بعد أتفاق الدوحة ...(هل هنية جاهز للتنفيذ) !!!

 ماهر حسين .

 تناقلت وكالات الأنباء  ووسائل الاعلام تعليق   إسماعيل هنيه على إعلان الدوحة الخاص بالمصالحة والذي تم توقيعه يوم الاثنين الموافق  6/2/2012  من قبل كل من  الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل حيث أشار  هنيه  وباقتضـــــــــاب (بان حكومته جاهزة لتنفيذ الاتفاق )   علما" بان التزام هنيه بتنفيذ الاتفاق جاء في خلال زيارته للبحرين.

كنت ممن لاحظ غياب هنيه عن التوقيع، فالبحرين لا تبعد عن قطر وكان الأجدى بهنيه أن يحضر التوقيع وان يبارك التوقيع فما هو سبب غيابه ولماذا لم يحضر !!!!!الغريب في الأمر بان هنيه غادر قطر قبل لقاء مشعل والرئيس الفلسطيني بوقت قصير والغريب بان تصريحات هنيه في البحرين  تختلف تماما" عن نسق تصريحات قيادة حماس ومكتبها السياسي في الفترة الاخيرة فلقد أستغل هنيه زيارته للبحرين ليطلق شعارات استخدمتها حماس طويلا" وتخلت عنها وبسرعه فلقد تحدث هنيه عن  عدم تخلي حماس عن التحرير  ولم يوضح لنا (ما المقصود بالتحرير ) و (ما هو المنوي تحريره ) !!!!وكما  أشار بتصريحاته  إلى أن حماس هي ذراع جهادية للإخوان المسلمين وهدفها التحرير ولم يوضح لنا هنيه ما هي طبيعة الجهاد التي تريده حماس فهل هو (العمليات الاستشهادية  ) او( المقاومة الشعبية) او (المقاومة السلمية ) أم(الصواريخ الُمحرمة الآن في غزة)  !!! علما" بان استخدام قيادات حماس لمصطلح (ذراع جهادي للإخوان ) ترافق مع تأسيس حماس واختفى لاحقا" لذلك بفعل ممارسة حماس للعمل السياسي وتأتي استعادة هنيه (لجهادية )حماس في وقت يستخدم به خالد مشعل وقيادة حماس خطاب سياسي مختلف وشعارات مختلفة ومواقف جديدة فالسيد خالد مشعــــل تحدث بوضوح عن هدف حماس بإقامة الدولة الفلسطينية على الضفة وغزة والقدس وأشار لاحقا" لذلك إلى جدوى المقاومة الشعبية السلمية مما شكل تغييرا" كبيرا" في مواقف حماس .

إن عدم مشاركة هنيه بالتوقيع تثير تساؤلات مشروعه !!!!!

وتصريح هنيه المقتضب ..وبل المقتضب جدا" يثير تساؤلات مشروعه !!!!!

وتصريحات هنيه (الجهادية التحريرية  ) في ظل هدنة غزة الدائمة وفي ظل التغيير بمواقف حمـــاس تثير كذلك تساؤلات مشروعه!!!!!فنحن أمام تباين حمساوي سياسي وتنظيمي وتباين تام بالخطاب السياسي.

بالطبع هنيه الآن رئيس وزراء مقـــال ولكنه مدعوم من حماس المسيطرة على غزة والاتفاق سيؤدي إلى عدم ممارسة هنيه  لأي سلطة ... فلا جولات ولا صولات ولا تصريحات ...وبالطبع هنيه الذي يشعر بالسعادة الكبرى بجولاته الخارجية لن يستطيع الاستمرار بممارسة هذه الهواية  بالسفر للقاء القادة والزعمـــاء ولا ادري عن ماذا يتحدث هنيه مع الرؤساء !!!! وما هي المواضيع التي يناقشهـــــــــــا!!!! فقيادة حماس على علاقة مميزة بكل الدول التي زارها هنيه وبل أن قيادة حماس وخاصة مشعل قامت بزيارة كل الدول التي زارها هنيه وأحيانا" بأوقات متقاربة جدا" كما حدث بزيارة الدوحة بالجولة الأخيرة لهنيه !!!!!فما هي الإضافة التي أضافها هنيه لغزة وللشعب الفلسطيني  بزياراته وجولاته !!!! أراها مجرد استعراض إعلامي أو سياحة سياسية !!!!!!!بالطبع يبدو بوضوح بأن هنيه مستمتع بلقب (رئيس الوزراء) و  (رئيس الوزراء المقـــال ) وحتما" وحسب ما جاء باتفاق الدوحة  فإن هنيه سيحمل قريبا" لقب (رئيس الوزراء المقال  السابق)!!!! بالطبع (السابق ) في الغالب تكون مؤلمة وخاصة لو ترافقت مع تراجع فرص هنية برئاسة المكتب السياسي لحماس حيث من الواضح بأنه سيكون هناك  تجديد لـــ(خالد مشعــــل ) ..فلا رئاسة وزراء ولا رئاسة مكتب سياسي ...بالطبع ما سبق  سيجعل هنيه   يصرح تصريحا" مقتضبا" وبتحفظ  عن جاهز يته للتنفيذ وبالطبع هذا سيجعل مباركة هنيه للاتفاق خجولة وخاصة بأنه لم يحضر توقيع الاتفاق !!!!!

