بطل رغم انفي وتقديم للكتاب من صحيفة البيان..... يسلط السويدي الضوء على وقائع المعركة التي كانت ستجري أحداثها على خلفية ارتفاع سعر البيض والذي تحول إلى سلعة إستراتيجية تنافس سعر برميل النفط في أوج ارتفاعه، على نحو استدعي سن قانون حماية البيض من الانقراض.
هذا الكتاب مرآة كاشفة لما يعيشه المجتمع بحق، وهو بالصراحة والسخرية التي يقدمها المؤلف خالد السويدي يمثل «مرثية» لما آلت إليه الأحوال جراء حالة من الاستهتار تكاد تأتي على الأخضر واليابس.
تحميل نسخة الكترونية من الكتاب
www.4shared.com/account/document/mh1nI3jY/khalid.html
ورغم تشاؤم المؤلف وتوقعاته السيئة التي تسوقها له «قارئة الفنجان» بأنه سيسأل عن كتابه موج البحر وإبليس الشيطان وتفيض دموعه أنهارا ليعرف بعد ذلك أن كتابه ليس له أرض أو وطن أو عنوان، إلا أن الحقيقة غير ذلك بكثير، فقد جاوز السويدي بكتابه الذي يدرج في «الأدب الساخر» بامتياز الصعاب واستطاع أن ينشر كتابه دون وساطة ملك الجان، على خلاف ما يتوقعه ويذكره لنا في الكتاب.
ورغم الصراحة القاسية التي نلمسها من المؤلف من سطور قصته أو موضوعه الأول، وهو «إسماعيل شاكليته»، إلا أنها قد تكون مطلوبة لإحداث فعل الصدمة، بما يحقق هدف المؤلف.
وبعيدا عن إسماعيل وذكرياته ذات الدلالات السلبية التي يستعرضها كشريط منذ وصوله لسكة الخيل، نتابع مع السويدي وقائع المعركة التي كانت ستجري أحداثها على خلفية ارتفاع سعر البيض والذي تحول إلى سلعة إستراتيجية تنافس سعر برميل النفط في أوج ارتفاعه، على نحو استدعي سن قانون حماية البيض من الانقراض.
كما نتابع معه روتين الحياة اليومي الممل في «هم وغم وابتسامة» مع زوجته والتي لا تمل كل يوم من ترتيل الوصايا العشر التي حفظها عن ظهر قلب وتلقينها له يوميا منذ عدة سنوات: ما الغذاء الذي تريده؟ ومع أنه من عشر سنوات يرد عليها بالجواب نفسه .. بأنه على كيفها ، إلا أن الإجابة يتبعها السؤال الثاني: وهل ستتأخر عن العمل فيكون الجواب الذي مل منه لا أعلم فهذا يعتمد على ظروف العمل.
وإذا كان هم الزوجة مقدورا عليه فإن مشكلة المؤلف التالية تثير العجب فحسناوات الهيئة التي يعمل بها يعرفن كيف يتعاملن مع مديرها الفاشل والذي كان معه في الصف. والغريب، حسب السويدي، أن كل الأبحاث والدراسات المتعلقة بالهيئة تتم في لبنان والمشاريع التي تشرف عليها الهيئة أصحاب شركاتها من لبنان وأغلب الموظفين الجدد من لبنان!
ومع فصول الكتاب يصعقك المؤلف بحديثه الساخر عن التوطين تحت عنوان «توطين يا توطين» بحديث الأخت سوزان خان تلك الموظفة في البنك الذي راح يتوظف فيه فكانت صريحة معه، حسبما حاولت أن تؤكد له ، بقولها إن المواطن جبان مع مرتبة الشرف فيما يتعلق بالعمل المصرفي ونسبة التسرب منه تبلغ أكثر من 99% .
ومع الكثير من الأحداث التي تثير الدهشة يزيد المؤلف الموقف بحديثه لنا سوءا، فيشير إلى الشخصين اللذين شاهدهما في البنك يتحدثان بلغة غير عربية الأمر الذي أثار استغرابه لا سيما وأنهما يرتديان الزي الوطني للدولة وبما أن العام هو عام الهوية الوطنية كان لا بد أن يدخل أنفه. الأنكى أن أحدهما كان لديه اجتماع لمناقشة مسألة التوطين في البنوك!
ويأبي المؤلف إلا أن يشركنا في أفراحه كما في أتراحه فيشرح لنا تحت عنوان «الغول» كيف أنه استطاع أخيرا الحصول على قرض الإسكان وإن كانت صراحة المؤلف تأبى إلا أن تشير إلى أنه لم يعان كثيرا في الحصول على هذا القرض حيث لم يكن كغيره الذي يحدث معلوماته الشخصية 12 مرة في السنة ولم يختف ملف الإسكان الخاص به.
كما اختفت العديد من الملفات، ولم يراجع هيئة الإسكان عدة مرات في الشهر، بل إن الأمر ببساطة أنه كان يداوم في هيئة قروض الإسكان فمن الله عليه من الخير ما منه على باقي الموظفين في الهيئة وكفى الله المواطنين شر الشحططة على أبواب المؤجرين. وعلى هذه الخلفية يأمل المؤلف أن ينفتح الباب على مصراعيه لأشقائه ووالده الذي ينتظر دوره منذ ربع قرن بالتمام والكمال وبما أن النحس قد انفك فلا بد أن تمتد آثار الخير إلى باقي العائلة.
ومع «العالم فياجرا» نتابع مع المؤلف ابتلاعه حبة فياجرا بطريق الخطأ أحضرها جده من الهند خلال زيارته الأخيرة لها في عودة إلى المراهقة. ومع ما جرى لمؤلفنا تفتق ذهنه عن إصدار كتاب يختص بموضوع العلاقات الزوجية الجنسية والنفسية. المثير للدهشة أن الكتاب حقق في يومه الأول مبيعات قياسية لم يحققها أي كتاب في الدولة بل تزايدت الطلبات على الكتاب من جميع البلدان العربية والنامية وفاقت مبيعاته مبيعات النسخة الجديدة من كتاب هاري بوتر.
ومن العالم السفلي الذي يقدم المؤلف لنا صورة مفصلة عما يجري فيه من مخازي وانحدار تحت عنوان «للكبار فقط» ينقلنا لنعايش عن قرب قصة محمد مسعود مع الشيخ عبد الرحمن الذي يهاتفه من السنغال ليفك عنه السحر الذي تم ربطه له. ومنه إلى شيخة التي تفاجأ بصوت الشيخ فتخبره أنها لا تعرف أحدا في السنغال وأن كل الشباب الذين تعرفهم من دبي أبوظبي.
وبعد أن يقنعها بسحره يسألها عمن ترغب في الزواج به، فتعبر عن رغبتها في الزواج من حمودي إبن الوزير السابق، ولكن الساحر بجهله يخبرها بأنه من الأفضل لها ان تتزوج من ابن وزير حالي، ولكن شيخة بخبثها تخبره بأنه ساحر فاشل لا يعرف الدنيا فالوزير الجديد، في رأي شيخة، يأخذ وقتا عشان يكون ثروة و«يستوى» مليونير كبير، أما الوزير السابق فأكيد دخل نادي كبار أصحاب الملايين من زمان، يعني ابن وزير سابق أحسن من وزير حالي.
وعلى هذا النحو يمكن لك أن تضحك أو تبكي ولكن من المؤكد أن ضحكك لن يكون سوى كالبكاء، على الصورة الكئيبة التي يرسم خطوطها المؤلف بنجاح يحسد عليه.
تقديم للكتاب من صحيفة البيان
التعليقات (0)