زال يعيش مضللا وتائها في حركة تتلاعب بمشاعر الناس باسم الدين وتوهم الناس بأنها ظل الله على الأرض ، وبأنها الحق وغير ذلك فهو الباطل . وهنا يجب أن يعلم الجميع بان بداية عمل حماس على الأرض جاء متأخرا ، وما تاريخ انطلاقتها المزعوم إلا وهم كبير ، فبداية حماس وأخذها للضوء الأخضر من قبل الحاكم العسكري الإسرائيلي كان في الشهر الثالث من العام 1988 المرحلة الثالثة : من عام 1994 ولغاية عام 2000 في هذه المرحلة ومع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى ارض الوطن عملت حماس ومنذ اليوم الأول على محاربة السلطة بشتى الطرق ، وحاولت التقليل من أي انجاز تحققه السلطة ، والعمل على نشر الفتن ، والأكاذيب . وفي عام 1996 وعند إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية رفضت حماس المشاركة بها ، واصفه هذه الانتخابات بأنها حرام شرعا ورجسا من عمل الشيطان ، وإنها أي الانتخابات ، لا تتفق مع الشريعة الإسلامية !!! واستمرت في عدائها للسلطة ، إلا أن السلطة وقفت في وجه هؤلاء الشرذمة وقفه قويه ، وأظهرت للجميع بان هؤلاء ليس إلا تجار دين .المرحلة الرابعة : من عام 2000 ولغاية 2007 بعد فشل محادثات كامب ديفيد ، وبعد عودة الشهيد الخالد ياسر عرفات إلى ارض الوطن اندلعت انتفاضة الأقصى بأيدي أبناء الأجهزة الأمنية البواسل ، وبمشاركة جماهير الشعب الشرفاء ، فما كان من المرتجف محمود الزهار إلا أن خرج عبر شاشات الفضائيات وطالب الشعب بعدم المشاركة في هذه الأحداث مبررا ذلك بان هذه الأحداث عابره ومفتعله من أبو عمار حتى يحسن ويقوي موقفه التفاوضي في مواجهة إسرائيل !!! . ويشهد الجميع بان حماس لم تنخرط في انتفاضة الأقصى إلا بعد عام كامل من انطلاقتها ، فهي كعادتها دائما تأتي أخر المتأخرين .وظهر في معظم عمليات حماس بأنها لا تريد ضرب إسرائيل بقدر رغبتها في إلحاق أقصى ضرر للسلطة الوطنية الفلسطينية ، فاستغلت حماس حالة التعاطف الجماهيري مع فعاليات الانتفاضة ، وبدأت التحريض على السلطة ، وبدأت بنشر الفوضى ، والفلتان الأمني مستغله انشغال فرسان الأجهزة الأمنية في مقاومة الاحتلال ، فارتكبت حماس مئات حالات القتل والتدمير ، وأصبح مفهوم المقاومة عند حماس يرتكز على المزاجية وتحيق أهداف خاصة ودنيئة بها ، والعمل على محاربة السلطة بكل ما استطاعت من قوة ، فكلما اقتربت السلطة من تحقيق أي انفراج سياسي يخفف من أعباء الناس ، تقوم حماس بعرقلة ذلك ، ناهيك عن قصف المعابر والمنافذ وهي الشريان الوحيد لقطاع غزة 0 واستمرت حماس في خداع الناس فهي تظهر لهم بثوب الملائكة ، ولكنها من الداخل مصنع للشياطين . ومع استشهاد أبو عمار رحمه الله اخذوا تماسيح العصر الحديث يظرفون الدمع عليه ، وهم من كانوا يصفوه بأبشع الأوصاف والألفاظ . وعند جراء الانتخابات الرئاسية عام 2005 رفضوا المشاركة بها ، بينما شاركوا في الانتخابات التشريعية عام 2006 - بعد أن كانت حرام عام 1996- ولقد أرادوا المشاركة بها حتى بدون القدس . وبعد دعاية انتخابية مفبركة ، ومليئة بالكذب