ما يجب التركيز عليه بكل شفافية هو أن هذا التصريح المقتضب تعبير عن أزمة كامنة في حمـــاس  ...فجاهزية التنفيذ يجب أن تكون تحصيل حاصل ...  فهنيه رئيس وزراء مقال بلا شرعية من قبل النظام السياسي الفلسطيني الذي يمثله الرئيس محمود عباس وهو رئيس وزراء بحكم الأمر الواقع وبفعل حالة الانقســـــــــام وبدعم حماس  وبمجرد أن ترفع عنه حماس الغطاء يجب أن يغادر هنيه فورا" ..هناك إشكالية اخرى تضاف لما سبق  تظهر   من خلال  تصريحات إسماعيل الأشقر الذي اعتبر  الاتفاق الذي جرى بالدوحة  مخالفا"  للقانون وكأن الانقلاب قانوني !!!!!!!!! ..إن كل  ما سبق تأكيد على أن هناك أزمة كامنة في حمـــاس يؤكدها عدم حضور  الزهار  وهنيه وتؤكدها تصريحات الأشقر وفي الجانب الأخر  يجب الإشارة إلى مسارعة  الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني بالترحيب بالاتفاق وبل انه دعا لتنفيذه وبسرعة .

أخيرا" هناك من سيرفض اتفاق الدوحة وهناك من سينتقد الحل الخاص بتولي الرئيس ابو مازن رئاسة الوزراء وهناك من سيرحب بالاتفاق والحل    ولكن هناك حتما" هناك من سيسعى لتخريب المصالحة والإبقاء على الانقســــــــــام.

 بالنسبة لي أي اتفاق جيد ...ونحن مع أي اتفاق ولكننا بحاجه للتنفيذ...فلقد مل شعبنا الاتفاقات ونحن  وبحاجه لتعزيز عملنا السياسي من خلال خلق إستراتيجية وطنية تشمل فتح وحماس  تتعامل مع الواقع الحالي وعلينا أن نتعاون  لتجاوز العثرات التي ستضعها العديد من الجهات كعقبات  أمام المصالحة وعلينا ردع المخربين من أصحاب المصالح الضيقة !!!! فتجاوز الانقسام مصلحة وطنية وقد تكون جزء أساس في  خلق الإستراتيجية السياسية القائمة على الأهداف المتفق عليها بين حماس وفتح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 67 وهذا ما سيجعل للتحرك الفلسطيني  جدوى سياسية وتأثير كبير خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار  المتغيرات التي يفرضها حوار  الإخوان المسلمين مع  الولايات المتحدة الأمريكية واحترامهم لــ(كامب ديفيد)  كما يظهر بمصر وتونس  .

 لو اكتسبت مواقف حماس السياسية الجديدة  مصداقية  في فلسطين وعالمنا العربي فإننا سنكون أمام إمكانية لوحدة الصف ولتجاوز الانقسام فعليا"  ولتأسيس إستراتيجية سياسية فلسطينية مشتركة  تكون حماس بها أقرب إلى فتح.. وهنا أود الإشارة إلى قناعتي التامة بفشل مفاوضات  وحدة الجهاد مع حماس وبالمقابل اعتقد  بأن العائق الوحيد أمام تنسيق حماس و فتح  هو التنافس التنظيمي واستمرار بعض القيادات بحماس في  ممارسة لعبة خداع الجماهير لاكتساب شعبية غير مسئوله  وقائمة على الكذب ...إن شعبنا  تواق للحرية وللسلام وللدولة  الفلسطينية  وللمصالحة وعلينا احترام رغبات هذا الشعب .