بعدي أنا ......
بقلم / ليلى عامر
هل ستفرز الحكايات نهايات سعيدة ؟؟
و هل ستنبت الأرض أفراحا أكبر بألوان الحنين ؟؟
هل سيكون النّاس على ما يرام ..يتحدّثون عن خطاياهم بلا وجع بلا رياء ...هل سيتساوون في البكاء ؟؟
بعدي أنا ...بعد أن تسير الرّوح إلى بارئها و أتوسّد كتابي و سنوات عمري ...
ماذا سيقول أحبّتي عنّي ؟؟
ماذا سيكتبون كذكرى لرحيلي ؟؟
عام ... عامان ...
سنوات طويلة ستغيّب ذكراي ثمّ تنتهي حكايتي المعقّدة ...
ماذا سيقول عنّي من تجاهلت حنينهم ؟؟
و هل سيفهمون تداخل الألوان في مساحات خربشاتي ؟؟
بعدي أنا و هذا الكون الواسع هل سيحضن حبيبيّ ؟؟
هل سيشعران بالأمان في دنيا التّناقضات ؟؟
و هل يذكران حبّي لهما و لحظات قضيناها معا ؟؟
هل سيحقّقان أحلامي و يغفران زلاّتي و هفوات قلبي ؟؟
هل سيذكران مأساتي ؟؟
و كيف تجذّر الحزن في أراضي عمري دون راية واحدة للسّلام ؟؟
هل سيعرفان كم رعيتهما و سقيتهما بدم القلب ؟؟
لا أدري ... لا أدري بعدي أنا ماذا سيكون ؟؟
و لا أعرف أيّ طريق سيسلكان ؟
و كيف سيعيشان بيتم مضاعف ؟؟
أرى هذه الأرض الواسعة ...
و هؤلاء النّاس يمارسون
حياتهم العادية ببساطتها و تعقيداتها و غموضها
في اللّيالي الباردة ...
هؤلاء يسيرون في اتّجاهات فوضويّة ستكون صورهم و آمالهم
و نظراتهم الخفيّة هي أبسط صورة عن البشريّة
في خيالي الّذي يتوارى ...
فليسامحني ربيع حاصرني بعطوره و لم
ير منّي غير الوهم ...
فلتسامحني كلّ العصافير الّتي فضحتُ أسرارها و لم أرحم رقّة أغانيها ...
فلتسامحني عيون أهنتُ بريقها و سلّمت مصيرها للغياب ...
فلتسامحني قلوب تتبّعت ذكرياتي أملا في ضياء
فلم تجد غير العتمة ....
فليسامحني الجميع ....أنّني عشت على حدود الظّلّ
لم أعش كما حلمت ذات يوم ....
الشّمس هجرتني فاستسلمتُ لبرد و ظلام ....لظلّ خافت يرقب
حركاتي و سكناتي ....
لا شمس تلوّن عمري ...تعيد نضارة غصن نفض عنه أوراق الذّكريات ...
فيا ترى ماذا سيكون العالم بعدي ؟؟
و أنا الّتي حلمت كلّ عام بأعشاش حمام و سلام للجميع
كلّ السّلام ...؟؟؟؟؟
ليلى عامر البارحة فقط / 21/ 06/ 2012
التعليقات (0)