والترغيب والترهيب ، وبعد الضحك على عقول الناس البسطاء ، وبعد أن وعدوهم بالحلول السحرية لكل مشاكل الآمة وفق الشريعة الإسلامية ، بعد هذا كله فازت حماس بالانتخابات التشريعية ، وفي اليوم التالي للانتخابات بدأت حماس تظهر على حقيقتها ، فانقلبت على وعودها التي أخذتها على نفسها أمام الناخبين ، وبدأت حالة من الفلتان الأمني المنظم الذي قادته حماس عبر ما يسمى القوة التنفيذية ، والتي ارتكبت أبشع ، واخطر الجرائم في تاريخ الشعب الفلسطيني ، والتي راح ضحيتها خيرة أبناء الوطن الذين امضوا زهرة شبابهم في السجون الإسرائيلية .المرحلة الخامسة : من يوم انقلابهم الأسود في 2007 ولغاية ألان .لم تكتف حماس بزرع الفتنه ، والانشقاق ، ونشر الفلتان الأمني ، لم تكتف بذلك بل توجته بإنقلابها الأسود على الشرعية الفلسطينية ، فبعد قتل المئات ، وجرح الآلاف ، وقطع أطراف العشرات من المناضلين ، وتدمير مئات البيوت ، وبعد أن دبت الرعب ، والخوف ، والهلع في صفوف الشعب ، سيطرت حماس على قطاع غزة ، وهنا والحمد لله بدا الشعب يعرف ويتساءل من هي حماس ؟ ، وما هي أهداف حماس ؟ ، ولماذا أسست حماس ؟ 0بعد سيطرتها على غزة انتشر الفساد ، وانتشرت مواكب القادة ، وسرقت أموال الناس ، ودمرت المساجد على من فيها ، وانتشرت الرشوة والمحسوبية ، وزاد معدل البطالة والفقر ، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني ، وعملت حماس على محاربة المقاومة ومنعها بالقوة ، وهنا أصبح الشعب ينظر إلى ما حوله بذهول ، وتعجب : أهؤلاء هم رواد المساجد !!؟؟ أهؤلاء من كان يتنسك بالمعابد !!؟؟ أين تطبيق شرع الله ؟ وأين سماحة الإسلام منهم ؟؟ أين حرمة الدم والمال والنفس ؟؟لقد أيقن الجميع بعد هذه السنوات أن ما تسمى حماس وجدت من قبل إسرائيل للأهداف التالية :- 1 – أن تكون بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية 02- العمل على ضرب وحدة الشعب الفلسطيني ، وسلخ الضفة عن قطاع غزة ، وذلك بإشغال الشعب بأموره الداخلية ، وهذا ما فعلته حماس 03- إظهار الشعب الفلسطيني أمام العالم بأنه شعب منقسم على نفسه ولا يستحق دولة 04- العمل على محاولة تشويه الدين الإسلامي ، وذلك من خلال نموذج حماس وممارستها على الأرض ، وذلك بان يتساءل المواطن الفلسطيني والعربي : كيف لحركة تدعي أن الإسلام دينا لها أن تقوم بكل هذه الجرائم والفظائع ؟؟ وكيف لها أن تحكم بغير كتاب الله ، وتتفاخر بأنها تطبق القوانين الوضعية ؟؟5- العمل على ضرب المقاومة وتصفيتها ، ونشر روح الاستسلام بين الشعب وذلك من خلال الهدن طويلة الأجل والمجانية 0بعد كل هذه الأهداف وغيرها يأتي احتفال حماس بيوم تأسيسها بمذاق مختلف .فكيف لحركة أن تحتفل ، وقد حققت للعدو كل ما يصبو إليه ؟ كيف لها أن تحتفل فوق الأرض – وبكل تبجح – بعد أن إلتزمت جحورها تحت الأرض ، وتركت الشعب وحيدا فوق الأرض خلال الحرب الأخيرة على غزة ؟؟!! .والآن وبعد 22 عاما ماذا فعلت حماس لفلسطين وشعبها ؟؟ الجواب واضح : لا قديم يذكر ... ولا جديد يشكر
التعليقات (0)