مواضيع اليوم

بعد (31) عاماً "الفيس بوك" يجمع حسين أبو دواس بعائلته

محمد أبوعلان

2010-06-01 11:21:30

0

بقلم/محمد أبو علان:
قصص الفراق واللقاء بعد عقود من الزمان حالة تعيشها المجتمعات المنكوبة بالحروب والكوارث الطبيعة، المجتمع الفلسطيني واحد من هذه المجتمعات التي يعيش كارثة الاحتلال الذي كان السبب في تهجير أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، والتهجير كان إما بشكل مباشر بالقتل والتدمير، وإما بشكل غير مباشر عن طريق تعقيد إجراءات السفر والعودة لفلسطين المحتلة، أو تضيق سبل العيش على الشعب الفلسطيني ليجعله يهجر وطنه حتى بحثاً عن لقمة العيش.

 


قصتنا أحداثها وشخصوها موزعين ما بين الأردن وفلسطين المحتلة وبريطانيا،صاحب القصة هو حسين أبو دواس (60) عاماً كان يسكن مدينة طوباس (شمال الضفة الغربية) حتى العام 1979، في ذلك العام ترك حسين مدينته وسافر لبريطانيا بحثاً عن لقمة العيش، بعد سفره بعث له والده رسائل عديدة والتي كانت لا تخلو من اللوم في بعض الأحيان بسبب سفر حسين وتركه لبلده، الوالد الذي توفي قبل ما يقارب الثلاثة أشهر لم يتلقى أية رسالة جوابيه من نجله حسين دون معرفة السبب.
العام 1979 كان العام الفاصل في العلاقة بين حسين وعائلاته، ولم تعد تعرف العائلة عنه أية معلومات غير أنه موجود في بريطانيا، وحاولوا بعد سفره بعدة سبل للتواصل معه ومعرفة أخباره لكن دون جدوى، منذ ذلك العام وحتى اليوم أحداث كثيرة عصفت بعائلة حسين أبو دواس في فلسطين المحتلة، والدته توفيت في العام 1987، وأخيه حسام كذلك توفي في العام 1993، ومن بعده أختاه، ولحق بهم الوالدة قبل ثلاثة شهور، كل هذا وحسين لا يعلم شيء عن مصير عائلته، كما هي العائلة بالنسبة له.
قبل ثلاثة أيام كانت المفاجئة لبسام أحد أخوة حسين المقيمين في الأردن ، أحد أقاربه (العالم بتفاصيل قصة غياب حسين) أبلغه بأنه تعرف من على موقع "الفيس بوك" على شخص يدعى حسين دواس، هل من الممكن أن يكون هو نفسه أخيك حسين الذي هاجر وترك الوطن منذ العام 1979؟.
بسام استغرب الأمر لكنه قرر المتابعة مع قريبه من على موقع "الفيس بوك" على أمل أن يجد ضالته التي استمر هو والعائلة يبحثون عنها على مدى (31) عاماً، وفعلاً كانت المفاجئة السارة للعائلة بأن الشخص الذي تم التعرف عليه عبر "الفيس البوك" هو نفسه أخيه حسين أبو دواس المفقود منذ ثلاثة عقود.
مشاعر فرحة اللقاء اختلطت بمشاعر الحزن لدى حسين على رحيل خمسة أفراد من عائلته طوال فترة غيابه دون أن يحظى بلحظة وداع لهم، أو بإلقاء النظرة الأخيرة على أيٍ منهم، منذ اكتشاف وجود حسين حياً يرزق بات يتواصل يومياً ولساعات مع أخوته في الأردن، ومع أخيه وأولاد أخيه المقيمين في طوباس.
فقدان الاتصال بين حسين والعائلة لم يكن بفعل قصور مبرمج من أي طرف منهم، شواهد الأحداث وتطوراتها تشير لهذا، فالأب كان يرسل العديد من الرسائل لحسين بعد سفره، وحسين يرسل رسائل لوالده والعائلة حسب قوله لإخوته بعد عودة العلاقة منذ أيام إلا أن أي من هذه الرسائل لم تصل لمدينة طوباس التي تسكنها عائلة حسين.
قد يكون لصعوبة الاتصال والتواصل بين فلسطين المحتلة والعالم الخارجي في نهاية السبعينات أحد العوامل الرئيسة التي ساهمت في فقدان الاتصال والتواصل بين حسين وعائلته، حالة اعتاد عليها الطرفان، وسلما بالأمر الواقع.
عائلة حسين أبو دواس حالها لا يختلف عن حال آلاف الأسر الفلسطينية التي فعل الشتات فيها فعلته من فراق وصعوبة في اللقاء، فالعائلة التي توفي خمسة من أفرادها على مدار ثلاثة عقود من الزمن، بقية أفرادها مشتتين اليوم ما بين فلسطين المحتلة والأردن وبريطانيا وتركيا، والعائلة على موعد للقاء أبنها حسين في الأردن خلال الفترة الزمنية القريبة.
هذه القصة الثانية التي تروى لي أحداثها خلال أسبوع واحد، والقصة الأولى كانت قصة لقاء أشرف (شاب من إحدى قرى محافظة سلفيت) مع عمه صلاح بعد ربع قرن من الغياب وانقطاع الاتصال، واللقاء بينهم كان عبر موقع فلسطين بالذاكرة، قصص تحكي واقع الشعب الفلسطيني المر نتيجة الشتات واللجوء بفعل احتلال ظالم امتهن القتل والتهجير على مدى ستة عقود ونيف من الزمن ولا زال حتى يومنا هذا، وبكل تأكيد سيبقى واقعنا الفلسطيني يعيش مثل هذه القصص والأحداث مادام الاحتلال جاثم على صدورنا يقطع أوصال الأرض، ويحرم سكانها الأصليين من العيش فيها بحرية وكرامة كما هو حال كل شعوب العالم.
moh-abuallan@hotmail.com

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !